صاحبة أول برونزية في «الريست»: أحلم بالحصول على «الذهبية» في بطولة العالم

مارست الرياضة منذ أن كانت فى العاشرة من عمرها وتمتلك روحا مليئة بالتحدى فرغم حبها وتفوقها فى رياضة رفع الأثقال إلا أن إصابتها فى ركبتها وقطعاً فى الغضروف منعاها من استكمال حلمها فى تلك الرياضة والحصول على مزيد من الميداليات فيها.

ولم تيأس بل قررت استكمال حلمها وممارسة نوع جديد من الرياضة وهو مصارعة الذراعين أو الريست وشاركت فى بطولة العالم 2016 لمصارعة الذراعين ببلغاريا وحصلت على المركز الثالث لتحصل على أول برونزية فى تاريخ مصر فى مصارعة الذراعين وزن 50 كيلو للفتيات ذراع يسرى هى مريم محمود بطلة الريست المصرية المصنفة 3 عالميا.

وتقول مريم محمود ذات الـ 19 عاما، إنها تدرس فى كلية التربية الرياضية وبدأ حبها للرياضة منذ أن كانت فى العاشرة من عمرها فبدأت منذ تلك السن ممارسة رياضة الكاراتيه وظلت تمارسها لمدة 3 أعوام وحققت بها العديد من البطولات، ثم اكتشفت حبها لرياضة رفع الأثقال وكانت تقضى الساعات تتابعها عبر شاشة التليفزيون.


وأوضحت أنها قررت أن تعلم نفسها بنفسها تلك الرياضة وأقنعت والدها أن يشترى لها أوزاناً حديدة لتتمكن من التدريب فى البيت ورغم خطورة وصعوبة لعبة رفع الأثقال وترديد البعض بأنها للرجال فقط لم يوقفها ذلك عن استكمال حلمها فاستطاعت الوصول لكابتن سعد المدير الفنى لرفع الأثقال بنادى طلائع الجيش والذى قام باختبارها.


وتقول مريم: "نت أول مرة أحط إيدى على حديد رفعت 70 كيلو وكان وزنى لا يتعدي الـ 45 كيلو، لكن الناس كلها انبهرت بيا وبدأت تشجعنى وبدأت فى ممارسة اللعبة وحققت فيها بطولات عديدة منها أول القاهرة تحت 17 سنة وأول الجمهورية تحت 20 سنة ثم تعرضت للإصابة فى ركبتى وقطع فى الغضروف الخارجى وخضعت للعلاج لمدة 6 أشهر".


وتكمل أنها التقت فى نادى طلائع الجيش بالصدفة بكابتن جيهان مصطفى كمال بلدوزر العالم وتعرفت عليها وقررت حينها أن تسلك طريق مصارعة الذراعين، وقالت لكابتن جيهان إنها قوية فى الريست وقامت باختبارها مع الكابتن إبراهيم حلمى المدير الفنى للمنتخب المصرى لمصارعة الذراعين وبدأت التمرين وممارسة اللعبة.


وحصلت مريم على العديد من البطولات فى رياضة مصارعة الذراعين أو الريست فحصلت على أول القاهرة ثم أول جمهورية ثم أول عرب ثم أول أفريقيا وأخيرا المركز الثالث عالميا فى بطولة العالم 2016 لمصارعة الذراعين ببلغاريا والتى ضمت 10 لاعبات من مختلف البلدان منها روسيا وسولفاكيا وأوكرانيا وأوزباكستان وكازاخستان وتركيا، وحققت مريم ميدالية بذراعها اليسرى.


واستطاعت مريم فى بطولة العالم لمصارعة الذراعين 2016 أن تفوز على بطلة تركيا ثم هزمت فى ثانى مباراة من بطلة العالم الكازاخستانية التى حصلت على البطولة وتدرجت فى الانتصارات حتى المباراة الأصعب مع اللاعبة الأوزباكستانية التى انتصرت فيها بشق الأنفس لتحصل مريم على المركز الثالث وأول برونزية فى تاريخ مصر فى مصارعة الذراعين وزن 50 كيلو للفتيات ذراع يسرى.


وتقول مريم إن أهلها يشجعونها ويدعمونها بشدة ماديا ومعنويا وأصدقاءها فخورون بها ويشجعونها على الاستمرار وتحقيق مزيد من البطولات، لافتة إلى أنها لا تلتفت لمن يقول لها إن مثل تلك الرياضات للرجال فقط أو من ينتقد شكلها على مواقع التواصل الاجتماعى لأن لم يعد هناك مجال حكر على الرجال الآن وأهم شيء أن تقتنع كل فتاة بأنها تقوم بشيء تحبه حتى تتفوق فيه.


وعن الشروط المفترض توافرها بلاعبى رياضة مصارعة الذراعين قالت إنه بالطبع هناك شروط يجب على اللاعب الاهتمام بها ولكن فى مصر التدريب على تلك الرياضة موجود فقط فى بعض مراكز التدريب الصغيرة والتى لا تهتم بالشروط الواجب توافرها، لافتة إلى أنها تتدرب بشكل شخصى و تعتمد فى معرفتها بالتدريبات على بعض الفيديوهات من مواقع التواصل الاجتماعى واليوتيوب.


وتكمل أنها فخورة جدا بنفسها خاصة بعد حصولها على المركز الثالث عالميا فى بطولة العالم 2016 لمصارعة الذراعين لأنها تحدت ذاتها وتمرنت كثيرا بمفردها حتى نجحت فى الحصول على ذلك المركز عالميا، لافتة إلى أنها تواجه العديد من التحديات فبعد أن حققت ميدالية برونز العام الماضى وعدها رئيس الاتحاد بأن يتم حسابها فى ميزان التجارب لأن من يتم حساب ميزانها هم فقط من يسافرون لبطولة العالم على نفقة الاتحاد وهو ما يتم فعله مع جميع اللاعبين، إلا أنها فوجئت هذا العام بتجاهل ميزانها أيضا للعام التالى.


ونوهت بكم الضغط النفسى التى تعرضت له قبل السفر والمشاركة فى البطولة هذا العام هى وزملاؤها والذين وصل بهم الأمر إلى الاستدانة لتوفير الأموال اللازمة للسفر وترتب على ذلك بأنه بعد أن كان المنتخب المصرى يحقق على الأقل 10 ميداليات هذا العام لم يحصل سوى على ميدالية واحدة فقط.


وتحلم مريم أن تحقق المركز الأول فى بطولة العالم فى السنوات القادمة وتسعى دائما أن تتمرن وتطور من مهاراتها.