رسالة شهيد الشرطة خالد السحيلي لكل زملائه «إفرح مصر كلها بتزفك»

الشهيدمع زوجته واولاده
الشهيدمع زوجته واولاده
 الظاهرة البارزة والمتميزة في درب الدفاع عن الوطن وتوفير الأمن والطمأنينة لأبنائه هي التزايد المستمر للعمليات الأمنية التي ينفذها أبناء الشرطة ضد عصابات الإرهاب ومخططاتهم الشيطانية الهادفة لإحداث القلاقل والفتن والذين يثبتون كل يوم انهم قادرون علي حماية مصر وامنها حتي لو قدموا ارواحهم ودماءهم قربانا من أجل تطهير كل شبر من رجس ودنس الإرهابيين والقضاء علي أوكارهم أينما وجدوا. 

من أولئك الذين جادوا بالروح والدم في سبيل الوطن الشهيد مقدم محمد خالد السحيلي رئيس مباحث قسم ثالث العريش ابن مدينة المنصورة والذي استشهد خلال عملية إرهابية خسيسة نفذها إرهابيون بدم بارد منذ عامين و8 أشهر وتم تشييع جثمانه الطاهر إلي مثواه الأخير وسط جنازة عسكرية مهيبة شارك فيها آلاف المواطنين وتحولت إلي مظاهرات غضب ضد الجماعات الإرهابية وطالبوا فيها بالقصاص العاجل من الخونة قتلة الأبطال. 

تقول همت زوجة الشهيد: سيرة البطل سيرة عطرة ممزوجة بالإنسانية والشهامة والبطولة حيث كان يعمل رئيسا لمباحث قسم ثالث العريش وتعرض للعديد من العمليات الإرهابية وشاء القدر أن ينجو منها لمرات عديدة قبل ان يطلب الشهادة وينالها.

 زوجي قدم روحه ثمنا لوطنه في ابريل من عام 2015 بعد ان شن الخونة أكثر من خمس عمليات إرهابية في مناطق متفرقة بشمال سيناء كان من بينها مقر عمله ودفعته شجاعته وإيمانه بالواجب الوطني إلي المسارعة في التصدي للهجوم الإرهابي، لم يخف الموت، تصدي للعناصر الإرهابية ببسالة مدافعا عن زملائه بكل ما يملك حتي اصيب بشظايا متفرقة بجسده وتم نقله إلي احد المستشفيات وبعد عشرة أيام فاضت روحه إلي بارئها وشاء القدر ان يزف إلي جنة الخلد. 

واضافت ان حب زوجها للعمل في العريش جعله يطلب من قياداته العمل هناك لأكثر من مرة ليواصل مسيرته الشرطية الشجاعة التي بدأها منذ تخرجه في كلية الشرطة.

 وتذكرت خلال تلك الفترة رزقنا الله بطفلتين جميلة في الصف الخامس الابتدائي وجنة في الثاني من نفس المرحلة»‬ كان معروفا وسط أهلي ومحبيه بالأسد حال حياته ومماته.

وتستطرد: الشهيد سبق له تنفيذ عمليات أمنية ضد الإرهابيين فكان من ضمن الذين شاركوا في حملات تطهير جبل الحلال عام 2005 من الإرهابيين كما كان له الشرف في القاء القبض علي حبارة الذي قتل العديد من الشهداء وساهم بشكل كبير في القضاء علي تجار المخدرات وإبطال العديد من عملياتهم وكل هذه العمليات جعلت منه هدفا للخارجين عن القانون لذا وضعوه علي قوائم الاغتيالات بل قاموا بإرسال الرسائل التهديدية له إما بخطف أولاده عقب خروجهم من المدرسة أو التنكيل بأسرته لكن كل هذا زاده إصرارا علي البقاء في مكان خدمته والتضحية من أجل وطنه.

 وقالت انها تنقلت معه للعمل داخل العديد من المحافظات من أجل أن تكون شريكة له في كافة انجازاته. 

وتسترجع الزوجة الذكريات منذ خطوبتي وهو يتمني الشهادة فقد شهد كل السنوات العجاف داخل شمال سيناء منذ بدء ثورة يناير، وبالرغم من ألحاحي الشديد عليه بالموافقة علي نقله من مرمي نيران الإرهاب أكثر من مرة إلا أنه كان يعلق قائلا: «الوطن دائما قبل النفس.. سامحيني مقصر معاكم جميعا» وأشارت أن الذي ذاق طعم الفراق هو الوحيد الذي يئن منه.

وأكدت: قبل استشهاد رفيق حياتي بأيام دوَّن عبر حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي معلقا علي الأحداث التي تشهدها البلاد »‬لكل شهيد دفع دمه فداء للوطن سواء كان مدنيا أو عسكريا، لكل بيت فقد أبا أو أخا أو زوجا، افرح مصر كلها بتزفك».

 وقال أيضا: »‬يشهد الله أني أبذل الجهد والعرق في عملي لوجه الله، وإذا قدر الله لي الشهادة فانني سأكون في غاية السعادة ويكفيني انني تركت لأسرتي وزوجتي وأطفالي ما يفتخرون به. 

بادرت بتوجيه الشكر للواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية علي وقوفه بجانب أسر الشهداء وكلا من اللواء خالد حمدي واللواء علاء الدين الأحمدي مدير الإدارة العامة للعلاقات الإنسانية الذي يحرص دوما علي استقبال أسر الشهداء وذويهم داخل الإدارة.

 أما جميلة ابنة الشهيد الكبري قالت إن الأمنية الوحيدة التي تتمناها العمل داخل الكيانات الأمنية حتي تلتحق بالأبطال.. لم يختلف الأمر كثيرا مع جنة الطفلة الصغري التي أكدت أن الفخر يلازمها طيلة حياتها دائما لانها ابنة »‬الأسد» الذي قدم حياته من أجل أن نعيش أحرارا.