خبير أمن دولي: أهداف غير معلنة وراء قمة روسيا وإيران وتركيا.. غدًا

اللواء أ.ح. سيد غنيم  - استشاري الأمن الدولي بأكاديمية دفاع الناتو
اللواء أ.ح. سيد غنيم - استشاري الأمن الدولي بأكاديمية دفاع الناتو
ينطلق في مدينة سوتشي الروسية غدًا الأربعاء 22 نوفمبر، اجتماع القمة الثلاثية بين زعماء تركيا وروسيا وإيران بخصوص الأزمة السورية.


وقد أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في وقت سابق أن الدول الثلاث هي الضامنة لعملية التسوية السياسية وإرساء الأمن والاستقرار في سوريا.


علق اللواء أ.ح. سيد غنيم زميل أكاديمية ناصر العسكرية واستشاري الأمن الدولي بأكاديمية دفاع الناتو، على العلاقات بين الدول الثلاث، بأن روسيا وإيران وتركيا اختلفوا سابقاً حول الأزمة السورية، ولكن على مدى الفترة السابقة يبدو أن علاقتهم أصبحت أكثر انسجاما، تاركين الولايات المتحدة الأمريكية مع أصدقائها العرب، مع ملاحظة أن تركيا وإيران اقتربتا من قطر في أزمتها منتصف عام 2017، كما تصدتا لاستفتاء إقليم كردستان شمالي العراق في سبتمبر الماضي داعمين لحكومة العراق.


وأضاف في تصريحات خاصة لـ»بوابة أخبار اليوم« أن إدارة "دونالد ترامب" تواجه مشاكل سياسية داخلية تخص المستشار الأمريكي السابق للأمن القومي "مايكل فلين"، ورئيس حملته الانتخابية السابق "بول مانافورت" والمتورط  مع عناصر مؤيدة لروسيا في أوكرانيا.


وأوضح «غنيم» أنه يجب النظر لخمس دول رئيسية في المنطقة، وهي أمريكا وروسيا وتركيا وإيران وإسرائيل، حيث تشعر أنقرة بالغضب إزاء الوجود المتزايد والمستمر دون داعي للولايات المتحدة الأمريكية في شرق سوريا، ثم نجد  إيران التي تؤيد تركيا في نفس توجهها، وتعمل على دعم نفوذها في أربع دول رئيسية حتى الآن وهي (لبنان وسوريا والعراق واليمن)، وتطمع مستقبلاً في أن تزيد عن ذلك.


وتابع: ما سبق يفيد الطرف الثالث بالتأكيد وهو روسيا، والتي كانت قد امتدت نفوذها في كل من (سوريا والعراق واليمن وليبيا)، وبعد أن خسرت نفوذها في ثلاث منها لن تفرط في دعم موقف الرابعة وهي سوريا لعدم خسارة آخر قدم لها في المنطقة.


واستكمل: ثم نجد الولايات المتحدة الأمريكية، التي وبسرعة شديدة وضعت ثلاثي المعسكر الشرقي الحالي (روسيا وتركيا وإيران) في موضع مضاد، وذلك نتيجة لسياسة "ترامب" القوية بالفعل لمواجهة إيران، والتي مكنت السعودية من التحرك بصور أكثر فعالية في لبنان ضد الشيعة وفي الخليج ضد قطر كاتجاه صريح ضد سياسة إيران في المنطقة، رغم اختلاف إدارته معه في أمور كثيرة نحو سياسة "ترامب" في المنطقة.


وعن القمة الثلاثية في "سوتشي"، هل هي إجراء سياسي رفيع المستوى من أجل تسوية الأزمة السورية؟ أم هناك ما هو أكثر من ذلك؟، أكد «غنيم» أنه رغم الإعلان أن القمة الثلاثية في "سوتشي" تتعلق بالأزمة السورية، إلا أنني أراها قد تتضمن موضوعات أشمل من ذلك، فهي في إطار مسلسل من الإجراءات المتتالية التي تُعد رداً على السياسات الأمريكية في المنطقة، تلك السياسات التي تبدو داعمة للسياسات الإقليمية الإسرائيلية والسعودية، ورداً على التحركات السعودية المتتالية تجاه نطاقات النفوذ المشتركة والتي قد توصف بـ"العدائية" تجاه إيران وحزب الله في لبنان، وكذا خطوة استقالة رئيس وزراء لبنان أثناء زيارته للرياض والتي تلاها زيارات أخرى لباريس والقاهرة قبل عودته لبيروت.


وأضاف: "بالتأكيد أن السعودية هي من سعت  لعقد مؤتمر لجامعة الدول العربية والذي أسفر عن تجريم جماعة "حزب الله" ووصفها بالإرهابية، وذلك كخطوة رئيسية ضمن سلسلة خطوات تهدف لإعداد قضية مكتملة أمام مجلس الأمن تمهيدا لإصدار قرار يحمل إدانات جديدة ضد كل من إيران وحزب الله، بهدف توقيع عقوبات اقتصادية وسياسية عليها، والتي قد تصل للعقوبات العسكرية أيضاً بتفويض من مجلس الأمن.


وعن أبرز الرسائل التي تحملها القمة الثلاثية، قال اللواء أ.ح. سيد غنيم، إن القمة المزمع انعقادها غدا تحمل ثلاث رسائل هامة، الأولى هي أن روسيا وإيران وتركيا يمثلوا محور قوي له نفوذ ومصالح مشتركة، والثانية أن القضية السورية لم تعد قضية قومية عربية، ولكنها قضية إقليمية / دولية تتشابك فيها مصالح وأمن دول جوار غير عربية وهي (تركيا وإيران)، ومصالح ونفوذ قوة أخرى دولية عضو دائم بمجلس الأمن وهي (روسيا)، وبالتأكيد سيمتد ذلك المفهوم لبؤر صراع أخرى كالعراق واليمن ولبنان وربما ليبيا.


والرسالة الثالثة هي تأكيد القمة الثلاثية على عدم القدرة الإستراتيجية الأمريكية تجاه المحاور المختلفة بالمنطقة على تحقيق تقدم ملموس.