طرق سرقة "قوت الغلابة" والبطاقات الذكية المتهم الرئيسي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تحول الدعم الحكومي الموجه للفقراء إلى باب فساد يتربح منه المتاجرون والمتلاعبون بقوت الغلابة وآلية السرقة في المنظومة الجديدة تتم عبر عدة عمليات.

وتبدأ بشحن الرصيد في ماكينات أصحاب المخابز، عن طريق الكروت المستبدلة أو الموجودة لدى البقال، والتي تسهم في النهاية برفع حصة الدقيق للمخابز، وكذلك قيمة الدعم عن الأرغفة الوهمية التى يفترض أنها ذهبت للمواطنين.

والحيلة الثانية التى يستخدمها المتربحون من المنظومة الجديدة تتمثل في قيام بعض أصحاب محلات التموين «البقال» بتحرير محاضر بفقد عدد من البطاقات المسجلة لديهم، وباعتباره الوسيط بين المواطن ووزارة التموين، فإنه يحق له في حال فقد البطاقة، أن يستخرج بدل فاقد من الوزارة أو الشركة المنظمة لعملية الكروت.

والحيلة أخرى كشفها أصحاب مخابز موضحين أن العمليات التى كانت تتم من خلال كارت المليون، كانت بسعر 40 جنيهًا لكل ألف رغيف بدلًا من 80 جنيهًا مقابل البطاقات المتعددة التى تجمع من المواطنين، ومن يقومون بجمع البطاقات من مكاتب «بقال التموين» يتقاضون 80 جنيهًا عن كل ألف رغيف يتم إضافتها لرصيد صاحب المخبز، فيما يتقاضى من يحصل على بطاقة المليون مبلغ أقل وهو 40 جنيهًا فقط، نظرًا لسهولة العملية وإمكانية تسجيلها في أكبر عدد من الماكينات في ذات اليوم.


والتربح من المنظومة الجديدة للخبز.. لم يخلُ من الاستعانة بالحيل القديمة.. وأبرزها الغش فى وزن الرغيف، وهى الحيلة التي أطلعنا عمال الأفران على تفاصيلها، إضافة إلى أساليب خداع مفتشى التموين.

وهناك مشكلة أخرى، وهى أن نسبة كبيرة من الأغنياء الذين يتم صرف التموين بأسمائهم، لا يأخذونه فى الحقيقة، وإنما هناك مافيا كبيرة تسرق التموين ببطاقات تموين بأسماء أغنياء لا يعلمون عنها شيئا، ولعل ما يؤكد ذلك هو إعلان وزارة التموين أن لديها 70 مليون بطاقة تموين.


وهذا الكارثة سببها الحقيقى هو عدم وجود قاعدة بيانات صحيحة عن المصريين بشكل عام، ولا أحد يعرف بدقة من هو الفقير المستحق ومن هو الغنى غير المستحق، ولذلك يكمن الحل في إنشاء قاعدة بيانات بمواصفات معينة، لتكون مصدر معلومات صادقة وحقيقية ودقيقة عن دخول الناس وقدراتهم المالية الحقيقية، حتى نستطيع تحديد المستحق وغير المستحق.

ومن جهته قال محمد سويد، المتحدث الرسمي باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية، إن قرار تنقية بطاقات التموين على مستوى الجمهورية يأتى فى إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، مشدداً على أن الدولة جادة في القضاء على مافيا قاعدة بطاقات التموين. مضيفا أن جاري القضاء على المكررين والأسماء الوهمية والوفيات.

وأشار "سويد"، إلى مطابقة بطاقات التموين على بطاقات الرقم القومي مع بداية شهر إبريل الماضي، موضحا: "وجدنا 55 مليون بيان صحيح، و19 مليون غير صحيح ليس لهم أي معالم، أي ليس لهم بطاقات رقم قومي والوزارة تبذل مجهودًا في تنقية قاعدة بيانات مستحقي الدعم، في غضون شهر سنمتلك قاعدة بيانات كاملة لمستحقي الدعم".