نقطة فوق حرف ساخن

عمرو الخياط يكتب: شيرين سفيرة النوايا السيئة

الكاتب الصحفي عمرو الخياط رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم
الكاتب الصحفي عمرو الخياط رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم
إياك أن تنسي مافعلته شيرين عبدالوهاب التي رفعت حذاءها في وجه المشاهد لتضغط علي الزر المخصص لإبداء إعجابها بالموهبة الماثلة أمامها عندما كانت عضوا في لجنة تحكيم برنامج «the voice»‬، ولا ينبغي هنا الانشغال بإشكالية التوصل هل كانت مدركة وتقصد أم أنها عفوية؟، ليس هنا محل  للإجابة عن هذا التساؤل .
فإذا كانت عفوية ولا تقصد فينبغي الحجر الفني والإعلامي عليها فورا، حفاظا عليها وعلي صورتها أمام جمهورها، أما إذا كانت تدرك لما تفعل فتكون مرتكبة لجريمة متكاملة مع سبق الإصرار قدمت من خلالها عن عمد صورة ذهنية شديدة السلبية عن نموذج لسلوك عينة من الشعب المصري، وسط زملائها من الفنانين من دول عربية مختلفة حرصوا خلال مشاركتهم في لجنة التحكيم علي الظهور شكلا وموضوعًا بصورة مشرفة لشعوبهم، بينما تم استخدام شيرين للتجريح المتعمد في الشخصية المصرية.
شيرين عبدالوهاب هي نموذج صارخ لحالة عدم احتمال التغير الضخم والمفاجئ من الشهرة والثروة الذي انعكس سلبا علي سيطرتها علي سلوكها المعلن فباتت تظهر معبرة عن حالة استعلائية هي لا تدركها أساسا وتفقد السيطرة عليها كلما واجهت جمهورها، إلا أنها حالة تخفي وراءها إحساسها الدائم باستمرار النظرة الدونية لها مما يدفعها في كل مرة للهجوم العشوائي في اتجاهات مختلفة ثم تعود وتعتذر ثم تكرر نفس الخطأ دون اكتراث بصورتها أمام جمهورها التي وصلت لحد الاستعلاء غير الإرادي عليه كلما راجعت أرصدتها في البنوك .
ثم تظهر علينا شيرين وهي مترنحة خلال مشاركتها في إحياء أحد الأفراح بمدينة أسوان لتسيء ضمنا إلي الهضبة عمرو دياب، ليس لكونه أحد منافسيها فهي تدرك تماما أنه خارج سياق هذه المساحة بل لأنها كانت تريد الإساءة إلي أحد رموز الفن المصري وأحد عناصر قواه الناعمة، كما ظهرت وقتها وهي تردد اسم »‬عبدالوهاب حافظ» تعبيرا عن عدم اتزانها وفقدانها سيطرتها علي ترنحها، ولم يكن ذلك من باب الخطأ بل لرغبتها في الإيحاء بأن عندليب الغناء المصري والعربي قد دخل في طَي النسيان إلي حد لم نعد نتذكر فيه حتى اسمه أو حتي مرحلته التاريخية التي تعبر عن حالة من نضال الشعب المصري التي أرادت شيرين أن تفرض علي الشعب المصري حالة من نسيانها وتناسيها مساهمة منها في مسخ الهوية الفنية المصرية، ولم يكن من قبيل الصدفة أن تكون تصريحاتها علي ضفاف نيل أسوان حيث منابع النيل المصرية الأولي، ربما أرادت أن تختلط سمومها اللفظية والمسلكية بمياهه لتصل إلي كل بيت مصري مساهمة منها في زيادة معدلات التلوث الفني والاخلاقي.
بعدها تفاجئنا شيرين بمقطع فيديو في إحدي حفلاتها بإحدي الدول العربية وهي تحذر من شرب مياه النيل خشية الإصابة بمرض »‬البلهارسيا»، لتتعدد رسائلها السلبية كسفيرة للنوايا السيئة علي النحو التالي:
> مصر دولة متخلفة مازالت عاجزة عن مواجهة مرض البلهارسيا.
> الشعب المصري مريض وغير قادر علي العطاء أوالمواجهة.
> مصر لم تعد قادرة علي إنتاج المواهب طالما أنها مازالت عاجزة عن القضاء علي المرض التاريخي الذي قتل العندليب.
> إياك أن تزور مصر لأنك معرض للإصابة بالمرض.
> المصريون لا يستحقون مياه النيل لأنهم عاجزون عن حمايته.
> هنيئا للأشقاء في إثيوبيا بسد النهضة الذي قد يحرمنا حصتنا المائية التي نعجز أساسا عن حمايتها من التلوث وبالتالي نحن لانستحقها، وربما أرادت شيرين أن تقدم نفسها كمطربة أولي لحفل افتتاح سد النهضة .
شيرين هي تعبير عن حالة من الانفتاح المتأخر الذي يعاني أصحابه ازدواجا في الشخصية، فبرغم تمكنهم من مراكمة الثروات واستخدامها في تعديل ملامحهم الخارجية بفعل عمليات التجميل والتبييض إلا أن التغيير في أشكالهم الخارجية لم يصاحبه قدرة علي التعديل السلوكي لتصرفاتهم لتظهر الفجوة الحادة كلما فتحت أفواههم .
سفيرة النوايا السيئة صاحبة الموهبة المتفجرة أصبحت أسيرة لحالة من الاستعلاء الفني علي جمهورها ووطنها الذي منحها تلك الشهرة، ولا تتعجب أن نتاج هذه الحالة من الانفتاح العشوائي ساهمت في خلق نماذج تعتقد أنها قادرة علي شراء كل شيء حتى ذاكرة وهوية المصريين، لنجد شيرين في الأيام المقبلة تتبرع لصندوق »‬ تحيا مصر»، أو لأحد المستشفيات أو الجمعيات الخيرية ظنا منها أنها قادرة علي شراء المزاج العام المصري في أي وقت.
لاحظ أن المطربة شيرين دعت خلال المقطع المسجل إلي استخدام نوع معين من المياه المعدنية ، فهل كانت تقصد أن تقدم إعلاناً مدفوع الأجر ؟!، أم أنها كانت تعلن عن استخدامها لذلك النوع من المياه بعد ارتقاء مستواها بسبب احتضان الشعب المصري لموهبتها؟!، أم كانت تقصد المياه المعدنية؟!
شيرين التي أقبلت علي جرم الإساءة لنيل وطنها ومصدر  الحياة لشعبها هي بقصد أو دون قصد أرادت ان توجه رسالة ان هذا النيل اصبح حاملا للمرض المزعوم فلم يعد يستحق الغناء له أو التغزل فيه أو الكفاح من اجله ، شيرين الآن اصبحت بطلة قومية لدي الشعب الاثيوبي الذي حتما سيطالب بمنحها جنسية بلاده.
سفيرة النوايا السيئة شيرين عبدالوهاب تستخدم طوعا وكرها لابتذال عناصر القوي الناعمة المصرية، تستخدم للتسفيه من تاريخ الفن المصري ورموزه ، وتمتد استخداماتها للتسفيه من صورة الشخصية المصرية وتقديمها في أسوأ حالاتها .
شيرين بحاجة الي نوع من التقويم الفني والجماهيري لسلوكها المتكرر الذي يعكس تنافرا بين مظهرها الخارجي الذي نجحت في تطويره وما بين وجدانها الذي مازال عاجزا عن مواكبة حالتها الشكلية.
ام انها كانت تقصد ان المياه المعدنية اصبحت موردا متاحا ولم يعد الشعب المصري بحاجة الي النضال من اجل مياه النيل ؟! أم كانت تشجع الحكومة الاثيوبية بالمضي في طريقها لان مياه النيل الملوثة لم تعد تلزم الشعب المصري؟!

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا