حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: مصر التي في شرم الشيخ.. ما أروعها !!

الكاتب الصحفي محمد البهنساوي رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم
التنظيم يدعو للفخر .. والتأمين يفضح المتربصين

إنها مصر بتاريخها وحضارتها .. بثقلها ومكانتها . برونقها وروعتها .. بحاضرها وآمال مستقبلها
هكذا شاهدناها وافتخرنا بها جميعا خلال مشاركتنا في فعاليات منتدى شباب العالم الذي يختتم أعماله غدا بشرم الشيخ .. المنتدى الذي حمل رسائل عديدة للخارج والداخل .. جميعها مهمة وقوية وذات دلالات واضحة على أن مصر تعود وبقوة لتسترد عافيتها .. لتحتل مكانتها .. لتقوم بدورها الرائد عربيا وإقليميا وعالميا .
افتخرنا لهذا الحدث الذي جمع أكثر من ٣ آلاف مشارك من حول العالم معظمهم من الشباب ..  زهونا بضيوف المؤتمر من كبار القادة والمسئولين والشخصيات العامة من أكثر من مائة دولة .. وسعدنا لجلساته وهذا الزخم والأهمية في موضوعاتها .. والثقل الذي تمتع به المتحدثون علي منصاتها من كبار المسئولين والخبراء والنماذج المضيئة من شباب العالم .. وتلك المناقشات الثرية الغنية والتي ظهرت نتائجها في توصياتها.
ورغم هذا الحشد الكبير من المشاركين وعدد الجلسات والحوارات بها جاء التنظيم علي أعلى مستوى .. لنفخر به جميعا .. ويزداد فخرنا عندنا نعلم أن هذا التنظيم مصريا خالصا .. بفكر وجهد وعرق مصري مائة بالمائة .. لشباب واعد .. وقيادات مسئولة .. واصلوا الليل بالنهار .. واضعين نصب أعينهم إنهم مسئولون عن تقديم مصر كلها للعالم من خلال هذا المنتدى الناجح .. صبروا وثابروا .. حتى خرج التنظيم بهذه الدقة والروعة والمسئولية .
نصل إلى التأمين .. فقد توقع جميع المشاركون بالمؤتمر  انه مع هذا العدد من القادة وكبار الضيوف والحشد الكبير من الشباب والمشاركين ووسائل الإعلام .. ان تكون هناك صعوبات في التحركات او الانتقالات او الدخول والخروج لقاعات المنتدى .. وهذا يحدث مع الاجتماعات والمناسبات الدولية الكبري التي تقام بمختلف الدول بما في ذلك الدول الكبري .. لكن هذا لم يحدث مطلقا .. سهولة في التحركات .. وابتسامة وتسهيلات كبير في الدخول لمركز المؤتمرات بشرم الشيخ .. والتجول بين قاعاته .. فجميع المتواجدين بشرم من ضيوف المؤتمر والسائحين الأجانب .. لم يشعروا بالتواجد الأمني رغم كثافته .. وهذه النقطة بالذات وفِي مدينة شرم الشيخ خاصة لها دلالتها المهمة .. حيث تكشف للعالم اجمع زيف ادعاءات وحجج الدول التي توقف حركة طيرانها وسائحيها الي شرم الشيخ بحجة أسباب امنية ..
نصل إلى الحماس والأمل المفعم الظاهر علي كل المصريين بالمنتدى .. بدء من رئيس الجمهورية .. مرورا بكبار المسئولين عن تنظيم المؤتمر والشباب الذي تحمل المسئولية لرجال الأمن حتى للعاملين بمحال وفنادق شرم الشيخ .. كل هذا يعطي طاقة إيجابية كبري لجميع المصريين .. ويؤكد لهم أن بلدهم علي الطريق الصحيح .
نعود إلى الرسائل المهمة التي حملها المنتدى للداخل والخارج .. نجد أنها كما قلت سابقا قوية ومهمة .. أكدت للمصريين أنهم وبحق قادرون على صنع المعجزات عندما يقرروا ذلك .. ناهيك عن النماذج المصرية المشرفة التي شاركت وظهرت بكافة جلسات المنتدى .. بعضهم نعرفه والبعض الأخر نعيد اكتشافه .. ليكشف للجميع أن مصر عامرة وزاخرة بالعقول الفذة في مختلف المجالات .. كما أكدت للمصريين أن بلدهم محل تقدير وإعجاب العالم كله ،، عندما تطلب يسارع الجميع بالتلبية
أما الرسائل التي خرجت عن المؤتمر للخارج فكثيرة .. أكدت للعالم أن مصر بلد الأمن والأمان .. تحمل أغصان الزيتون للعالم بأسره ورسالة محبة لجميع الدول والأديان والأعراق .. مصر رسول السلام الذي يدحض دعوات الصراع ويستبدلها بالحوار .. ترفض العنف والتطرف وتسعي للتواصل والتكامل بين الجميع .. أكدت للعالم إنها قلب العروبة النابض وبوابة أفريقيا المفتوحة لخير وصالح دول القارة السمراء .. مركز العالم الذي يدور ويلف ويروح ويأتي ولا يجد إلا أحضان مصر الدافئة.
وإذا كانت هذه هي الرسائل العامة للمنتدى .. إلا أن رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي جاءت واضحة لا لبس فيها .. سواء للخارج أو الداخل .. فقد وقف الرئيس ثابتا .. ليوجه بنبرة هادئة رسالة قوية للعالم أجمع .. يدعوه لنبذ العنف واستبداله بالحوار والتسامح والتفاهم .. يؤكد من جديد أن الإرهاب اعتداء سافر على حقوق الإنسان .. ويكشف تلميحا وتصريحا أن الإرهاب صناعة تورطت فيها أنظمة وجهات عديدة .. محذرا كل مت يرعي الإرهاب ويموله انه يكتوي بناره لا محالة .. وهذا كأنك واضح لكل ذي عقل يعي .. وكم كان حديث الرئيس رائعا خاصة في موضعين اثنين .. أولهما بالطبع وهو يتحدث عن الإرهاب .. وثانيها وهو يتحدث عن ضرورة قبول الأخر وعدم الاستعلاء بالدِين على الآخرين ، فهذا الاستعلاء يولد العنف والفشل !!

رسائل قوية وواضحة للخارج .. ومن جديد الشباب والمرأة في عقل وقلب الرئيس


أما رسائل الرئيس للمصريين فإنني أري أنها ليست جديدة .. لكنها تأكيد علي ثوابت لديه .. فهل يغيب على احد اهتمام الرئيس وإيمانه اللامحدود بالشباب .. وحرصه علي دعم كل جهد لهم .. وسعادته وهو يستجيب لمجموعة من الشباب تطلب " صورة " تذكارية مع الرئيس .. او وهو يطالع مشروعا او ابتكارا لهم .. يتوازي مع الشباب اهتمامه بالمرأة المصرية ومطالبته للجميع باحترامها والحفاظ على حقوقها ومكتسباتها وإتاحة الفرصة كاملة أمامها .
هذه هي الصورة الجميلة الرائعة التي رأيت عليها مصر أمامي في شرم الشيخ .. مصر الآي نريدها ونحلم بها .. مصر التي نتمني ان يراها العالم اجمع بعين صادقة مخلصة متجردة .. فكل الشكر والتقدير والاحترام لكل من اشرف وخطط ونفذ وساهم في نجاح هذا المنتدى الرائع.