نبض السطور

خالد ميري يكتب: رسالة سلام

خالد ميري
خالد ميري
من شرم الشيخ مدينة السلام.. تنطلق اليوم رسالة سلام من مصر إلي كل شعوب العالم، رسالة بعلم الوصول يحملها ٣٢٠٣ شباب من ١١٢ دولة من كل قارات العالم، يكتبها الشباب ويشارك في صياغتها رؤساء وملوك وأمراء و٥٢ وفدا رسميا.
المنتدي العالمي للشباب كان مجرد فكرة أطلقها شباب مصر من الاسكندرية قبل أسابيع، والرئيس عبدالفتاح السيسي استجاب علي الفور لتنطلق رحلة عمل وإنجاز ونجاح، ولتتحول الفكرة خلال أسابيع إلي حقيقة تبهر العالم وتشد أنظار الجميع، وقبل أيام كان الرئيس الفرنسي ماكرون يرسل تحيته للمنتدي قبل أن يبدأ، فهو يعرف أن مصر السيسي إذا أرادت فعلت، وأنها قادرة علي تنظيم أحد أعظم الأحداث في العالم بنجاح ودقة ومهارة.
على مدار ٥ أيام نتشوق لسماع ٢٢٢ متحدثا من ٦٤ دولة وهم يناقشون كل القضايا في ٤٦ جلسة عمل، مناقشات لا سقف لها إلا سلام العالم ووقف مد الإرهاب الجبان، والبحث عن حلول شابة مبتكرة لقضايا ترهق ضمير العالم وقلبه دون أن يصل إلي حلول حقيقية.
المؤتمر ينطلق اليوم في حفل افتتاح ضخم من داخل قاعة القبة التي تعلوها الكرة الأرضيّة، رسالة واضحة: كلنا نعيش علي نفس الكرة، نواجه نفس القضايا والهموم، ومصلحتنا واحدة وواضحة.. أن تتكامل الثقافات والحضارات المختلفة بدلا من أن تتصادم أو تتصارع، يد مصر كانت دوما ممدودة للسلام، ومن شرم الشيخ سيستمع العالم أجمعه إلي صوت السلام والتعاون عالياً يصل لكل الآذان، رسالة قادرة علي مساعدة العالم علي  أن يدوس بقدميه علي الإرهاب وينظر بثقة إلي المستقبل.
قضايا المؤتمر تمت صياغتها بدقة ليدور حولها النقاش، من دور الشباب في حفظ السلام، إلي الهجرة غير الشرعية وتجربة مصر في استضافة اللاجئين، ومن مواجهة الاٍرهاب إلي إعادة بناء مؤسسات الدولة في مناطق الصراع حفاظا علي الدولة الوطنية، ومن ريادة الأعمال والابتكار والذكاء الاصطناعي إلي التنمية المستدامة وفرص الاستثمار بمنطقة قناة السويس، ومن تغير المناخ إلي نموذج محاكاة مجلس الأمن إلي دور المرأة في صناعة القرار، ومن دور السينما في مواجهة التطرّف إلي عالم توحده الآداب والفنون والثقافة.
كما سيدور النقاش واسعاً في جلسات خاصة حول كيفية صناعة العالم لقادته، والتجربة المصرية جديرة بالعرض والدراسة من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب إلي الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، برامج أثمرت تعيين معاونين للوزراء والمحافظين و٧٨ شابا نوابا بالبرلمان، وما زالت تحمل الكثير لمصر المستقبل.
يؤمن الرئيس السيسي أن الشباب قاطرة الأمة والعالم، وأن أفكارهم قادرة علي تغيير مسار الكثير من القضايا والهموم، وعندما يحل التعاون بدلا من الصراع.. واللقاء بدلا من الغياب.. والتفاهم بدلا من التنافر، وقتها سيكون العالم قادراً علي تجاوز الكثير من العقبات والصعوبات وحل الكثير من الصراعات والمشاكل.
لقاء شباب العالم علي أرض مصر واحد من أهم الأحداث في العالم، والجهد الضخم غير المسبوق الذي تواصل ليلا ونهارا لتنظيم وإنجاح المؤتمر، يؤكد أننا علي أبواب نجاح كبير، المؤتمر نجح منذ دورته الأولي فكان طبيعياً أن يرحب العالم ويتسابق للمشاركة فيه.