التحرش الجنسي يعصف بـ"عالم الحريات".. هل يحترم الغرب المرأة حقا؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
اتخذ الغرب  صورة تمثلت في الحفاظ على الحريات العامة واحترام حقوق المرأة، فدوما تتباهى الدول الغربية بكونها الأكثر تقدما من حيث أنظمة المعيشة كما أن نسائها يتلقون من التعليم أعلى الدرجات ويعتلون مناصب عليا تصل إلى حكم الدول، إضافة إلى أن القوانين تحفظ لهم حقوقهم في الزواج والعمل وحرية الرأي والملبس والتصرف.

لكن يبدو أن القوانين وحدها لم تكن كافية ولم تغير من سلوكيات البعض "الشاذة" التي شوهت تلك الصورة الحضارية عن دولا عاش العالم أجمع يراها دولا مثالية ومجتمعات خالية من أي عيوب يضرب بها المثل خاصة فيما يخص حقوق المرأة والطفل.

"هارفي وينستين"..حجر حرّك المياة الراكدة

harvey_weinstein_oscars_-_h_-_2014.jpg 
ألقت فضيحة المنتج الأمريكي هارفي وينستين بظلالها على ملف الاعتداءات الجنسية لمشاهير بأوروبا والولايات المتحدة، فبالرغم من شهرته الكبيرة في الوسط الفني الهوليودي إلا أنه استغل تلك المكانة في ارتكاب تصرفات شهوانية استغل فيها الممثلات والعارضات في بداية مشوارهن الفني، حيث كانت كلمة "لا" بالنسبة لغالبيتهن يغلفها الخوف من نفوذه.

"أنجلينا جولي"، "جوينيث بالترو"، "كارا ديليفن"، "آسيا أرجنتو"، عدد كبير من المشاهير وصل إلى 34 اسما، منهن من قاومت ومنهن من ضعفت واضطرت للاستسلام لرغباته المريضة طمعا في الشهرة أو خوفا من بطشه وفقدان مكانتهن الفنية، لكن ما إن فضح أمره حتى أقدمن جميعهن على رواية ما تعرضن له من اعتداءات قاسية لدرجة دفعت واحدة منهن إلى تمثيل وإخراج مشهد تمثيلي يحاكي ما تعرضت له في الواقع، إضافة إلى آخريات طالبن بتعويضات جراء ما لحق بهن من أضرار نفسية ومعنوية.
أعلنت بعدها شركة The Weinstein «ompany عن إقالة المنتج هارفي وينستين، نتيجة اتهامات التحرش الجنسي التي رصدتها صحيفة نيويورك تايمز، استنادا على شهادات الممثلات والعاملات في مجال صناعة الفن. 

بن أفليك..المهاجم المتهم

image   
عقب فضيحة وينستين الجنسية، سارع الكثيرون بتنديد هذا العمل، لكن لم يكونوا جميعهم على قدر المسؤولية بل وصل الأمر إلى أنهم كانوا قد سبقوه في هذا العمل الغير أخلاقي.

جاء الممثل بن أفليك على رأس قائمة المنددية "المتهمين"، حيث خروج لشجب ما قام به وينستين تجاه النساء وقام بكتابة ذلك عبر حسابه الخاص على أحد مواقع التواصل الإجتماعي، حيث قال: "هذه تصرفات غير مقبولة مطلقاً، وأجد نفسي في تساؤل مستمر ماذا يجب عليّ أن أفعل لأتأكد من أنّ هذا الأمر لم يحدث لآخرين".

لم يكن الممثل الوسيم يعلم أنه ورط نفسه بهذا الهجوم، حيث أنه ما إن نشر بن أفليك هذا التعليق، حتى شنت عليه حملات وانتقادات كبيرة بسبب واقعة تحرشه بالممثلة الأمريكية هيلاري بورتون وذلك عام 2003.

وأمام تلك الورطة وهذا الموقف المحرج، لم يكن أمام النجم إلا أن أقدم على الاعتذار عما بدر منه في حق بورتون، وكتب تعليقاً جاء فيه: "لقد تصرفت بشكل غير لائق تجاه السيدة بورتون، وأنا اعتذر عن ذلك بصدق".

بوش الأب.."المتحرش المخضرم"

59f0476cd43750ad098b4567 

وفي إطار الفضائح الجنسية التي يشهدها العالم، خرجت منذ فترة قليلة إمرأة "رفضت الكشف عن اسمها" تتهم الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب "بلمسها من الخلف"، مشددة على أن حركاته هذه لم تكن بريئة بتاتا.

 لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يتهم فيها الرئيس "القعيد" بتلك التهمة، فقد سبق واتهمته الممثلة هيذر ليند، التي قالت إن بوش لمس مؤخرتها بيده، خلال التقاط صور قبل عدة سنوات بحضور زوجته، وأنه سرد عليها خلال ذلك نكتة "خارجة". 

بعد ذلك قالت ممثلة تدعى جوردانا جرولنيك، إن بوش الأب لمسها بيده أيضا في عام 2016 خلال التقاط صور وهو على كرسه المتحرك، وإن زوجته لاحظت ذلك. 

وروت الممثلة ما تعرضت له عبر صفحتها بموقع "انستجرام" "إنه لم يصافحني يدا بيد، لكن ورغم أنه كان يجلس على كرسي متحرك، فإنه لامسني من الخلف، مع أن زوجته باربرا بوش كانت تقف في مكان قريب، وحكى لي نكتة قذرة. وبعد ذلك، عندما بدأنا حفلة التصوير، لامسني مرة أخرى ومن الخلف أيضا. عندها اتسعت حدقتا باربرا وتدحرجت عينيها كما لو أنها تريد أن تقول له "كفى..ليس مرة أخرى".

 وذكرت ليند أن الرئيس الأسبق استخدم وضعه وموقفه ضدها وضد "العديد من النساء الأخريات" بدلا من خلق منافع عامة، وبدل أن يكون رمزا للديمقراطية. 

 وبعد نشرها هذه الفضيحة بقليل، اعتذر جورج بوش الأب للممثلة ليند، ونقلا عن بيان ورد من الرئيس الأسبق للبلاد، حيث قال الرئيس في رسالته لصحيفة الديلي ميل: "إن الرئيس بوش لم يقصد تحت أي ظرف من الظروف أن يسبب أي إزعاج لأحد، وهو يعتذر بصدق إذا كانت محاولته المزاح شكّلت إهانة للسيدة". 

"لمسة ركبة" تطيح بوزير الدفاع البريطاني

98587216_042708966 
30 عاما من العمل السياسي قضاها وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في صفوف حزب المحافظين انتهت باستقالة، لم يكن سببها سوء إدارة أو فشل سياسي ولكن كان السبب "فضيحة تحرش" تعود لسنوات مضت.

ففي 2002، تعرضت إحدى الصحفيات لواقعة تحرش حين أقدم فالون على "لمس ركبتها"، الأمر الذي أثار ضيقها ودفعها لتوبيخه.
  
وفي هذا الإطار، خرج فالون ليقدم رسالة استقالته حيث قال فيها "ظهر عدد من المزاعم عن أعضاء البرلمان في الأيام الأخيرة، ومن بينها عدد عن سلوكي في السابق، الكثير من هذه المزاعم كاذبة ولكنني أقر أنني في الماضي لم أرق إلى المعايير العالية التي نطلبها من القوات المسلحة التي أحظي بشرف تمثيلها، الأمر الصواب بالنسبة لي هو الاستقالة، الثقافة تغيرت عبر الأعوام، والذي كان مقبولا من 10 أو 15 عاما لم يعد مقبولا الآن".

 من جهتها صرحت الصحفية التي وضع فالون يده على ركبتها في أعقاب استقالته "احترم السيد فالون وكانت علاقتنا طيبة وودية دائما، لذلك لم أعر الأمر الكثير من الأهمية عندما حدث ذلك".

نساء فرنسا يحتشدن رفضا للتحرش

image 

ورفضا لما تشهده القارة الأوربية "الراقية" من أفعال غير أخلاقية، شاركت المئات من النساء الفرنسيات في تجمعات حاشدة في باريس ومدن أخرى بفرنسا احتجاجا على التحرش الجنسي في أعقاب فضيحة المنتج السينمائي الأمريكي هارفي وينستين. 

ورفع المتظاهرون الفرنسيون والذين كان أغلبهم من النساء لافتات كتب عليها "العدالة للنساء" و"لا نريد أن نبقى صامتين".

وفي باريس تجمع محتجون في ميدان بلاس دي لا ريبوبليك استجابة لدعوة تم نشرها عالميا الاسبوع الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي تحت هشتاج "Me Too". واستخدم هذا الهاشتاج ملايين النساء عبر العالم لتبادل تجاربهن بشأن التحرش الجنسي على تويتر وفيسبوك. 

يذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كام قد أشار عبر حديثه المتلفز الأول عن خطورة تفاقم ظاهرة التحرش الجنسي، مشددا على ضرورة تكاتف الأمن وزيادة أعداده لحماية النساء خاصة في المواصلات العامة.

 واستجابة لمطالب ماكرون، بدأت مشاورات في فرنسا هذا الشهر بشأن قانون جديد مقترح سيتضمن خطوات لمكافحة التحرش الجنسي في الشوارع.