محمد البهنساوي يكتب: السيسى وماكرون.. وهدية ثمينة للسياحة من باريس

الكاتب الصحفي محمد البهنساوي
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي
 

- مخاوف من تكرار السلبيات الصينية

- البشائر.. وصول أول رحلة طيران.. وحديث السيسي فند الأكاذيب


وصول أول طائرة شارتر للأقصر لأول مرة منذ 8 سنوات.. بشرة خير وتتواصل هدايا الرئيس السيسى للقطاع السياحى خاصة فى زياراته الخارجية الناجحة.. آخر تلك الهدايا كانت فى سوق سياحى مهم للغاية وهوالسوق الفرنسى.

 رسائل مهمة تلقاها القطاع السياحى من الزيارة فى بلد من اهم الداعمين لمصر..فى مقدمة الرسائل حديث الرئيس عن معاناة القطاع السياحى والعاملين به.. ففى معرض حديثه عن حقوق الإنسان تحدث الرئيس أمام حشد من وسائل الإعلام الدولية عن المعاناة التى يكابدها اكثر من 3 ملايين شخص يعملون بالسياحة منذ عدة سنوات بسبب العمليات الإرهابية.. وتساءل أين حقوق هؤلاء ؟

هذا الكلام يكشف وبوضوح أن الرئيس يدرك هموم ومعاناة القطاع السياحى والعاملين به.. ويفند ما يحاول البعض الترويج له من أن الدولة لا تتفهم الظروف المحيطة بالقطاع.
نصل إلى النقطة الأهم التى تتعلق بالسياحة.. وهى إعلان الرئيسين السيسى وماكرون عام 2019 عام الثقافة والسياحة المصرية الفرنسية.. وهذا الإعلان بمثابة طوق نجاة للسياحة فى أحد اهم أسواقها.. السوق الذى شهد تراجعا كبيرا منذ ثورة يناير.. وهو أيضا السوق الذى يمثل لغزا حتى قبل الثورة.. ففى الوقت الذى كانت تتدفق فيه الملايين من أسواق مماثلة.. كان نمو السوق الفرنسى هو الأقل.

ورغم أهمية وإيجابية الكلام السابق.. لكن يتملك الكثيرين الخوف من عدم استغلال هذه الفرصة الذهبية.. وللخوف أسبابه.. فلدينا تجربة سلبية مازالت قائمة بالأذهان عن عدم استغلال هدايا الرئيس للسياحة.. وآخرها إعلان الرئيسين المصرى والصينى عام 2016 عام الثقافة المصرية الصينية بمناسبة مرور 60 عاما على تلك العلاقات.. ومرر عام 2016 وعام 2017 ولم نحقق من وراء هذه المناسبة أية استفادة تذكر للثقافة أو صناعة السياحة.. ورغم الوعود والمقترحات بفعاليات عديدة لاستغلال هذه المناسبة لكن مرت وانتهت دون أن يشعر بها احد.. لذلك فالخوف هنا مشروع من ان تلقى المبادرة الفرنسية مصير نظيرتها الصينية.

لكن سنتغاضى عن هذا الخوف والقلق.. ونؤكد ان فرنسا مختلفة تماما عن الصين.. فالثقافتان الفرنسية والمصرية بينهما رابط قوى وحيوى منذ عقد وقرون يدفعنا للتفائل ألا تضيع تلك الهدية الثمينة.. هذه الروابط الثقافية انعكست ايضا على العلاقات السياحية.. ففرنسا من اوائل الدول التى أرسلت قوافل السائحين إلى مصر قبل عقود.. وهى اول من سافر فى الرحلات النيلية الطويلة.. وأول طائرة شارتر تهبط بالأقصر كانت فرنسية.. وللبعثات الفرنسية أياد بيضاء فى الاكتشافات الأثرية.. ويكفى أن نعلم ان البعثات الفرنسية فقط هى التى تعمل ومنذ حوالى نصف قرن فى معبد الكرنك.

إذن فرنسا مختلفة..ويكفى ان الاهتمام الأول والأساسى للسائح الفرنسى هى السياحة الثقافية.. ولعل أولى بشائر الخير من زيارة السيسى لفرنسا ليس فقط الوعود والاستعدادات.. ففى نفس اليوم الذى عاد فيه الرئيس من فرنسا بعد زيارته الناجحة.. هبطت بمطار الأقصر اول طائرة شارتر فرنسية منذ عام 2010.. وهذا مؤشر قوى على اهتمام الحكومة الفرنسية وجديتها فى دعم السياحة المصرية تقديرا لمبادرة وطلب الرئيس.

الآن.. هناك مهام كبرى يجب القيام بها وفورا إذا اردنا استغلال مبادرة وهدية الرئيس.. فلا يجب أن ننتظر.. فإذا كان عام 2019 عام الثقافة والسياحة.. فيجب أن نجعل عام 2018 عام الاستعداد لـ 2019.. ولا نتوقف فيه عن الحديث عن الاستعدادت..مع تبادل الزيارات على جميع المستويات السياحية والثقافية.. ولابد أن نبدأ من الآن إعداد أجندة فعاليات سياحية وثقافية وفنية لعام 2019 تقام فى البلدين ويتم ذلك بمشاركة وزارات الخارجية والسياحة والثقافة والآثار..وبالطبع تنركز تلك الفعاليات فى المناطق الأثرية التى يعشقها الفرنسيون.. مع تغطية إعلامية دولية كبرى لتلك الفعاليات.. مع دعوة شخصيات مهمة فرنسية ودولية.. مع تكثيف استضافة الوفود الإعلامية والسياحية الفرنسية.. وأن يتم ذلك بمشاركة الغرف والجمعيات السياحية من البلدين.

ويجب أن تستعد وزارة السياحة من الآن بعدة حوافز للشركات الفرنسية لتشجيعها على العودة وبقوة لمدننا السياحية.. سواء كانت تلك الحوافز بمنظومة الطيران أو الدعاية المشتركة أو تسهيلات أخرى عديدة.. مع وضع خطة لتحسين الخدمات المقدمة للسياح والارتقاء بجودة المنتج بجنوب الصعيد أو القاهرة.