عاجل

كتابان لثلاثة مؤلفين فرنسيين في مؤتمر عالمي بباريس

يفضحون قطر والإخوان والإرهاب

حضور كبير من كل جنسيات الشباب المتواجد في باريس
حضور كبير من كل جنسيات الشباب المتواجد في باريس
حِــرْص الشباب الفرنسي علي المشاركة يؤكد رفضهم للإرهاب الممنهج


شهدت أول أمس العاصمة الفرنسية باريس، مؤتمراً عالمياً بعنوان «قطر والإخوان ورعاية الإرهاب»‬، لفضح الممارسات القطرية ودعمها للإرهاب والصفقات المشبوهة التي عقدتها الدوحة لتقويض المنطقة العربية.


 قال الكاتب والباحث ميشيل بارزان، مؤلف كتاب »‬حقيقة الإخوان»، إن قطر تستلهم مبادئها المتطرفة من تلك الجماعة الإرهابية، مضيفا أن التنظيمات الإرهابية لديها الاقتصاد الذي يسمح لهم بضمان الأمن المالي والتمويل، عن طريق التمويل الذاتي، كما لها أيضا مصادر أخري للتمويل، بتقديم الدعم المشبوه، لا سيما عن طريق المنظمات العملاقة لإمارة قطر.


أكد المؤلف علي أن خلافات تلك الجماعة الإرهابية مع الحكومات المختلفة، نتيجة حصولهم علي تمويل غامض بخلاف تحويلات مالية من مصادر مجهولة.


المؤتمر كشف دور النظام القطري الذي أسهم في إلحاق الضرر والتخريب في العالم، وذلك منذ صعود قطر علي الساحة الاقليمية والعالمية منذعام 1990كإمارة غنية »‬بالغاز» وتشجيعها للتيارات الاسلامية التي دعمتها بشكل مباشر وغير مباشر، وأصبح دعم قطر للارهاب تحت عيون العالم.
شارك في المؤتمر عدد من رؤساء الجمعيات والمؤسسات الأكاديمية والسياسية الفرنسية وكتاب ومثقفون. ومن أبرز المشاركين في المؤتمر المعني بفضح الإرهاب القطري، وذراعها الإرهابية »‬جماعة الإخوان» المتطرفة، مؤلف كتاب »‬حقيقة الإخوان المسلمين» الكاتب الفرنسي ميشيل بارزان، والرئيس السابق لوحدة مكافحة الإرهاب في فرنسا، جون ميشيل فوفرج.


كما يشارك في المؤتمر أستاذ العلوم السياسية في فرنسا، ديفيد ريجوليت روزا، والكاتب الصحفي والمؤلف جورج مالبرينو، رئيس تجمع أئمة مسلمي فرنسا، ورئيس اتحاد شعوب من أجل السلام، الشيخ حسن الشلجومي، ورئيس جمعية سوريا للجميع محمد عزت خطاب.


طالب ميشيل بارزان، مؤلف كتاب »‬حقيقة الإخوان»، خلال المؤتمر:  المجتمع الدولي، خصوصا في فرنسا، أن يتحرك بشكل جاد لوقف القيادة القطرية عن استمرارها في هذا المخطط، مشيرا إلي أن الدوحة تحاول منع أي مصالحة فلسطينية، والصحف الإسرائيلية تتحدث عن أن الدوحة هي الورقة الرابحة لإسرائيل لتخريب جهود المصالحة الوطنية، قائلا: إذن علينا أن ننتبه، وإذا لم يتخذ المجتمع الدولي إجراء ضد الدوحة سيستمر الإرهاب حتي في أوروبا، وعلينا أن نعي أن ما توفره قطر لدعم الجماعات الإرهابية سواء داعش وجبهة النصرة وجماعات أخري، هو ما يجلب الخراب للعالم».
ومن جانبه، أكد الكاتب والاعلامي إيمانويل رازافي، مؤلف كتاب»قطر والحقائق المحظورة» أن الأجيال القطرية الجديدة ضائعة بين حداثة أوروبا والتشدد الديني، وذلك ما رصدته بعد أن عشت عدة سنوات في الدوحة، ورصدت هشاشة المجتمع القطري وضياع الأجيال القطرية الجديدة المتخبطة. وتابع خلال كلمته أمام الندوة:»تحدثت في كتابي »‬قطر والحقائق المحظورة» عام 2013 عن صعود الأمير الصغير الذي يدعي تميم وبسط سيطرته علي جميع مؤسسات الدولة عن طريق وسائل الإعلام وأضاف: 


»‬لشباب القطريون الذين يسافرون إلي أوروبا أو أمريكا للدراسة، يتشبعون بقيم الحداثة، وعندما يعودون يصدمون بالواقع في قطر».


في اطار المؤتمر عقدت موائد مستديرة تحت عناوين:


الجهاديون هل يمثلون نفس خطر الإخوان
عصب الحرب..... الإرهاب
المكافحة ضد الجهاديين ...... ما الأسلحة التي تقاومها؟



قطر .. وأسرار الخزينة
وعلي صعيد آخر تم مناقشة كتاب »‬قطر .. وأسرار الخزينة»  للكاتبين جورج مالبرونو ، وكريستيان شينو .. الصادر في باريس عن دار ميشيل لافون، وصف الكاتبان الفرنسيان دولة قطر بـ»‬القزم الذي له شهية الوحش»، الذي حاول شراء الفيتو الروسي في الأمم المتحدة، عندما طلب حمد بن جاسم ذلك علانية من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قبل أن ينتقل من »‬دبلوماسية دفتر الشيكات» إلي تسليح الجماعات الإرهابية كما حدث في ليبيا وسوريا.


وأكد أن حكام الدوحة لم يتركوا شيئاً إلا استثمروا فيه من الطاقة والعقارات إلي كرة القدم، وعلي الصعيد السياسي دعموا جماعة الإخوان في مصر، وسعوا للسيطرة علي ليبيا بعد أن كان لهم الدور الأكبر في الإطاحة بنظام القذافي، ودعموا الجماعات المتشددة في سوريا بالمال والسلاح، وكان لهم دور في انتفاضات تونس ومصر.


حيث »‬لا شيء يوقف أطماع قطر نحو النفوذ»، وفق مؤلفي الكتاب اللذين عرضا عدداً من الأسئلة، من بينها: لماذا تحاول قطر التسلل إلي المؤسسات الدولية مثل اليونيسكو وجامعة الدول العربية؟ وهل يسعي هذا البلد من خلال تسلله المحموم هذا، ومن خلال دعمه للمتطرفين، إلي ضمان سلامة نفوذه؟ وكيف عملت قطر علي إنشاء إمبراطورية ممتدة الأطراف بشراء العالم من خلال احتياطاتها من النفط والغاز؟


قـــوة المـــال
ويصل الكتاب بقارئه إلي أن سياسات قطر تتحكم فيها الرغبات الشخصية في التحدي والعناد، اعتماداً علي قناة »‬الجزيرة» والمفاوضات السرية ولعبة الوساطات التي تسعي الدوحة إلي أن تكون فاعلة فيها، وعلي قوة المال، وفي هذا السياق أشار كريستيان شينو إلي كيفية شراء القطريين مركز كليبر، أكبر مركز للمؤتمرات في باريس، الذي وقع في غرامه أمير قطر الأب الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. فدفع فيه 400 مليون يورو، في حين أن سعر المبني في سوق العقارات يقدر بـ350 مليون يورو، مشيراً إلي أن ما تقوم به قطر هو استراتيجية اقتصادية تقوم علي تقديم عروض أسعار أعلي من أسعار السوق بنحو 30 أو 40 في المائة، وأن قوتها المالية تسمح لها بالاستيلاء علي الكثير من تلك الأشياء.
يقف كتاب »‬قطر: خزينة الأسرار» عند الدور القطري في حرب ليبيا التي انتهت بسقوط نظام معمر القذافي، كاشفاً أن قطر لم تدعم المتمردين من حلفائها ذوي الأجندات المتشددة فقط، بل سلّحتهم أيضاً، حتي إنها أرسلت قوات خاصة إلي ليبيا.


وأشار إلي أنه في بداية أبريل 2011، أرسلت قطر أكثر من عشرين طناً من الأسلحة إلي الثوار في ليبيا، وحتي يوم سقوط طرابلس في 22 أغسطس الذي تم نقل وقائعه مباشرةً علي قناة الجزيرة، كان هناك أكثر من 18 طائرة دخلت لنقل بنادق ومنصات صواريخ وأسلحة خفيفة وسيارات عسكرية وأزياء عسكرية، كما كان لقطر 60 عسكرياً ساعدوا المسلّحين المتطرفين علي تأسيس مراكز قيادة في بنغازي وغيرها.


وكان حلم أمير قطر آنذاك بناء ميناء كبير في ليبيا لتحويل الغاز القطري إلي الضفة الشمالية لحوض المتوسط، ولكن المشروع لم يتحقق، واستطاع الليبيون فضح المخطط القطري، وعملوا علي إلحاق الهزيمة به بعد أن اكتشفوا وجهه الحقيقي.


ســـوريا


ويؤكد الكتاب أهمية سوريا بالنسبة إلي قطر، ويكشف الكاتبان أن أمير قطر بات مهووساً بهذا الملف، متخذاً منه معركة شخصية، إذ إنه في صيف عام 2012 قررت قطر تسليح المعارضة السورية. وهكذا »‬فإن وحدات من القوات الخاصة القطرية انتشرت عند الحدود التركية والأردنية مع سوريا، لكن محاولاتها المتكررة سابقاً للدخول إلي سوريا لم تنجح».


ويشير الكتاب إلي أن »‬نجاح» الأمير تميم في إدارة الملف الليبي كان سبباً في أن يعتمد عليه والده من جديد في تعامل قطر مع الأزمة السورية، وهو الملف الذي أشعل الصراع بين حمد بن جاسم وعزمي بشارة، رجل تميم في الملف السوري.


صفقات وعمولات


يخصص الكتاب فصلاً كاملاً للحديث عن حمد بن جاسم، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق، الذي وصفه أحد الأجانب الذين تعاملوا معه عن قرب لمدة 30 سنة بأنه كان القوة الضاربة، والذراع المسلّحة للأمير السابق، لا ينام سوي أربع أو خمس ساعات ليلاً، بينما كان الأمير حمد لا يملك طاقته علي العمل، وكان من آخر عمولاته وهو في السلطة 400 مليون دولار في صفقة شراء هارودز من الفايد، و200 مليون دولار لجسر لم يرَ النور بين قطر والبحرين.
وبحسب المؤلفين، فإن حمد بن جاسم »‬انتبه مبكراً لقوة ونفوذ المال علي الناس، وهو يري أن كل شيء، وكل شخص، يمكن شراؤه، بشرط أن تضع له الثمن المناسب.


ومنذ فترة طويلة، قبل أن ينقلب حمد علي والده في أوائل التسعينيات، جاء اثنان من رجال الأعمال الفرنسيين لزيارة الأمير الأسبق خليفة، في منزله بمدينة كان الفرنسية، سعياً لتعزيز وتوسيع أنشطة شركاتهما في قطر، وآنذاك سأل خليفة، الذي لم يكن مهتماً بـ»‬البيزنس» أصلاً، وزير خارجيته حمد بن جاسم عما ينبغي قوله لرجلي الأعمال، فرد عليه حمد: »‬قل لهما أن يناقشا هذا الأمر معي».


ووصل رجلا الأعمال الفرنسيان إلي قصر الريان، مقر إقامة الأمير، وبعد دقائق من المناقشة، قال الأمير: »‬إن حمد بن جاسم هو الذي يهتم بشئون الأعمال الخاصة بنا، سأترككم معه الآن»، ونهض حمد بن جاسم مرافقاً الأمير حتي الباب، متظاهراً بأنه يهمس في أذنه بكلمات ما، وعندما عاد إلي رجلي الأعمال الفرنسيين قال: »‬أنا أشعر بحرج بالغ لأنني مضطر إلي أن أقول هذا، لكن الأمير طلب 20 مليون دولار لنفقاته الخاصة، هو لن يقول لكما هذا، أنا في غاية الحرج»، ويرجّح الكتاب أن ذلك المبلغ هو أول ما وضعه ابن جاسم في جيبه بعد توليه الإشراف علي صفقات الأمير السابق.


في عام 2007، تولي حمد بن جاسم منصب رئيس الوزراء، وظل محتفظاً بحقيبة الخارجية.
ويقول أحد أقاربه لمؤلفي الكتاب: »‬إنه هو من كان يمسك بالاتصالات والعلاقات الدولية القطرية كلها. كان لا بد أن تكون لحمد بن جاسم صلة من قريب أو من بعيد بكل الشراكات والصفقات المالية والتجارية التي عقدتها قطر في العقدين الماضيين، وهو يملك أيضاً فندقي الفور سيزون وويست باي في الدوحة، وفندقي راديسون وتشرشل في لندن».