جريمة في الفجر

صورة موضوعية
صورة موضوعية
كانت القرية هادئة مغرقة في النوم، كبارها وصغارها، وحيواناتها، بينما يقف المستشار شريف صبحي، مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة والقوة المرافقة له يتابع بعين ثاقبة الابن الشاب وهو يرشد عن مكان جثة أبيه.

وبغيظ حانق وعين تفيض شراً يروي لوكيل النائب العام قائلا: لقد كان أبي رجلاً قاسياً ومتحجر القلب، لم أتذكر له صنيعاً طيباً، كنت أعمل معه في الأرض التي يمتلكها بالسخرة ولم يراع بأنني متزوج وأعول أسرة حيث كان أجري 25 جنيه في اليوم، تركت المنزل عدة مرات، وعملت بالأجرة أيضاً في مهن مختلفة لسد احتياجات أسرتي وسط تلاطم أمواج الحياة وقسوتها والغلاء، فقررت العودة إليه، آملاً أن أنول ولو قسط بسيط من العطف والأبوة التي حرمت منها، وأثناء جلوسي داخل الحقل الذي يمتلكه وسط الحقول المترامية الأطراف، فوجئت به ينهرني ويسبني بأبشع الألفاظ، عندما عاتبته على زواجه من الخادمة وترك أمي وأشقائي، وإسرافه الأموال ببذخ عليها وأولادها.


اشتط غيظاً، وتسللت وراءه خلسة، وما إن تأكدت بأنه يغط في نوم عميق، بإحدى الغرف بالمنزل، أمسكت بقطعة من الحديد وسددت له عدة ضربات فوق رأسه دون رحمة أو شفقة، كلما تذكرت معاملته السيئة لي، وقمت بحمله بعد أن أعددت حفرة كبيرة بجوار غرفة الماشية، وألقيت بجثته داخلها، دون أن يراني أحد.


وبعد ذلك اصطحبت أشقائي وحررنا محضر بتغيبه، لكن كانت المفاجأة أن شقيقي الأكبر شاهدني وقام بالإبلاغ عني.


وقرر وكيل النائب العام بحبس الشاب المتهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات ومراعاة التجديد.