فيديو| قبل الشتاء.. الحشائش والصرف الصناعي تسد مخرات السيول بالسويس

عرفت السويس قبل عقود طويلة بمناخ رطب صيفا، وجاف شتاء بفعل العوامل الطبيعية وسلسلة جبل عتاقة الذي يحيط السويس من الشرق والجنوب ويسلم رايته لجبل الجلالة البحرية بمنطقة السخنة؛ لكن بسبب تغيرات المناخ في السنوات الأخيرة، دخلت السويس في حزام الأمطار الغزيرة.

ومن هنا تحولت جبال السويس، التي كانت تحميها وتصد الريح السحب المحملة بالأمطار، إلى منحدرات وعرة تندفع من عليها مياه الأمطار المخزنة في الوديان لتتحول إلى سيل يلقف ما يجده في طريقة ويلقيه في مياه خليج السويس.

 وتضم السويس 8 مخرات، رئيسية وفرعية تتلقى مياه السيول وتصرفها في خليج السويس، من بينها مخر سيل مدينة السويس ومخر سيل محطة توليد كهرباء عتاقة، وبالرغم من كونهما أكبر المخرات التي تغطي المدينة، والمصانع والشركات القائمة على طريق مصر إيران إلا أن الإهمال نال نصيبه منهما. 

مخر المدينة
في جولة لـ"بوابة أخبار اليوم" على مخرات السيول، بدأت بتتبع مسار مخر سيل المدينة الذي يبدأ من طريق السويس – القاهرة القديم، أمام باب جامعة السويس الخلفي، يمتد المخر في تجويف صخري على عمق 4 أمتار تحت الأرض، ويستقبل المياه من شناشين صرف الأمطار، ويسير بمحازاة سور الجامعة وصولا إلى طريق السويس – القاهرة الجديد، ثم يسير باتجاه الشرق حتى مدينة التوفيقية، في منطقة مغطاة تمتد 3100 متر، حتى المدن الجديدة.

وفي طريقه وصولا إلى بحر يلتقي مخر السويس بمخر سيل وادي العسال، وهو المخر الذي يبدأ من سفح جبل عتاقة، ويتلقى مياه الأمطار المتجمعة حول شركات بتروجيت ومصر إيران والزجاج الدوائي ثم يقطع طريق مصر إيران مارا من أسفله، ممتدا إلى شاطئ البحر لمسافة تزيد عن 2 كيلو.

 إلا أن وضع المخر لا ينبئ بقدرته على استقبال مياه الأمطار، وقد غمرت مياه البحر مسافة تزيد عن 500 متر بنهاية المخر، وبمنسوب يرتفع عن 50 سم، ويقول أحد مسئولي الري في السويس أن عدم تدبيش المخر وتنظيف جانبيه تسبب في نحر التربة عام بعد آخر حتى أصبح في مستوى أدنى من سطح البحر.

 وبمرور الوقت ومع ارتفاع المد تجمعت المياه بالمخر، فضلا عن المياه الصرف الصناعي التي تدفعها الشركات بالمخر أيضا، ونظرا لاستقرار هذه المياه الغنية بأملاح التربة قصدتها بعض الأسماك ووضعت بداخلها أفراخها فأصبح المخر أشبه بمزرعة سمكية صغيرة. 

وكشف مصدر مسئول بالري أن الحل لذلك هو إعادة تدريج مستوى المخر، بحيث يرتفع نسبيا عن سطح البحر بما يضمن مستوي انحدار لمياه السيل مع تدبيش الأرضية والجانبين بالحجارة.

حشائش وقمامة 
وعلى مسافة لا تزيد عن 1500 متر، يقطع مخر السيل التابع لمحطة توليد كهرباء عتاقة طريق السويس – الأدبية، وهو المخر الأكثر سوءا من بين مخرات السويس.

 ويستقبل مخر كهرباء عتاقة، المياه المتجمعة من المخر الفرعي الخاص بشركة النصر، والأخير مسئول عن جمع المياه المنحدرة جبل عتاقة، ويسير بين محطة عتاقة ومحطة الصرف المعالج، إلى أن يصب في الخليج مياه الأمطار شتاء، ويصرف مياه الصرف الصناعي والتبريد طوال العام.

ونتيجة لتصريف ناتج عمليات التبريد، تحول المخر إلى تربة رخوة نبتت فيها الحشائش والغاب التي زاد ارتفاعها عن متر ونصف نتيجة لتوافر المياه دوما، فضلا عن تراكم الحجارة والقمامة بجانبي المخر.

اعتمدت الشركة المسئولة عن المصرف، بالتنسيق مع مديرية الري على عدد من العمال لقص غابة البوص والحشائش، لتزال يدويا بدلا من الاستعانة بالمعدات والكراكات في تنظيف ذلك المصرف.
 
وخلال أسبوعين استطاع العمال قص الحشائش، بأدوات بدائية كالمنجل، والتخلص منها، لكن الجذور باقية في الأرض، فكسا اللون الأخضر من جديد أرض المخر، بعد أن نبتت حشائش أكثر غزارة. 
 
وكان مكتب الرقابة الإدارية في السويس نظم حملة لتفقد المخرات، ورصدت السلبيات بالمخرين ووجهت بتطهيرها قبل موسم هطول الأمطار، إلا أن الوضع لم يتغير كثيرا بعد مرور أسبوع على الحملة.

بينما كان مخر شركة السويس للصلب، أفضل حالا، رغم حاجته لأعمال تطهير لجوانبه التي تملأها الحشائش والقمامة، خاصة بنهاية المخر، بجانب تطهير البرابخ وممرات المياه أسفل طريق السويس – الأدبية.

السخنة أكثر أمنا
نتيجة للسيول الشديدة التي تعرضت لها منطقة السخنة في صيف عام 2014، نفذت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والشركات بالمنطقة مخرات سيل واسعة تستوعب المياه المندفعة من نهاية جبل عتاقة وكذلك جبل الجلالة البحرية.

 كما حفرت عدد من الشركات 3 بحيرات صناعية خلف مصنع أسمنت السويس تتجمع فيها مياه السيل، أما مخر سيل المنطقة الاقتصادية الرئيس فهو يتلقى المياه من 3 أودية هي خافوري والأبيض وناعوت وتتجمع المياه في المخر الرئيس للمنطقة ويمر المصرف المغطي ليقطع طريق السخنة الزعفرانه ثم يصب مياه الأمطار في خليج السويس.
78iiuiu uiuioioi uiuiui uiuiuiio uiyuiu

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي