80% من أهالي "عزبة البرج" صياديين.. و20% معاونين على الشاطئ

الصيادين: ورثنا المهنة أبا عن جد ولم نعرف مهنة غيرها


مدينة عزبة البرج بدمياط تعد من أبرز المدن الساحلية التي تشتهر بصيد الأسماك حيث يعمل 80 % من أهلها في مهنة الصيد وال20 % يعملون في المهن المعاونة للصيد منها صناعة وصيانة السفن ومراكب الصيد.


تمثل المدينة 65 % من أسطول الصيد في مصر لأنها تضم ما يقرب من 2700 مركب صيد يعمل عليهم أكثر من 30 ألف صياد أكثرهم، ولدوا صيادين لأنهم ورثوا المهنة أبا عن جد، لذلك لم تعرف المدينة البطالة، وأيضا لم يفكر العديد من أبناءها في الهجرة الداخلية أو الخارجية لان فرص العمل متاحة وعندما يبلغ الصبي سن الـ 10 يلتحق بالعمل بحارا علي احدي مراكب أسطول الصيد.


كما تعد المدينة جاذبة للعمالة وتوفر فرص عمل للقرى المجاورة لها خاصة قرية الشيخ ضرغام التي يخرج منها ما يقرب من 4000 صياد يعملون علي مراكب الصيد بعزبة البرج كما أن مهنة صناعة السفن توفر فرص عمل للعديد من المهن الأخرى النجار والحداد والكهربائي والسباك والنقاش وأيضا تجارة الأسماك، لذلك الجميع يجد فرصة عمل السبب الرئيسي فيها مهنة الصيد لذلك تعد حياة لأهالي المدينة ومصدر الرزق الأساسي لأهالي المدينة.


يقول بشير محمود، ريس مركب صيد أنه لم يختار مهنته بل وجد نفسه يعمل صياد من تلقاء نفسه لأنه لم يعرف سوي البحر منذ صغره لأنه مهنة والده عندما كان يخرج ليلهوا أمام البحر، وكثيرا ما يصعد علي المراكب أثناء رسوها وكان يري المراكب العائدة والمغادرة وظل يتمني أن يعمل عليها وبالفعل عندما بلغ العاشرة من عمره بدأ العمل مثله مثل العديد من أهالي المدينة بحارا على مراكب الصيد ولأن المركب الواحدة يعمل عليها أكثر من 10 بحارة فتتوفر فرص عمل كثيرة لأهالي المدينة.


وأشار إلى أنه يعمل بهذه المهنة منذ 30 عاما حتى أصبح ريسا لإحدى المراكب وأما عن رحلة الصيد تبدأ بمعاينة المركب للتأكد من سلامتها وأنها جاهزة للإبحار ثم القيام بتوفير السولار وزيت المحرك وأيضا توفير مستلزمات المعيشة لطاقم المراكب الذي يتكون من 10 إلي 12 بحارا كلا منهم له دور ميكانيكي وتخصص في تثليج الأسماك ولابد أن يكون بين الطاقم من ثلاثة إلي أربعة بحارة خبره ثم تتوجه المركب لسقالة حرس الحدود بالبوغاز للتفتيش والخروج للصيد بعد الحصول علي تصريح بالصيد لمدة 20 يوما بالبحر الأبيض المتوسط و45 يوما للبحر الأحمر وتبدأ المركب في رمي الشباك للصيد من بين ثلاثة أنواع للصيد (الجر - الشنشلة - السنار) ويقوم البحارة بجمع الشباك وإخراج الرزق من الأسماك ووضع كنوع داخل طاولة مستقلة ثم تثليجه ويتكرر ذلك طوال الرحلة ثم نبدأ في العودة والدخول علي سقالة حرس الحدود للتفتيش ثم التوجه لحلقة بيع الأسماك ليتسلم التاجر الأسماك ويقوم ببيعها ومحاسبة صاحب المركب الذي يقوم بخصم المصاريف التي تكلفتها الرحلة وتقسيم الباقي بينه وبين البحارة مؤكدا أنه يحصلوا علي راحة من 5 أيام إلي أسبوع لفحص المركب وصيانتها ثم يغادرون في رحلة جديدة.


تحدث سعد موسي صياد وريس مركب مهمتنا كانت تنتظرنا ولم نبحث عنها ومعرفناش غيرها لأن البلد كلها شغالة في الصيد وأصبح الصياد زى السمك معدش يعرف يطلع من المياه اللي عاش فيها عمر أكثر من اللي عاشه علي الشاطئ لأن رزقنا في البحر وحتي لم بتكون في راحة لعدة أيام بنكون علي المركب بنعمل صيانتها ونجهز الشباك ونقوم بتوفير احتياجاتنا للخروج الرحلة القادمة.


وأكد أن تكلفة الرحلة تصل إلي أكثر من 30 ألف جنيه نظرا لارتفاع الأسعار ولكنا بتخرج ورزقنا على الله لأن الصياد رزقه ليس ثابتا ويختلف من رحلة لرحلة حسب رزق ربنا من الأسماك.


وأكد شوقي ونس صياد إحنا أتولدنا لقينا نفسنا صيادين لأن دي مهنة الأب والجد وكذلك أصبحت  مهنة أولادنا لأنهم أتولدوا أيضا لقوا نفسهم صيادين لان دي مهنة أهالي المدينة عشان كده مفيش بها عاطل لأن إحنا أهل في بعض وبنشيل بعض ومحدش بيمنع عن حد شغل لأن الرزق في علم الغيب.


ويضيف محمد عبد المنعم، صياد أنا والدي ليس صياد وكان يعمل نجار موبيليات، ولكن كل أصدقائي يعملون بحارة وكانت تعجبني دائما الحكايات التي يرونها عن آبائهم لوصف رحلات الصيد، كما أن مهنة الصيد هي المهنة الأشهر بالمدينة، فقررت أن أخرج من مهنة والدي للعمل في مهنة الصيد مثل العديد من أبناء المدينة وعندما بلغت 10 سنوات خرجت للبحر واعمل بهذه المهنة منذ 20 عاما.


وأكد حسام وفدي، رئيس جمعية الصيادين بعزبة البرج أن الصيد المهنة الأساسية للمدينة وأن أغلبية أبناء المدينة يعملون في مهنة الصيد لأنها مهنة يتوارثها الأبناء عن الآباء، كما أن مهنة الصيد هي المهنة المغذية لجميع المهن بالمدينة من صناعة السفن والمهن المساعدة لها وصناعة الثلج والشبك "الغزل".


ويمتد تأثير مهنة الصيد إلي تشغيل النقل وأيضا محلات بيع السلع الغذائية وشركات ومحطات تموين السفن، مضيفا أن مهنة الصيد يعمل بها ما يقرب من 30 ألف صياد من أبناء المدينة علي متن ما يقرب من 2700 مركب كما أن المدينة جاذبة للعمالة.


وعلي الشاطئ لم تختلف الأحوال كثيرا أيضا صناعة السفن والمراكب ورثها الأبناء عن آبائهم حيث أكد محمد الطرابيلي أن ورث المهنة أبا عن جد حيث يقوم بصناعة المراكب من الخشب والحديد حسب طلب الزبون وبذلك يتوفر فرص عمل للنجار وأيضا للحداد بالإضافة إلي النقاش الذي يقوم بطلاء المركب وأيضا السباك والكهربائي مضيفا أن صناعة السفن تتضمن عدة مراحل أولها صناعة الهيكل ثم تجليد الجسم بالأخشاب والحديد وتختلف المقاسات من مركب للآخر ابتدأ من 16 متر حتى 33 متر، وتتجاوز تكلفة المركب الخشب ال 400 ألف جنيه والمركب الحديد يتجاوز المليون جنيه أما عن الفترة الزمنية لإنهاء صناعة المركب إذا كانت الإمكانيات المادية متوفرة يتم الانتهاء خلال ثلاثة أو أربعة أشهر أما إذا كانت الإمكانيات المادية غير متوفرة فتستغرق صناعة المركب عدة سنوات لأننا العديد يعمل بنظام "الحصالة" يعني صاحب المركب بيدفع أقساط شهرية بيوفرها من عمله علي المركب في البحر.


وأكد أحمد يوسف، أحد صناع المراكب أنا ليه أفكر في أي وظيفة أو السفر وأنا عندي منجم ذهب من عملي في صناعة السفن اللي بدأتها في أحد الورش وربنا كرمني وبقيت صاحب شغل، مضيفا أن صناعة السفن توفر فرص عمل مساعدة للعديد من أصحاب المهن النقاش الذي يقوم بطلاء المراكب والسباك الذي يقوم بعمل خطوط صرف لاماكن إعاشة البحارة وخزانات المياه والكهربائي لعمل توصيلات كهرباء المركب كل دي فرص عمل لأهالي المدينة.


يقول محمد عوض كنت أعمل منذ الصغر في ورشة والدي نجار باب وشباك ولكن بعد حصولي علي الدبلوم وجدت أن سوق العمل في المدينة يسير بقوة اتجاه خدمات الصيد لأنها المهنة الأساسية للمدينة وفضل العمل في مجال إنشاء السفن، ولكن نظرا لوجود عدد من ورش صناعة السفن فقرر التخصص في صناعة جزء من السفينة أو مركب الصيد وهو "البرتش"، الذي يتضمن غرف القيادة والإعاشة.


أما عن مشاكل التي تواجه الصيادين في البحر وأيضا صناع السفن والمراكب علي الشاطئ مشتركة لحد كبير نتيجة لارتفاع أسعار السولار وزيت المحركات والشباك، بالإضافة إلي ارتفاع أسعار مستلزمات الإعاقة من الطعام والشراب اللازم لمدة الرحلة وأيضا ارتفاع أسعار الأخشاب والحديد المستخدم في صناعة السفن مما يسبب مشاكل كبيرة لأن الصناع يعقدون اتفاق مع صاحب المركب  بمبالغ معينة ولكن نظرا لطول مدة صناعة السفينة تتغير الأسعار حتى تضاعفت الآن وتزيد التكاليف فندخل في جدال وأحيانا نوقف العمل في بناء المركب أو السفينة.

22711321_10159649589920226_1798293841_n 22711506_10159649589940226_750051691_n 22751839_10159649589720226_1048927288_n 22752059_10159649589610226_79877675_n 22752459_10159649589470226_1438001116_n 22752653_10159649589585226_589116341_n 22752661_10159649590015226_330098122_n 22752765_10159649589810226_186192179_n 22773251_10159649589695226_1955076115_n 22773366_10159649590140226_420539573_n 22782071_10159649589845226_370914880_n 22782078_10159649590005226_2046654750_n 22809695_10159649589465226_440620283_n 22809725_10159649590165226_942150690_n