الاتحاد الأوروبي: مساعداتنا مصر لإزالة ألغام الساحل الشمالي الغربي «ليست رمزية»

نفى ايفان سوركوش سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر أن تكون المساعدات التي خصصها الاتحاد الأوروبي لمساعدة مصر في مشروع إزالة الألغام من الساحل الشمالي الغربي رمزية.

وقال إنه لا يعتقد أن هذه المساعدة رمزية أو أن المشروع يعاني من نقص مالي قياسا بالنتائج التي تحققت على الأرض .. مشيرا إلى أن المبلغ مناسب للأنشطة التي يقوم بها المصريون لتطهير الألغام.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي للسفير سوركوش عقد صباح اليوم الأحد في مدينة العلمين على هامش احتفال الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والأمانة التنفيذية لإزالة الألغام بالذكرى 75 على معركة العلمين التي وقعت أثناء الحرب العالمية الثانية، وخلفت وراءها كميات هائلة من الألغام في أرض الساحل الشمالي الغربي حضره ريتشارد ديكتس المنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالقاهرة ومسئولو الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام.

وأشار إلى أن المشروع الخاص بنزع الألغام يضم كذلك مكونات ثقافية واقتصادية تمس أشخاصا بعينهم وتحقق زيادة في التوعية بمخاطر الألغام .. موضحا أنه بوسعنا بأموال ضئيلة أن نحقق نتائج أفضل.

وأضاف أن هناك شراكة بين القوات المسلحة والاتحاد الأوروبي من شأنها المساهمة في استكمال هذا المشروع وتطهير الساحل الشمالي الغربي من الآلغام موضحا أن مشروع إزالة الألغام له أهمية كبيرة فى سياقه المحلي لأن الاتحاد الأوروبي يدعم مصر في العديد من المناحي بهدف دعم التنمية المستدامة بشكل عام، وأكد أن مصر جار لأوروبا ونحن مهتمون بشكل كبير بتعزيز علاقات الجوار الجيدة مع مصر. 

وتابع أنه كلما ازدادت مصر قوة، أصبحت علاقاتنا أكثر متانة، مؤكدا أن دعم الاتحاد الأوروبي لمصر سيستمر على مدار الأعوام المقبلة لأن مصر ستظل مجاورة جغرافيا لأوروبا لأبد الدهر.

وأردف أن انخراطنا في مصر، يشمل 250 مشروعا، وحجم هذه المشاريع يقدر بـ 1.3 مليار دولار في صور منح، بينها مشاريع تستمر لـ3 سنوات، مشاريع قصيرة لكن مردودها كبير وتعكس اهتمامنا بمصر.

وقال السفير الأوروبي إنه وعندما نأخذ في الاعتبار الأشكال الأخرى من المساعدات المالية بما في ذلك قروض أو تبادل الديون أو أي نوع من المساعدة وأنشطة المؤسسات التمويلية الأوروبية ومن الدول الأعضاء فسوف تصل قيمة المساعدات إلى 11 مليار يورو، وهذا رقم كبير للغاية، وهدفه دعم التنمية المستدامة في مصر ومساعدة أصدقائنا المصريين في التحدي الذي يواجههم. 

وفيما يتعلق بمطروح، أشار سوركوش إلى أن هناك مشروعات متعلقة بتوفير المياه ودعم المزارعين وزراعة الوديان وتمهيد الطرق، لدعم جوانب التنمية، وكذلك التعليم، ولدينا برنامج تشجيع الآباء على إرسال أبنائهم إلى المدارس ونقدم حوافز مثل الكوبونات والقسائم والأطعمة للأسرة بأكملها إذا حضر الأطفال المدرسة بانتظام، ونساعد في محاربة عمالة الأطفال.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي كذلك مهتم بالتعليم المهني، وهناك مركز متخصص في الاقتصاد بحتاج إلى عمالة ماهرة، ومن خلال هذا المركز سنساعد في خلق وظائف جديدة وحصول الشباب على فرص عمل .. موضحا أن هناك مشروعين إقليميين في مطروح.

ومن جانبه، قال ريتشارد ديتكتس، منسق الأمم المتحدة الدائم في القاهرة إن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدأ المرحلة الأولى عام 2007، بدعم من دول مثل ألمانيا، واليابان ونيوزيلندا والمملكة المتحدة، وهو ما مهد الطريق لمساهمات الاتحاد الأوروبي، الذي جلب أدوات تساعد في إزالة الألغام، فالألغام لا تبقى في المكان الذي وضعت فيه، حتى وإن كان لديك خريطة فربما لا تساعد كثيرا.

وأضاف أن الجهود ساهمت في تطهير أرض مدينة العلمين الجديدة، التي لم يكن ليتم بناؤها دون تطهير الأرض أولا والحصول على الدعم من الاتحاد الأوروبي، والكثيرون يتحدثون عن أن المنطقة ربما تكون مليئة بالغاز والنفط، وهذا يعني أن هذه الأعمال تؤثر بشكل كبير على 400 ألف شخص يعيشون في المنطقة وأكثر.

وأوضح أنه تم تطهير ما يقرب من 30% من الأراضي الملوثة بالألغام، ويمكن تسريع البرنامج من خلال التمويلات، وخلال 3-4 سنوات، يمكن الانتهاء من 90% من الأراضي الملوثة، وبعد المتابعات يمكن أن نعلن أن مرسى مطروح والمنطقة مفتوحة أمام الاستثمارات والأعمال .. مضيفا أن ما يتم بناؤه على الأراضي يرجع كليا للحكومة المصرية، ونحن نوفر الظروف المواتية، وليس لدينا شروط.

وردا على أسئلة الصحفيين، قال السفير ايفان سوركوش إن المفوض الأوروبي لسياسة التوسع والجوار يوهانس هان سوف يكون في مصر والجوار الجنوبي، وسوف نتمكن من تقديم المساعدة المالية خلال الثلاثة أعوام التالية، 450 مليون يورو، ولدينا اتفاق عام مع الحكومة.

وبدورها، عرضت هالة رأفت مدير الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام بالساحل الشمالي الغربي ما تم إنجازه حتى الآن على صعيد تطهير المنطقة من الألغام بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والدول المانحة والأمم المتحدة وكذلك على صعيد مساعدة المتضررين وتوفير فرص عمل للمصابين جراء الألغام .. مشيرة إلى أنه وعلى سبيل المثال تم تطهير نحو ٣٦ ألف فدان من الألغام بمدينة العلمين الجديدة.

وأضافت أن ما نسبته ٢٨ % من المساحة المستهدفة بالتطهير قد تم تطهيرها .. مشيرة إلى ما تم إنجازه على صعيد تدريب الأطباء ومساعدة المصابين وتأهيلهم وتنمية الوعي بمخاطر الألغام وتطوير الوديان بمحافظة مطروح وغيرها، وأوضحت أن 160 ألف شخص استفادوا من حملات التوعية بمخاطر الألغام.