عبود: تعامد الشمس على "قدس الأقداس" بدموع حزينة من جموع الشعوب

السائحين يفترشون أمام بوابات معبد أبو سمبل


شهد معبد أبو سمبل منذ قليل توافد الآلاف من السياح لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني بقدس الأقداس داخل المعبد، وهى الظاهرة الفريدة التي تحدث مرتين فقط سنويا.


ورغم أن جميع شعوب العالم ينتظرون هذه الظاهرة والتي يأتي إليها السياح أفواجا إلى مصر،ثم انطفأت الأنوار وخيم الحزن على منطقة معابد أبو سمبل، بعد استشهاد عدد من رجال الشرطة إثر مواجهة العناصر الإرهابية في منطقة الواحات، ما تسبب على أثره بإلغاء الاحتفالات الفنية.


وقال حسام عبود، مدير عام معبد أبو سمبل، لـ"بوابة أخبار اليوم"، رغم أن السائحين يفترشون أمام بوابات معبد أبو سمبل لانتظار اللحظات التاريخية لتعامد الشمس إن هناك قرارا اتخذناه بإلغاء احتفال تعامد الشمس على معبد أبو سمبل نظرًا للعملية الإرهابية التي استهدفت رجال الأمن المصري، مشيرًا إلى أنه سيتم الاقتصار على تفقد المعرض صور الإيطالي السويسري المشترك، ومشاهدة ظاهرة تعامد الشمس لكن دون احتفال.


وأشار إلى أن هناك وفودا أجنبية كبيرة جدا، جاءت إلى مصر خصيصًا لمشاهدة الظاهرة وتقبلت بكل أسى هذا القرار، ولا يمكن تجاهلها لا سيما أنها لا تحدث بشكل مستمر، لافتًا إلى أن الوفود الأجنبية متفهمة إلغاء الاحتفالات الفنية، لا سيما أننا أمام حادث أليم.


وأضاف "عبود" ، وأن الأمر يقتصر على مشاهدة المعبد من الداخل ورؤية ظاهرة التعامل فترة شروق الشمس، وقد سبق أن ألغيت الاحتفالات في فبراير من العام قبل الماضي بسبب الحداد الذي أعلنته الدولة على ضحايا الأقباط الذين ذبحوا في ليبيا.


 وأشار"عبود"  إلى أن الوفود تنتظر وقت الشروق لرؤية الظاهرة، حيث إنه مع أول شعاع يخرج من الشمس يخترق المعبد وتنير ثلاثة تماثيل في قدس الأقداس في 22 فبراير و22 أكتوبر بداية موسم الحصاد والزراعة. 


كما نظم الباحث الأثري فرنسيس أمين، معرضا بالمركز الإيطالي بالقاهرة، بمشاركة مدير المركز الثقافي الإيطالي الدكتور باولو ساباتيني، حيث احتوى المعرض على نوادر الصور عن عمليات إنقاذ المعبد ورسومات عن المغامر جيوفاني بيلزوني.


ومن جانبه، قال فرنسيس أمين الباحث الأثري، إن المغامرة الإيطالي جيوفاني بيلزوني كان له العديد من الاكتشافات الكبرى وكان من أبرز هذه الاكتشافات له، فهو أول من أزال الرمال ودخل المعبد بعد هجره لسنوات طويلة.


وأضاف أمين ، أن معبد أبو سمبل يعد من أجمل المعابد من الناحية الفنية والإبداعية، حيث تم نحته في الصخور، وما زال المعبد محافظًا على النقوش بدقتها العالية وألوانها الجميلة، ما يدل على دقة المصري القديم وبراعته وفنائه في العمل، بجانب موقعه المتميز بجوار بحيرة ناصر.


وأوضح أمين، أنه انتقى الصور التي تم عرضها في المعرض، بناءً على اللقطات التي تحكي تاريخ أبو سمبل في مراحله الزمنية منذ 200 عام، بالإضافة إلى اللقطات التي تروي كيف تم نقله وتطوره منذ أكثر من 50 عاما، موضحاً أن بالتزامن مع احتفال الإيطاليين ببيلزوني يحتفل المصريون بذكرى اكتشاف المعبد على يد هذا العالم.


وأوضح إن المعرض احتوى على ثلاث عروض فلكلورية ما بين الموسيقى والرقص النوبي وإقامة الخيام، وذلك أن هذا العالم كان يفضل الإقامة في الخيام، موضحًا أن المعرض كان المسئول عن تكاليف الاحتفال.


وأضاف أن المصريين والأجانب من مختلف الجنسيات موجودون اليوم لحظة مشاهدة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني ، مؤكدًا أن المشاركين هم السفارة الإيطالية والمركز الثقافي الإيطالي، حيث يعد حدثا ذا قيمة عظمة لهم، والسفارة السويسرية، بحضور كل من وزير الآثار والسياحة والثقافة.


وأكد آمين أن ما حدث من الإرهاب لن يؤثر على المصريين أو الأجانب، وأن هناك العديد من السائحين من مختلف الجنسيات وبكثرة في الفنادق المصرية حريصون على الاستمتاع بالأجواء المصرية دون خوف أو قلق، مبيناً أنه حزناً على ما حدث واحتراماً لمشاعر المصريين سيكون هناك مشاهدة للحدث فقط دون أي احتفالات.


الجدير بالذكر أن الذي بني معبد أبو سمبل الملك المصري رمسيس الثاني ابن الملك سيتي الأول، ووالدته هي الملكة المصرية تويا، ويعد أحد أهم ملوك الأسرة التاسعة عشرة الملقبة بأسرة "الرعامسة"، وقد حكم مصر من 1279 حتى 1213 قبل الميلاد، وتتعامد أشعة الشمس على قدس الأقداس بمعابد أبو سمبل مرتين كل عام 22 فبراير و22 أكتوبر. 


وسبق أن تعرض معبد أبو سمبل عقب بناء السد العالي للغرق نتيجة تراكم المياه خلف السد العالي وتكون بحيرة ناصر، وبدأت الحملة الدولية لإنقاذ آثار أبو سمبل والنوبة ما بين أعوام 1964 و1968، عن طريق منظمة اليونسكو الدولية بالتعاون مع الحكومة المصرية، بتكلفة 40 مليون دولار. 


وتخترق أشعة الشمس الممر الأمامي لمدخل معبد رمسيس الثاني بطول 200 متر حتى تصل إلى قدس الأقداس الذي يتكون من منصة تضم تمثال الملك رمسيس الثاني جالسا وبجواره تمثال الإله رع حور أخته والإله آمون وتمثال رابع للإله بتاح، حيث تستغرق ظاهرة تعامد الشمس 20 دقيقة فقط في ذلك اليوم.