محلل فرنسي: مصر شريك مهم لباريس.. ورؤى البلدين حول الإرهاب «متطابقة»

أكد د. شارل سان برو مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس تطابق وجهات النظر الإستراتيجية بين باريس والقاهرة حيال الأزمات الإقليمية الراهنة ، وخطر التعصب والإرهاب ، وضرورة تعزيز التعاون في هذا الشأن بين ضفتي المتوسط.

وشدد سان-برو - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم تعليقا على الزيارة المرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسي لفرنسا خلال الفترة من 23 إلى 25 أكتوبر الجاري - على ضرورة أن تحظى مصر بدعم أصدقائها وحلفائها في حربها الضارية ضد الإرهاب الذي يحتاج إلى رد شامل عبر التنسيق الوثيق بين الأجهزة المتخصصة للدول المعنية، مشيرا إلى أن مصر تواجه في آن واحد خطر الإخوان والعناصر الإرهابية في شمال سيناء والقادمة من ليبيا.

وذكر أن مصر إحدى أهم ركائز السياسة العربية لفرنسا التي اتبعتها كل الحكومات المتعاقبة، وتعد شريكا مهما في ضوء التحولات التي يشهدها العالم العربي، مشيدا بالعلاقات التاريخية بين البلدين وما تكتسبه من بعد حضاري.

وأكد المحلل السياسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط على الأهمية الجيوسياسية الكبرى التي يمثلها تعزيز التعاون بين مصر وفرنسا وضرورة أن يشمل التحالف الاستراتيجي بينهما شركاء رئيسيين للقاهرة مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. 

وبشأن الوضع في ليبيا، أكد سان-برو أن استعادة الاستقرار في ليبيا يمثل أهمية إستراتيجية لا يمكن تجاهلها لمصر "التي تعد الجارة الوحيدة القادرة على لعب دور ايجابي في هذا الملف". لافتا الى دعم القاهرة وباريس لكافة المبادرات الرامية لانهاء الازمة الليبية لا سيما جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة وتشجيعهما الأطراف الليبية على التجاوب معها.

وحول رؤيته لحل الأزمة بين االدول الداعية لمحاربة الإرهاب وقطر، أكد مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس ان حل الأزمة في يد حكومة الدوحة نظرا لأن الوضع الراهن ناتج عن "سياسة المغامرة" التي تنتهجها، وان الخروج منه مرهون بمدى استعدادها لإنهاء أنشطتها الخطيرة وتدخلاتها في شؤون الدول العربية ووقف دعمها لجماعات الإسلام السياسي التي تهدد استقرار الدول والمنطقة.

وتساءل عما إذا كانت الدوحة مستعدة لاتخاذ موقف واضح وصريح تجاه القضايا العربية والتهديدات الايرانية، مضيفا:"إذا تطور الموقف القطري في الاتجاه الصحيح فلا شيء سيعرقل التسوية الإيجابية للازمة الراهنة". 

وحول ملف المصالحة الفلسطينية، أشاد سان-برو بالدور الذي لعبته القاهرة لتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس باعتبارها شرطا أساسيا لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وإحباط المؤامرات ضد الفلسطينيين ومحاولات إحداث الانقسام. 

وشدد على دعم فرنسا لجهود القاهرة في هذا الشأن . واصفا إياها بأنها تسير في الاتجاه الصحيح نظرا لما تمثله المصالحة من أهمية للتوصل لحل دائم وعادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

واختتم سان-برو مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس قائلا إن مصر وفرنسا على ثقة بان الاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني سيجلب المزيد من الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وسيحد من مخاطر التطرف والإرهاب.