أم كلثوم.. تحملت قسوة زوجها 35 عاما وتركها أولادها في الشارع 25 عاما

بعد أن تحملت 35 عاما من الحياة مع زوج جردها من كل مشاعر الفرحة والسعادة، قررت الرحيل بهدوء لكنها لم تتوقع لأن يستمر عذابها 25 عامل أخرى.

تذكرت الحاجة "أم كلثوم" - وهى تبلغ من العمر الآن 75 عاما – كيف أنها  قضت 60 عاما من العذاب، فقالت: "حكايتي ترويها دموعي التي لم تنقطع حتى الآن.. تزوجته بناء على رغبة أسرتي.. لم اعترض لأن ذلك لم يكن موجودا أيامنا.. تم الزفاف وكان  عش الزوجية غرفة نوم تقليدية وصالة صغيرة على سطح إحدى البنايات القديمة بمنطقة بولاق أبو العلا.

وتكمل حديثها عن معاناته: "كان زوجي منذ البداية عصبي المزاج يغضب لأتفه الأسباب ويتحول بين لحظة وأخرى إلى بركان غضب، كنت أحرص دائما أن أطيعه في كل شيء حتى أنني رفضت أن يعلم أهلي بما أتعرض له من إهانة وضرب مستمر على يد زوجي.. وضعت نفسي بالنسبة له مثال للسمع والطاعة.. وكنت له الزوجة التي تحفظ أسرار بيتها.. كتمت في نفسي وبين ضلوعي همومي وأحزاني خوفا من بطش زوجي وكلام الجيران".

وتضيف: "قلت في قرارة نفسي ربما تتغير أحواله وتتبدل طبائعه عندما يرزق بالولد فكانوا 6 أولاد أثنين من الصبيان وأربعا من البنات، لكن ظنوني لم تكن في محلها ولم يكن إنجابي للصبيان والبنات قربانا لزوجي ليغير معاملته لي ويضع حدا للإهانة التي أصبحت مقررا يوميا صباحا ومساءً، حتى أهلي رفضوا مساعدتي بعدما نالهم كثيرا من جبروت زوجي الذي لم يحترم كبيرا أو صغير0

وأكملت في حزن: "لم يدخل اليأس قلبي وتحملت مزيدا من الشقاء والعذاب من أجل أولادي حتى اكتملت فرحتهم بزواجهم جميعا بعدما اقترضت أموالا كثيره من اهل الخير لتجهيزهم بعد أن امتنع والدهم على الإنفاق عليهم وكانت سعادتهم هي  أخر فرصة للبقاء معه".

وتقول الحاجة أم كلثوم في أسى: "بعد زواج  أولادي فكرت في الخروج  من حياة زوجي بهدوء في ليلة من عام 1995  قررت الرحيل دون أن أحدد مصيري أو طريقي  .. قادتني قدماي خارج حجرتي البسيطة لم أنظر خلفي ولم تدمع عيني فقد تحملت 35 عاما من القسوة والمعاملة السيئة من زوجي.. لحظات واكتشفت أنني حرة لأول مرة في حياتي ذهبت إلى منزل والدتي التي داهمها المرض حزنا على وفاة والدي لكن القدر لم يمهلها كثيرا فصعدت روحها إلى السماء وتركتني وحيدة أواجه المجهول ولأنني أخاف من بطش زوجي بعد انقطاع أولادى عن زيارتي والسؤال عنى قررت الهروب من منزل والدتي بحثت عن مكان اختبئ به  بعد أن انقطعت بي السبل .. لكن اشتدت قسوة الحياة بي بعد أن رفض أولادي مساعدتي  تبرأوا مني ولم أكن أتصور يوما أن تكون قسوتها وعقوقهم لي هي صورة طبق الأصل من عنفوان والدهم الذي لم أر منه يوما سعيدا !!"

الحاجة أم كلثوم تضيف: "يا سيدي لقد ضاقت بي الدنيا وأصبحت مشردة لا سقف يحميني من برد الشتاء ولا مكان اتخذه ملجأ لي، 25 عاما وأنا أتنقل من مكان إلى آخر كانت العشش وأسفل الكباري هي مسكني .. ومساعدة أهل الخير لي هي قوت يومي .. حتى استقر بي الحال حاليا داخل حجرة صغيرة تبرع لي بها فاعل خير .. وعندما قررت المضي في إقامة دعوى طلاق للضرر أو خلع زوجي أخبروني بضرورة وجود عقد زواج رسمي لكنني يا سيدي أجهل كل شئ وأخبرني زوجي بعدما أرسلت له شخص ما أن عقد الزواج فقده منذ 50 عاما لا اعرف أن كان صادقا او يكذب علي .. بل أنه توعدني بملاحقتي وطلبي في بيت الطاعة  فأضحي زوجي يمارس جبروته ولم يحترم شيخوخته التى وصلت سن 85 عاما حيث فكر في حيلة ماكرة عندما حاول مقايضتي في حصولي على الطلاق مقابل دفع 5 آلاف جنيه له وأنا لا املك من حطام الدنيا شئ".

لجأت أم كلثوم إلى دار المحفوظات بالقلعة لاستخراج صورة من عقد الزواج لتكون مستندا لها أمام المحكمة لحصولي على حريتي لكن كانت المفاجأة عندما أخبروني أن جميع الملفات في تلك الفترة من القرن الماضي تعرضت للتلف !!

فماذا أفعل بعد أن تقدم بي العمر وأصبحت ضحية زوج لم يرحمني وأنا معه ولم يتركني لحال سبيلي بعد لأن هجرته وبين جبروت أولادي الذين تخلوا عني؟


IMG_20171011_132748 IMG_20171011_132839 IMG_20171011_133007 IMG_20171011_133555 IMG_20171011_133558