في ذكرى رحيل «الغيطاني».. ننشر أبرز محطات حياته وإسهاماته الثقافية

تحل علينا اليوم الذكرى الثانية على رحيل الكاتب والروائي الكبير جمال الغيطاني، الذي توفى في الثامن عشر من أكتوبر لعام 2015، والذي قدم على مدار سبعين عام إرثا ثقافيا وموسوعيا تنوع بين القصة والرواية وأدب الرحلات والسير الشعبية والتراث والسيرة الذاتية وغيرها من الصنوف الأدبية .


وفي ذكرى رحيله »بوابة أخبار اليوم« تنشر أبرز محطات حياته وإسهاماته التي أثرت الحياة الثقافية .


السيرة الذاتية

"جمال أحمد الغيطاني " روائي وصحفي مصري ورئيس تحرير صحيفة أخبار الأدب المصرية ، ولد بمحافظة سوهاج في 9 مايو 1945 .

تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة عبد الرحمن كتخدا ، وأكمله في مدرسة الجمالية الابتدائية ، و أنهى الإعدادية في عام 1959 في مدرسة محمد علي الإعدادية، ثم التحق بمدرسة الفنون والصنايع بـ "العباسية".

عمل رساما في المؤسسة المصرية العامة للتعاون الإنتاجي عام 1963 إلى عام 1965، تم اعتقاله في أكتوبر 1966 على خلفيات سياسية ، وأطلق سراحه في مارس 1967، حيث عمل سكرتيرا للجمعية التعاونية المصرية لصناع وفناني خان الخليلي حتى عام 1969.

عمل مراسلا حربيا بمؤسسة أخبار اليوم عام 1969 ، ثم انتقل للعمل في قسم التحقيقات الصحفية ، وبعد إحدى عشر عاما في 1985 تمت ترقيته ليصبح رئيسا للقسم الأدبي بأخبار اليوم ، ثم قام بتأسيس جريدة أخبار الأدب في عام 1993، و شغل منصب رئيس التحرير.


أبرز الجوائز التي حصل عليها

حصل على جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 1980 ، وجائزة سلطان بن علي العويس عام 1997 ، وحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى ، ووسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس عام 1987.
كما حصل على جائزة لورباتليون لأفضل عمل أدبي مترجم إلى الفرنسية عن روايته التجليات مشاركة مع المترجم خالد عثمان في 19 نوفمبر 2005، ومنح جائزة الدولة التقديرية عام 2007 والتي رشحته لها جامعة سوهاج .


مؤلفاته

من أبرز مؤلفات الراحل الكبير " أوراق شاب عاش منذ ألف عام ، الزويل ، حراس البوابة الشرقية ، متون الأهرام ، شطح المدينة ، منتهى الطلب إلى تراث العرب ، سفر البنيان ، حكايات المؤسسة ، التجليات (ثلاثة أسفار) ، دنا فتدلى ، نثار المحو ، خلسات الكرى ، الزيني بركات ، رشحات الحمراء ، نوافذ النوافذ ، مطربة الغروب ، وقائع حارة الزعفراني ، الرفاعي ، رسالة في الصبابة والوجد ، رسالة البصائر والمصائر ، الخطوط الفاصلة (يوميات القلب المفتوح) ، أسفار المشتاق ، سفر الأسفار ، نفثة المصدرو ، نجيب محفوظ يتذكر ، مصطفى أمين يتذكر ، المجالس المحفوظية ، أيام الحصر ، مقاربة الأبد ، خطط الغيطاني ، وقائع حارة الطبلاوي ، هاتف المغيب ، قصتين في الكتاب الخامس لمنتدى إطلالة الأدبي ، توفيق الحكيم يتذكر ، المحصول .


ترجمت العديد من مؤلفاته إلى أكثر من لغة ، فترجمت إلى الألمانية " الزيني بركات ، وقائع حارة الزعفراني ، رواية رسالة البصائر المصائر " .

وترجمت إلى الفرنسية " الزيني بركات ، رسالة البصائر والمصائر ، وقائع حارة الزعفراني ، شطح المدينة ، متون الأهرام ، حكايات المؤسسة ، رواية التجليات، بأجزائها الثلاثة في مجلد واحد .
توفي الغيطاني في 18 أكتوبر 2015 عن عمر ناهز السبعين عاما بعد صراع مع المرض إثر إصابته بوعكة صحية أدخلته غيبوبة لأكثر من ثلاثة أشهر.


أخر اللقاءات الثقافية للغيطاني قبل وفاته

قبل وفاته بأشهر قليلة ظهر في العديد من الفعاليات الثقافية وكأنه يودع جمهوره ومحبيه، وظل يفضفض ويكشف كواليس حياته مع نجيب محفوظ ، وكان أخرها مشاركاته الصالون الثقافي الذي يديره حينذاك الفنان " أمين الصيرفي"، بحضور نخبه كبيرة من المثقفين والفنانين والصحفيين، وعدد كبير من الشباب المتابعين لأدب الغيطاني .

حيث روى الغيطاني تفاصيل عديدة بحياته ، منها ما لم يكن معلوم لجمهوره من قبل ، فكان للصالون مذاقا مختلفا ، حيث ناقش الغيطاني العديد من النقاط الهامة في الحياة الثقافية .

فبدء الغيطاني في سرد ، بعض المواقف التي جمعته مع الأديب الراحل نجيب محفوظ، قائلا إن أغرب رحلة قام بها محفوظ هي التي دفع فيها ٢٥ قرشًا، ثمن تذكرة في شركة مصر للطيران ليذهب إلى بورسعيد وعاد في نفس اليوم، ذلك لأنه لم يكن يحب الانتقال خارج القاهرة.

وأضاف الغيطاني أن جلساته مع محفوظ كانت على مقاهي القاهرة، فلم يذهب إلى بيته إلا مرة واحدة، عند فوزه بجائزة نوبل، حيث استباح الصحفيين منزله للتصوير، قائلا "اختفت بعض الأوراق من منزله في هذا اليوم بسبب الزحام".

وأشار الغيطاني إلى أن نصف نكت مصر كان مصدرها نجيب محفوظ، حيث كان أشهر قاهري يستطيع هزيمة أي شخص في لعبة "القافية".


آخر رسائل زوجته إليه بعد وفاته


قالت الكاتبة الصحفية ماجدة الجندي، زوجة جمال الغيطاني، في آخر رسائلها إليه بعد وفاته، إنه كان السند لها، ولأولادها، وأنها تعلمت منه الكتابة - قدس الأقداس- وأنها تدين له بكل المعاني العظيمة. 
وأكدت الكاتبة ماجدة الجندى، على خطأ المقولة الشائعة القائلة بأن "وراء كل رجل عظيم إمرأة" مشيرة إلى أن كل كاتب عظيم له إرادة وهدف واضح، ليس في حاجة إلى أحد.