"الشوكي" من جامعة الدول العربية : "الوثائق مستودع هويتنا"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

شهد الدكتور أحمد الشوكي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية الاحتفال بيوم الوثيقة العربية الذى أقيم صباح اليوم الأربعاء في جامعة الدول العربية.

وأكد الشوكي أن الوثائق هى مستودع هويتنا العربية، مشيرا إلى الدور الكبير الذى تقوم به دار الوثائق لحفظ تاريخ الأمة العربية.

جاء ذلك فى كلمته التى ألقاها بهذه المناسبة وفيما يلى نصها:

"نلتقي اليوم لنحتفل معاً بيوم الوثيقة العربية، هذه الوثيقة التي تعد المصدر الأصدق والأكثر أمانة لعرض وفهم تاريخ أمتنا بشكل صحيح, في وقت نمر فيه بالعديد من الصعاب والإشكاليات التي لا أشك لحظة أنها ستمر بها إن شاء الله لتصبح أكثر قوة وشباباً, وهو أمر يمكن لأي باحث أو مستقرئ لوثائقنا وتاريخنا أن يستنتجه, وهنا تكمن قوة هذه الوثائق.

فهي مستودع هويتنا العربية وذاكرة لشعوبنا ودليل على سبقنا وتفردنا، بشكل صاف لا لبس فيه ولا تشويش، ونحن الآن في أمس الحاجة إليه, لا لنحفظه ونرقمنه فقط, ولكن أيضاً لإيصال فحواه إلى الأجيال الجديدة بشكل مباشر وبناء, لذا فإنه ربما جاء الوقت الآن لنفكر في أساليب جديدة لإخراج هذه الوثائق بشكل مبسط يفهمه غير المتخصصين، ويساعدهم على فهم ذاتهم وهويتهم, بل ويحاوروا وينقضوا ويقفوا بثبات وسط موجات التشويش المتلاطمة والمتواصلة على هويتنا, ولكم أن تتخيلوا وقع هذه الحقائق المباشرة التي تتضمنها الوثائق والنصوص التاريخية على أبنائنا وبناتنا لو أحسنا استخدامها في الوقت المناسب, مثل المعلومة التي وردت عن مصرنا الحبيبة في عام 714 هـ/ 1314م، والتي تشير إلى استعارة الأقباط بعض القناديل والأثاث من جامع عمرو بن العاص لماذا ؟؟؟ ليستخدموها في كنيستهم في إحدى أعيادهم الدينية، فهل هناك رسالة عن هوية الشعب المصري أوضح وأنقي من هذه الرسالة.

ونحن نولي في مصر اهتماما كبيرا بهذه الوثائق من خلال الدور الكبير الذي تقوم به دار الوثائق القومية لجمع هذه الوثائق التي تربوا الآن على المائة مليون وثيقة, إلى جانب ترميمها ومعالجتها من خلال معمل للترميم يضم خيرة النابهين في مجال الترميم وحفظ وصيانة الأوراق التراثية, لتأتي بعد ذلك مرحلة الحفظ والرقمنة, بأحدث أجهزة المسح الإلكتروني, تمهيداً لإتاحتها للباحثين, ولا يتوقف دورنا عند هذا الحد, بل يتعداه إلى نشر الكتب والمؤلفات المبنية مباشرة من خلال المعلومات التي تم استقائها من هذه الوثائق وذلك على يد أساتذة متخصصون وكذلك باحثينا الذين يعملون في هذا المجال.

ومن حسن الطالع أننا تمكنا في أوائل هذا الشهر من ضم مجموعة الوثائق الخاصة بمحمود فهمي النقراشي باشا والذي شغل منصب رئيس وزراء مصر في النصف الأول من القرن العشرين, والتي تبرعت بها أسرته للدار, وهو أمر محمود نشجعه ونثني عليه. 

ويتزامن احتفالنا اليوم مع مرور مائة عام على وعد بلفور ، وهو الأمر الذي نبهت له الأمانة العامة والجهات المنظمة ، ونحن نثنى على ذلك ، لضرورة التنبيه دائمًا على الكوارث التي تبعت الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية ، وما تبعه من سرقة ونهب للأرشيف والوثائق الفلسطينية، والمكتبات ، بما يؤكد أن الأضرار  الثقافية والتراثية التي تعرض لها أخوتنا في فلسطين لا تقل خطورة أو ضررًا عن التبعات السياسية أو الاقتصادية لهذا الاحتلال الآثم.  

ومما لا شك فيه أيضاً أن هذا الاحتفال يأتي ليعبر عن اعتزازنا بدور علماؤنا في مجال التوثيق والبحث العلمي وحفظ ونقل التراث العالمي عبر الأجيال, وباستمرار هذه العلوم, وذلك من خلال تكريم النابهين منهم بدور الوثائق العربية المختلفة, والذين أهنئهم اليوم بهذا التكريم.

وفي النهاية فإنني أتقدم بالشكر للأمانة العامة لجامعة الدول العربية وللمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم, ولكل من ساهم في تنظيم هذا اليوم, ومتمنياً لسيادتكم جميعاً دوام التوفيق والسداد لما فيه الخير لوطننا العربي.