في ذكرى وفاته الـ35..

يوسف وهبي «فنان الشطحات».. تمنى تجسيد «الرسول» وعمل بـ«السيرك»

يوسف وهبي
يوسف وهبي
على خشبة المسرح، ظل يوسف وهبي وحده دون غيره «فنانًا لا بد منه»، حين يتحدث ينصت الجميع، وعندما يصمت يترقب كل من حوله؛ لكن تاريخ عميد المسرح العربي، لم يكن خاليًا من «الشطحات الفنية»، ما كلفه الكثير خلال مشواره الفني.

تجسيد «الرسول»
عندما شد يوسف بك وهبي الرحال نحو الفن من بوابته العالمية، تعرض للتهديد من الملك فؤاد بسحب الجنسية المصرية منه، بعد حملة صحفية ودينية أثيرت ضده بسبب نيته – حينها- لتمثيل دور النبي محمد صلى الله عليه وسلم في فيلم لشركة ماركوس الألمانية بتمويل مشترك مع الحكومة التركية، وكان يرأسها في ذلك الوقت مصطفى كمال أتاتورك؛ حيث اضطر للتنازل عن الدور تحت ضغط شعبي.

من الزراعة لـ«المونولوجات»
نشأ يوسف وهبي في بيت من بيوت علية القوم ذوي الشأن المادي والأدبي الكبير في مصر، تلقى تعليمه بالمدرسة السعيدية بالجيزة، ثم بالمدرسة الزراعية بمشتهر بالقليوبية، شغف بالتمثيل لأول مرة في حياته عندما شاهد فرقة الفنان اللبناني «سليم القرداحي» في سوهاج، وبدأ هوايته بإلقاء المونولوجات وأداء التمثيليات بالنادي الأهلي والمدرسة.

كان والده يريده أن يصبح فلاحا مثله، ولكن عشقه للتمثيل دفعه بعيدا تماما عن هذا الطريق، ووسط دهشة عائلته كلها التحق بالسيرك للعمل كممثل، وهكذا انتقل من أعلى طبقة في المجتمع إلى أدنى طبقة وهي طبقة «المشخصاتية»، التي لم يكن معترفا بشهادتها أمام محاكم الدولة في ذلك الوقت.

الفنان المطرود 
وكرد فعل طبيعي «للعار»، الذي لحق بسمعة عائلته من جراء فعلته قام والدة بطرده من بيت العائلة، وألحقه بالمدرسة الزراعية في محاولة منه «لإصلاحه وتهذيبه».

لم يستجب يوسف وهبي وهرب إلى إيطاليا لتعلم المسرح ولكي يهرب من ملاحقة عائلته قام بتغيير اسمه إلى رمسيس، ولم يعد إلى مصر إلا بعد أن وصله خبر وفاة والده الباشا، والذي توفي وترك له ولأخوته ثروة كبيرة.

مصارع عملاق
عمل وهبي مصارعًا في «سيرك الحاج سليمان»؛ حيث تدرب على يد بطل الشرق في المصارعة آنذاك المصارع عبد الحليم المصري.

سافر إلى إيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى بإغراء من صديقه القديم محمد كريم، وتتلمذ على يد الممثل الإيطالي كيانتوني، وعاد إلى مصر سنة 1921، حيث حصل على ميراثه 10 آلاف جنيه ذهبي، مثله مثل إخوانه الأربعة.

فرقة رمسيس
بواسطة المال الذي ورثه، كان وهبي يهدف إلى ما اعتقده تخليص المسرح من الهاوية التي رآها قد نتجت من الشعرِ الراقص لنجيب الريحاني وحواجب علي الكسار، فأنشأ شركة مسرح باسم فرقة «رمسيس» في نهاية العشرينيات.

وبدأ بمسرحية «المجنون» كباكورة لأعماله المسرحية؛ حيث عرضت على مسرح راديو عام 1923 وكانت معظم مسرحياته في بدايات حياته مترجمة عن أعمال عالمية لشكسبير وموليير وإبسن، ويعتقد البعض أن يوسف وهبي هو الذي أدخل فكرة الموسيقى التصويرية قبل رفع الستار التي لم تكن معروفة إلا في أكبر المسارح في العالم، بدأ حياته كمسرحي في فرقتي حسن فايق وعزيز عيد.

نهاية المشوار
توفى يوسف بيك وهبي في مثل هذا اليوم في 17 أكتوبر عام 1982، بعد دخوله لمستشفى المقاولون العرب إثر إصابته بكسر في عظام الحوض نتيجة سقوطه في الحمام، توفي أثناء العلاج إثر إصابته بسكتة قلبية مفاجئة، وكان إلى جواره عند وفاته زوجته وابنها.

وودعه محبو فنه بعد حياة حافلة بالإبداع، وتخليداً لذكراه تكونت في مسقط رأسه الفيوم جمعية تحمل اسمه هي «جمعية أصدقاء يوسف وهبي»، وأقيم له تمثال أمام مقر هذه الجمعية بحي الجامعة بالفيوم على رأس الشارع الذي يحمل اسمه.

4604546-1779819399

914

maxresdefault

maxresdefault_1

Youssef-_Wahbi