في ذكرى ميلاده .. "أحمد شوقي من" شاعر القصر"لـ "شاعر الشعب"

أمير الشعراء "أحمد شوقي"
أمير الشعراء "أحمد شوقي"
"إن بُليت فكن صبورًا سوف تنفرج الخُطوب وإن كُسرت فلا تبالي يجبر الله القلوب"، من أشهر أقوال أمير الشعراء "أحمد شوقي"، الذي تحل اليوم الاثنين 16أكتوبر، الذكرى الـ 149على ميلاده .


ميلاده ونشأته
ولد "أمير الشعراء" في 16 أكتوبر 1868، بحي الحنفي بالقاهرة، لأب كردي وأم تركية، وكانت جدته لأمه وصيفة في قصر الخديو إسماعيل، وتكفلت بتربيته ونشأ معها في القصر، وعندما بلغ الرابعة من عمره، التحق بكتاب الشيخ صالح، وحفظ القرآن وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وكان من المتفوقين، واهتم شوقي من صغره بالشعر العربي، والتحق بمدرسة الحقوق سنة 1885م، وانتسب إلى قسم الترجمة وبدأت موهبته تجذب انتباه أستاذه الشيخ محمد البسيوني.

"فرنسا" نقطة تحول في حياة "أمير الشعراء"
وسافر إلى فرنسا على نفقة الخديوي توفيق، وقد حسمت تلك الرحلة الدراسية الأولى منطلقات شوقي الفكرية والإبداعية، وخلالها اشترك مع زملاء البعثة في تكوين "جمعية التقدم المصري"، التي كانت أحد أشكال العمل الوطني ضد الاحتلال الإنجليزي، وربطته حينئذ صداقة حميمة بالزعيم مصطفى كامل، وتفتّح على مشروعات النهضة المصرية.

طوال إقامته بأوروبا، كان فيها بجسده بينما ظل قلبه معلقًا بالثقافة العربية وبالشعراء العرب الكبار وعلى رأسهم المتنبي، لكن تأثره بالثقافة الفرنسية لم يكن محدودًا، وتأثر بالشعراء الفرنسيين، وبالأخص راسينا وموليير.

"أحمد شوقي" من "شاعر القصر" إلى "شاعر الشعب"
توجه أمير الشعراء  نحو المديح للخديوي عباس، الذي كان سلطته مهددة من قبل الإنجليز، ويرجع النقاد التزام أحمد شوقي بالمديح للأسرة الحاكمة إلى عدة أسباب منها أن الخديوي هو ولي نعمة أحمد شوقي، وثانيا الأثر الديني الذي كان يوجه الشعراء على أن الخلافة العثمانية هي خلافة إسلامية وبالتالي وجب الدفاع عن هذه الخلافة.


لكن هذا أدى إلى نفي شوقي إلى إسبانيا عام 1915؛ عقب عزل الخديوي عباس وفي المنفى اطلع أحمد شوقي على الأدب العربي والحضارة الأندلسية هذا بالإضافة إلى قدرته التي تكونت في استخدام عدة لغات والاطلاع على الآداب الأوروبية، وكان أحمد شوقي في هذه الفترة مطلعا على الأوضاع التي تجري في مصر فأصبح يشارك في الشعر من خلال اهتمامه بالتحركات الشعبية والوطنية الساعية للتحرير عن بعد وما يبث شعره من مشاعر الحزن على نفيه من مصر، ومن هنا نجد توجها آخر في شعر أحمد شوقي بعيدا عن المدح الذي التزم به قبل النفي ثم عاد شوقي إلى مصر سنة 1920. 

تنصيب "أحمد شوقي " أميرًا للشعراء 
في عام 1927، بايع شعراء العرب كافة شوقي أميرا للشعر، وبعد تلك الفترة نجد تفرغ شوقي للمسرح الشعري، حيث يعد الرائد الأول في هذا المجال عربيا ومن مسرحياته الشعرية، "مصرع كليوباترا" و"قمبيز" و"مجنون ليلى" و"علي بك الكبير".

وكتب شوقي الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة، وله في ذلك أيادٍ رائعة ترفعه إلى قمة الشعر العربي، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، مثل: "عذراء الهند"، ورواية "لادياس"، و"ورقة الآس"، و"أسواق الذهب"، وقد حاكى فيه كتاب "أطواق الذهب" للزمخشري، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة.

وقد جمع شوقي شعره الغنائي في ديوان سماه "الشوقيات"، ثم قام الدكتور محمد السربوني بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه "الشوقيات المجهولة".

اشتهر شعر أحمد شوقي كشاعرٍ يكتب من الوجدان في كثير من المواضيع، فكتب في مديح النبي محمد "صل الله عليه وسلم".

نفي "أمير الشعراء" إلى الأندلس
 وكتب في السياسة ما كان سببًا لنفيه إلى الأندلس بإسبانيا وحب مصر، كما نظم في مشاكل عصره مثل مشاكل الطلاب، والجامعات، كما كتب شوقيات للأطفال وقصصا شعرية، وفي المديح وفى التاريخ.

وفاة أمير الشعراء
​توفي أمير الشعراء أحمد شوقي في 14 أكتوبر 1932م.