مايسة شوقي: الزواج المبكر يعرض الفتيات لمخاطر صحية واجتماعية جسيمة

د.مايسة شوقي
د.مايسة شوقي
منذ 2012، يحتفل العالم سنويا في يوم 11 أكتوبر باليوم الدولي للطفلة، بهدف التصدي لقضايا الفتاة والتحديات التي تواجهها، وفي الوقت نفسه تعزيز تمكينها وإتاحة الفرصة أمامها لإثبات قدراتها وتحقيق تطلعاتها المستقبلية.

واليوم يمثل مناسبة بالغة الأهمية، لأن الاهتمام بالفتاة أمر ضروري، فهي أم المستقبل، والاستثمار فيها ضمان لرقي ورفاهية المجتمع، مما يعني أننا بحاجة إلي أسلوب جديدا في معالجة القضايا المتعلقة بها، ويتواكب مع المستجدات الاقتصادية، والاجتماعية، التي قد تقف حائلا دون النهوض بأوضاعها الحياتية.

ولهذا أكدت د. مايسة شوقي نائب وزير الصحة والسكان للسكان، المشرف العام على المجلس القومي للطفولة والأمومة، على أن الفتاة المصرية من حقها تعيش سنها، مشيرة إلى شعار يرفعه المجلس بعنوان "لا لزواج الأطفال"، وضرورة تكاتف المجتمع من أجل مناهضة الزواج المبكر للفتيات الذي يجعلها أكثر عرضة للطلاق والتفكك الأسري وضياع حقوقها بسبب عدم توثيق الزواج، وضياع حقوق الأطفال المولودين كنتاج لهذا الزواج، فضلا عن إجبارهن على ترك التعليم، والمضاعفات الصحية الناجمة عن الحمل والولادة المبكرة، حيث تكون الطفلة أكثر عرضة لكافة مخاطر الحمل و الولادة و كذلك مولودها 

وأضافت، إن الفتيات لهن كافة الحقوق التي أقرها الدستور وقانون الطفل، وعلى رأسها الحق في التعليم والصحة والحماية من كافة أشكال العنف و حق الفتيات في بيئة آمنة خالية من التحرش، والعنف والإساءة، مشيرة إلى، أن ختان البنات له أضرار بالغة وقد يسبب الوفاة ويؤثر سلباً في استقرار الفتاة أسرياً فهو لا يصونها ولا يعفها.

وطبقا لنتائج المسح السكاني الصحي لعام 2014، تم ختان 92% من السيدات اللاتي سبق لهن الزواج في الفئة العمرية من 15 إلى 49 سنة، وبالأخذ في الاعتبار كلا من الوضع الحالي لختان البنات ونية الأمهات لختان بناتهن، فقد تم تقدير أن أكثر من نصف البنات في الفئة العمرية من صفر إلى 19 سنة سيتم ختانهن، وأكثر بقليل من نصف السيدات يعتقدن  خطأً أن ختان الإناث مطلوب وفق تعاليم الدين، وحوالي 6 من بين كل 10 سيدات يعتقدن أن ختان الإناث لابد أن يستمر و دورنا أن نكثف التوعية على الصعيد الإعلامي و كذلك علي الصعيد المباشر وجها لوجه.

وأضافت، لذلك لابد من التوعية المستمرة بمناهضة هذه الجريمة في حق الفتيات الأطفال حيث أنه لا توجد بالتوراة أو الإنجيل أو القرآن نصاً يدعو إلى ختان الإناث، كما تحترم الأديان السماوية جسد الإنسان "رجلاً أو إمرأة" وترفض إهانته. 

وأثنت شوقي علي دور المؤسسات الدينية في مصر علي مناهضة كافة أشكال العنف ضد الأطفال، وهو إجماع موثق في وثيقة مناهضة العنف إلى تم إعلانها في 8 مايو 2016 بحضور فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا تواضروس الثاني، ووزير الأوقاف وفضيلة المفتي، هذه الوثيقة تتضمن وبتوسع كافة القرائن الدينية المناهضة لكل أشكال العنف ضد الأطفال، الأمر الذي يحتم علينا جميعاً العمل علي حماية الأطفال بوجه عام، والفتيات بوجه خاص من خلال زيادة الاستثمارات المواطن المصري بدء من مرحلة الطفولة..

وأشارت د.مايسة شوقي إلى أهمية تكثيف التوعية بأضرار زواج الأطفال، والإناث وهما من أهم أسباب الوفيات التي تصيب الفتيات الأطفال في البلدان النامية، وهذا سيتفاقم أيضا في ظل المستجدات ما لم تتخذ إجراءات عاجلة لتوفير الموارد اللازمة والمعلومات والتوعية بخطورتهما، ونشر ثقافة الصحة الإنجابية من منظور تنموي شامل "صحي، نفسي، اجتماعي وديني".