السرطان يهدد المرضى الذين يتجاهلون علاج التهابات وارتجاع المرئ

المصرية لجراحات السمنة:30 ألف حالة جراحة سمنة مفرطة بمصر سنويا

مؤتمر الجمعية المصرية لجراحة السمنة الثالث عشر
مؤتمر الجمعية المصرية لجراحة السمنة الثالث عشر

 


أكد بحثان علميان أن تأخير علاج التهابات وارتجاع المريء التي يمكن أن تحدث بعد جراحات تكميم المعدة قد تؤدي إلى تغيرات ما قبل السرطان بالمرئ، مما يعرف بـ"مرئ باريتس" .

 وأوضح أستاذ الجراحة بطب عين شمس مؤسس الجمعية المصرية لجراحات السمنة المفرطة والرئيس الفخري لها ورئيس المؤتمر ورئيس الرابطة العربية لجراحات السمنة المفرطة د.خالد جودت، في كلمته خلال مؤتمر الجمعية المصرية لجراحة السمنة الثالث عشر والذي عقد الْيَوْمَ الثلاثاء 10 أكتوبر، بالإشتراك مع المؤتمر الأول للجمعية العربية لجراحات السمنة، أن البحثين الجديدين تطرقا لنسبة إصابة مرضى تكميم المعده بمرئ باريتس بعد عدة سنوات من الجراحة.

 وأشار جودت إلى أن البحث الأول نشره الباحث جينكو من إيطاليا في إبريل 2017 ، وأثبت من خلاله أنه بعد 5 سنوات من تكميم أو قص المعدة أصيب 17.2 % من المرضى بمرئ باريتس، وأن 74% أصيبوا بإرتجاع المرىء.

 وتابع أن البحث الثاني من النمسا ونشره في يوليو 2017 د.براجار من فيينا وأثبت من خلاله أنه بعد 5 سنوات من التكميم أصيب 15 % بحالة مرئ باريت، وأصيب 45 ? بفتق بالحجاب الحاجز?، وفِي النهاية حذر البحثان من المضاعفات البعيدة المدى للتكميم أو قص المعده.

 على صعيد أخر أشار د.خالد جودت إلى أن مؤتمر الجمعية الـ 13 والمنعقد اليوم يتميز بوجود حضور مكثف من جميع البلدان العربية، حيث يشارك فيه أكثر من 25 خبير من السعودية ، والإمارات، والبحرين واليونان ، وعمان ، كما يشارك في المؤتمر الجراحون العالميون في جراحات السمنة مثل البروفوسير سيكوبيناروا من إيطاليا ، والبروفوسير شيفالية من فرنسا ، والبروفوسير ناروريا من الهند ، والدكتور واجينج من الصين، ويشارك في المؤتمر أكثر من 500 جراح من مختلف دول العالم . لافتا إلى أنه يشمل دورات تدريبية للجراحين، وسيتم نقل العديد من جراحات السمنة في بث مباشر يوم الجمعة 13 أكتوبر، كما أن جلسات المؤتمر تقدم حوالي 140 بحث جديد في مجال جراحات السمنة.

 وفِي بشرى جديدة لمرضى السمنة المنفرطة، أوضح د.خالد جودت أنه تم إدخال تعديلات على عملية تحويل المعدة في ابتكار جديد لمنع عودة المعدة للتمدد، ومن ثم زيادة الوزن مرة أخرى بطريقة تحويل المعدة المعدل والذي جمع بين طريقة د.فوبي من كليفورنيا لتحويط معدة التحويل خارجيا ، وطريقة د.سابالا من ميتشيجان والذي يستعمل الجيب الصغير جدا المايكرو لتحسين النتائج، وقدم نتائج الجمع بين الطريقتين في تحويل المعدة لإعطاء أفضل نتائج لنزول الوزن على المدى القريب والبعيد لمرضى السمنة المفرطة خلال جلسات المؤتمر، لافتا إلى أن مصر تشهد إجراء 30 ألف جراحة سمنة مفرطة سنويا. وأوضح أن جراحات السمنة شهدت تطورات كثيرة خلال الـ 50 عاما الماضية، وأصبح هناك أنواع كثيرة ، من بينها تدبيس، وقص وتكميم المعدة، وتحويل المعدة، وتتفاوت تلك الجراحات في نسب النجاح والفشل.

 وقال إن إحصاءات الولايات المتحدة سجلت زيادة عدد حالات إعادة الجراحة لفشلها، بنسبة 300% ، مما يضطر المريض للجوء إلى الجراحة مرة أخرى، لذا يركز المؤتمر هذا العام على الجديد لتجنب فشل جراحات زيادة الوزن سواء بسبب نوع الجراحة، أو بسبب عدم مهارة الطبيب القائم عليها، وكذلك طرق إعاده الجراحة لعلاج فشل الجراحة الأولى.

 وأضاف د.جودت أن جراحات تحويل مسار المعدة احتلت المركز الأول لعلاج السكر عام 2017 ، نظرا لقدرتها على شفاء الأمراض المصاحبة للسمنة المفرطة ، وعلى رأسها مرض السكر بنسبة 80% شفاء تام، مما يجنب المرضى المضاعفات الخطيرة المحتملة للمرض، ومن بينها الفشل الكلوي، وغرغرينا القدم السكرية والسكتات الدماغية وجلطات المخ والقلب. 

ولفت إلى أن عدد المصابين بمرض السكر بلغ قرابة 422 مليونا حول العالم، بحسب ما أظهرته دراسة صحية وعلمية، كما أن عدد البالغين المصابين بالمرض في العالم زاد 4 أضعاف ما كان عليه قبل 40 عاما، بينما تتوقع منظمة الصحة العالمية بأن يصبح داء السكر سابع عامل مسبب للوفاة في عام 2030؛ مما فرض على المؤتمر تخصيص أحد أهم جلساته لأبحاث العلاج الجراحي للسكر، وذلك في جلسة رأسها أستاذ جراحات السمنة بطب عين شمس د.محيي البنّا.

 وكشف جودت أن عدم فهم الجراحين لطريقة عمل الجراحة التي أجروها، وراء عودة المريض لزيادة الوزن بعد عدة سنوات، مضيفا أن شعبية جراحة تكميم المعدة ازدادت عند عدد كبير من الجراحين نظرا لسهولة إجرائها وليس لحسن نتائجها. وأكد أن هناك تصور خاطئ عند بعض المرضى بأن جراحة تحويل المعدة تكون مصحوبة بالقيئ ، مشيرا إلى أن تناول الطعام بعدها مريح وبدون قىء،كما يظن الناس أن عملية تحويل المعدة تكون مصحوبة بالإسهال وعدم الامتصاص ، وهذا أيضا غير صحيح حيث أن المريض يمتص كل الغذاء والسعرات التي يأخذها عدا بعض الفيتامينات والتي يقل امتصاصها ولذلك تأخذ الفيتامينات بالفم بعد الجراحة، كما أن البعض يتخيل أن تحويل المعدة لا يمكن إلغائها مثل تكميم المعدة، إلا أن هذا أيضا غير صحيح حيث أن تحويل المعدة يمكن الغائها بالكامل حيث لا يوجد قص أو استئصال للمعدة فيها.

 وقدم المؤتمر محاضرة عن طرق إلغاء جراحات المعدة المختلفة بالمنظار حتى لو كانت الجراحة الأولى تمت بالجراحة، حيث أكدت المحاضرةً أن تكميم أو قص المعدة هي الجراحة الوحيدة للسمنة التي لا يمكن الغائها ، حيث يتم خلالها استئصال أو قص 90% من المعدة. 

أضاف د.جودت أن هناك إضافات عديدة لجراحة تحويل المعدة لجعلها أكثر فاعلية وبدون العودة لزيادة الوزن مرة أخرى، ومن ذلك إجراء التحويل علي معدة صغيرة جدا ومنها تحويط هذه المعدة لمنع تمددها وزيادة الوزن بعد ذلك، وترتب على ذلك رفع نسب النجاح في النزول بالوزن في أكثر من 90 ? من الحالات. وعن الترهلات التي تصيب الجسم أثناء انخفاض الوزن أعلن الدكتور جودت عن تكنيك جديد يتم أتباعه من خلال إجراء شد الجسم كله في جلسة واحدة بدلا من إجرائها على مراحل وجراحات متعددة. 

وأوضح الدكتور علاء عباس أستاذ جراحة الجهاز الهضمي والمناظير بطب عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لجراحات السمنة المفرطة أن هناك طرق عديدة لعلاج فشل تكميم أو قص المعدة وشرح خبرة طب عين شمس في تعديل جراحة التكميم إلى جراحة سادي لتقليل امتصاص الغذاء. وأشار الى أن أسباب الانتشار الواسع لجراحات تحويل مسار المعدة تعود إلى تمتعها بـ 4 مميزات رئيسية ، وهي الفعالية العالية في إنقاص الوزن ونجاحها المتميز في مرحلة تثبيت الوزن ودرجة الأمان العالية وقدرتها على الشفاء من الأمراض المصاحبة للسمنة كارتفاع مستوى السكر بالدم وارتفاع ضغط الدم ومشاكل العمود الفقري والمفاصل وتوقف التنفس المفاجئ أثناء النوم، كما تحدث عن استعمال جراحة سادي الإسبانية لعلاج مرض السكر. 

من جانبه قال أستاذ جراحة السمنة بطب عين شمس وسكرتير عام الجمعية المصرية لجراحة السمنة د.محي البنّا ، أنه عقد ورشة عمل تدريبية على جراحات السمنة للأطباء الشبان  كمقدمة لصياغة برنامج تدريبى متكامل لجراحات السمنة للأطباء الشبان. 

وقال استشاري الجراحة بمستشفى أحمد ماهر د.عصام عبدالجليل، أن جراحات السمنة تطورت جدا في مصر في العشرون عاما الأخيرة ، مشيرا إلى ن التدريب الجراحي الكافي مهم جدا لتوفير عوامل الأمان في هذه الجراحات. ومن فرنسا علق د.جان مارك شيفالير على نتائج تحويل المعدة المصغر ، قائلا: "صحيح أنها طريقه أسهل في إجرائها عن تحويل المعدة العادي إلا أنها مازالت في طور التجارب والتعديل لتحسين نتائجها وتقليل مضاعفاتها".

 ومن السعودية تحدث رائد جراحات السمنة الفرطة د.وليد بخاري، مشيرا إلى أنه ابتكر أسلوب جراحي لإجراء تكميم المعدة في وقت أقل مع مضاعفات أقل مع تثبيت المعدة حتي لا يحدث لها دوران بعد الجراحة. 

وتحدث الدكتور هاني شهاب من جامعه القاهرة عن دور المناظير في علاج التسريب بعد هذه الجراحات، موضحا أن مناظير الجهاز الهضمي تلعب دور كبير حيث يمكن رتق التسريب باستعمال دبابيس خاصة ويمكن تركيب دعامات تساعد على التئام التسريب بدون تأثير على الجسم، كما ألقى محاضرة عن الأساليب الجديدة في علاج السمنة المفرطة بمنظار الجهاز الهضمي.