"محامي" بلا قلب!

المحاماة مهنة عرفها التاريخ وتسمى بـ"مهنة العظماء"، ولأنها من أشق المهن وأكثرها إرهاقاً للعقل والجسد، ورسالتها تحقيق العدالة، والوقوف بجانب المظلوم والأخذ بنصرة الضعيف دون أن يكون عبداً لأحد لكن كان لهذا المحام وضع آخر.
السطور التالية تروي فجيعة وجريمة تبرأ منها الشيطان وتقطر حروفها دم وحسرة ولوعة.
وتعود احداث الواقعة عندما اشتدت بالابن المحام الحاجة لتعاطي المخدرات، ذهب عقله وتحجر قلبه، ومن أين له بالمال، لبس عباءة إبليس، وتوجه إلى الأم التي نسي أنه كان حملًا في أحشاءها، وما كان يزيدها نموه إلا ثقلًا وضعفاً طالبا منها المال، إلا أنها نهرته ووبخته، بعدما اكتشفت قيامه ببيع بعض منقولات المنزل، وسرقة هاتفها المحمول من قبل، فقامت بطرده وقلبها يعتصر حزنا عليه.
أسودت الدنيا في عينيه، وانتابه إحساس بأن الحياة تلفظه، فعزم الأمر، وعاد إليها مسرعاً بعينين طافحتين شرًا، وحدثت مشادة كلامية بينهما هرولت على إثرها شقيقته التي ازدادت دقات قلبها وانطلقت صرخات من بين ثنايا فمها، عندما وقعت عيناها عليه وهو يجهز على أمه ممسكاً سكينا وسدد لها عدة طعنات متتالية سقطت على إثرها تنتفض كالطير المذبوح، ويمر العمر أمامها في لحظات وبلسان حال أيكون هذا جزاءها، ازدادت صرخات الشقيقة وعلت وما كان منه إلا أن باغتها أيضا بعدة طعنات أفقدتها توازنها وارتمت بجوار جثة أمها التي فارقت الحياة متأثرة بجراحها.
شاءت إرادة المولى أن يمتد الأجل بالشقيقة التي روت فجيعتها وبعدما تماثلت للشفاء، وفي أحشاءها ألم وغصة، ولتكون شاهدة نطقت بالصدق دون ريب أو ظن.
وقف المحام المتهم خلف القضبان الحديدية، بنظرات يشوبها ريبة، وبعقل هائم ينتظر قرار محكمة جنايات الإسكندرية التي يترأسها المستشار يسري عبد الرحمن محمد، وعضوية المستشارين، أحمد عبد الغني عمران، وسامح عبد الوهاب السيد، وأمانة سر وليد محمد محب.


حيث قضت بمعاقبته بالسجن المؤبد.