صدمة على فراش الزوجية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
 عندما خلق الله المرأة كي يهديها إلى الرجل اقتبس من القمر نوره، ومن الزهر عطره، ومن البحر عمقه، ومن الذهب بريقه، ومن الثعلب مكره، ومن الأفعى سمها، والنمر شراسته، لتكون نعمة ونقمة في وقت واحد.

قصة حب جمعت بين الزوجين، تأجج الحب بقلبه وأخذ يسابق الزمن لتجهيز وإعداد عش الزوجية، انصرف الأهل والأقارب مودعين العروسين بالزغاريد التي رجت أرجاء المنزل، متمنين لهم السعادة والاستقرار، تنفس الزوج الصعداء وكأنه الفاتح بعد تحقيق حلم العمر حيث الملكة التي أحبها لدرجة العشق يجمعه بها عش الزوجية.

هرول الزوج مسرعا تاركا غرفة النوم بعدما اكتشف بأنها ليست عذراء، ارتجفت أنامله ، وتقطعت أنفاسه، وازدادت دقات قلبه الذي كاد أن يخرج من بين ضلعيه، وتملكه شيطان في صدره لاينام، أثقلت رأسه بالتساؤلات وتراود مخيلته الذكريات فيما قبل الزواج حيث ابتسامتها التي كانت تضيء له الدنيا ترسم البراءة على وجهها، أصبحت كالظلام الدامس، فلم تجد أمامها غير مصارحته بالحقيقة المؤلمة، وباختصار شديد بأنها حامل أيضاً.

انهار فوق أقرب مقعد، اشتدت به الحيرة وعصفت بداخله قلق هائل جعله فريسة للأفكار ليبدو كريشة في مهب الريح وتهوى في خضم من التساؤلات الحائرة.

وبكلمات تفيض أسى وتقطر حرارة يروي لأمه مأساته التي طالبته بفضح أمرها، كتم غيظه وأصابه الصمم، واستأذن الأم لرغبته في النوم بالدور العلوي بشقة العائلة بعد أن اتخذ القرار.

وبقلب الأم تسلل القلق بداخلها وبعد فترة وجيزة توجهت إليه للاطمئنان عليه حتى وقعت المفاجأة على رأسها كالصاعقة، فالمشهد أكبر من تحمله حيث الابن العريس يتدلى جسده من أعلى الغرفة بعد أن قام بشنق نفسه ولقي حتفه متأثرا بجراحه.

وأمام المقدم إسلام سمير رئيس مباحث قسم شرطة كرداسة الذي انتقل على الفور، ذكرت الام في أقوالها بأن الابن، وعقب زواجه بعدة أيام أخبرها بان زوجته حامل، وعندما فوجىء بغضبها وضرورة أن يضع حلا، وإصرارها على أن يجري تحليلاً ربما يكون قد كانت هناك علاقة بينه وبين زوجته أثناء فترة الخطوبة إلا أنه رفض، وتوجه إلى الشقة بالدور العلوي، فوجدته معلقا بسقف الحجرة، ولفظ أنفاسه الأخيرة.

تم تحرير المحضر اللازم، وصرحت النيابة بدفن الجثة بعد العرض على الطب الشرعي، وتباشر التحقيقات.