9 أكتوبر موعد الحسم في انتخابات مدير عام اليونسكو..والعرابي: سنواصل عملنا لآخر لحظة

سبعة عشر يوما تفصلنا عن عقد انتخابات المدير العام الجديد لمنظمة اليونسكو بباريس..والتي يتنافس فيها تسعة مرشحين من مصر والصين وفرنسا وقطر ولبنان وفيتنام وآذربيچان والعراق وجواتيمالا.
وخلال الفترة الماضية قامت مصر من خلال أجهزتها المختلفة وفي مقدمتها قيادتها السياسية، بجهود كبيرة للترويج لمرشحة مصر لهذا المنصب الوزيرة مشيرة خطاب، وآخر هذه الجهود كان على هامش المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تعقد حاليا في نيويورك والتي شملت  لقاءات للرئيس ووزير الخارجية، كما تشارك مشيرة خطاب بتواجدها الحالي في نيويورك  منذ الأربعاء الماضي في لقاءات وزير الخارجية مع كبار المسئولين بالعالم.
وكان هذا الملف في مقدمة أية لقاءات مصرية مع المسئولين من دول العالم المختلفة خلال الفترة الماضية، سواء بالقاهرة أو في العواصم المختلفة، وبالفعل حصلت مصر على تأييد إفريقيا ومن السعودية والإمارات والبحرين، إلى جانب العديد من الدول، ومع ذلك فإن المدير العام  الجديد لليونسكو لا يمكن التكهن به، خاصة وأن هذه العملية تحكمها اعتبارات سياسية كما يقول السفير محمد العربي وزير الخارجية الأسبق ورئيس حملة دعم مرشحة مصر في انتخابات اليونسكو.
وقال العرابي إن هناك دول أعربت عن تأييدها لخطاب كتابة كالهند، ودول أخرى قالت شفهيا إنها مؤيدة، ومن الممكن أن تعلن هذا، ودول مؤيدة ولكنها ترغب في عدم الإعلان عن هذا الموقف لعدم إحراج مرشحي الدول الأخرى.
وأكد محمد العرابي أن هذه الانتخابات سياسية بالمعني الأهم، فالتصويت سري ولا يعلن فيه عن المؤيدين والرافضين، وإنما فقط الإعلان عن عدد الدول التي اختارت مرشح معين، ومن يقوم بالانتخاب مندوبي الدول في اليونسكو ولذلك فالمصاعب كثيرة.
وقال إنه زار دول كثيرة للترويج لخطاب مثل جنوب إفريقيا وموريشيوس وموزمبيق والجزائر وكوريا الجنوبية، وأن هذا الأسبوع سيتوجه إلى نيچيريا، وجزء مهم من هذه الجولات لتوجيه الشكر، إلى جانب تثبيت الالتزام بالتأييد لمرشحة مصر.
وأضاف أن الفترة الماضية شهدت تحركات للسفراء الأفارقة في كل دول العالم لإظهار القناعة والالتزام الإفريقي القوي بمرشحة القارة الإفريقيهة
وأكد العرابي أن أحد عناصر القوة للمرشحة المصرية، أنها المرشحة الوحيدة التي نالت تأييد قارتها، وقال "مرشحة فرنسا ليس لها تأييد أوربي ،ومرشح الصين لا يوجد قرار أسيوي بشأن ترشحه، والمرشحان العربيان كذلك.
وتابع  العرابي حديثه قائلا:"عملنا اللي علينا" وقمنا بجهد كبير ومنظم  حيث تقف الدولة المصرية بكاملها  وراء مرشحة مصر، وبدعم مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي  والذي يثير هذا الموضوع في كافة لقاءاته، ورئيس الوزراء الذي التقى بمشيرة خطاب، ووزير الخارجية ووزارات التعليم العالي والآثار والسياحة والطيران.
وقال "سنواصل عملنا لآخر لحظة حتى يوم 9 أكتوبر موعد الجولة الأولى للانتخابات، والتي أعتقد أنها ستعقد على مرحلتين لوجود تسعة مرشحين، وسيكون التنافس في المرحله الثانية بين مرشحتي مصر وفرنسا بإعتبارهما من أقوي المرشحين.  
وأعرب عن أمله أن تنال مصر هذا المنصب لتتحقق الفرحة الكبرى لمصر، مؤكدا أن مصر تستحق هذا فهي ضمير العالم ومنظمى اليونسكو تمثل ضمير العالم.
وقال "لا نتحدث في الترويج لخطاب عما تمتلكه مصر من آثار، وإنما نركز على التعليم والثقافة والعلوم، فالإرث الثقافي والحضاري لمصر ليس كله من الماضي، ففي مصر مشروعات مستقبلية في التعليم وأول اهتمامات اليونسكو التعليم والثقافة والعلوم والفنون.  
وأضاف المستشار أبو زيد  المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية، قائلا  إن ترشح  الوزيرة مشيرة خطاب  لمنصب مدير عام اليونسكو ملف مهم  ويجيء على قمة أولويات  الدبلوماسية  المصرية. 
وقال إن الرئيس  عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري، عقدا  لقاءات مهمة على هامش المشاركة المصرية في الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وخاصة مع أعضاء المجلس التنفيذي لليونسكو وهي الدول  التي ستصوت لاختيار المدير العام الجديد لليونسكو.  
وأكد أبوزيد أن هناك نقاط قوة لمرشحه مصر، فهي مرشحة مصر دولة  الحضارة والميراث  الثقافي الضخم،كما أن لمصر علاقة قوية وقديمة مع  اليونسكو، إلى جانب أنها إمراة وحاصلة على دعم إفريقي، ومرشحة عربية وإفريقية ومسلمة، كما أن قاعدة التناوب في هذا المنصب في صالح المنطقة العربية. 
وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أيضا إلى أن لخطاب قدراتها الخاصة، فقد عقدت لقاءات باليونسكو مع الأعضاء والمندوبين الدائمين، وقال "كل ما سمعناه من ممثلي الدول الأعضاء باليونسكو  يؤكد أن  قدرات مشيرة خطاب عالية ولديها رؤية لإصلاح المنظمة ودعم دورها".
وأكد أبو زيد، أن موقف خطاب  قوي والجوانب الموضوعية للترشح لمرشحة مصر حقيقية، وفي النهاية التصويت سري وسيعكس مواقف الدول في النهاية. 
يذكر أن خطاب قد حضرت قبل أيام الاحتفال الذي نظمته السفارة  المصرية في باريس بمتحف  "بيتي باليه"  بباريس، بمناسبة مرور 200 عام على اكتشاف معبد أبو سمبل الكبير، والذي جاء ضمن سلسلة فاعليات كبرى تنظمها مصر بمناسبة حلول المئوية الثانية على اكتشاف المعبد، فضلاً عن قرب حلول الذكرى الخمسون على إتمام عملية انقاذ معبدي أبو سمبل عام 1968 في اطار الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة، والتي تعد من المشروعات المحورية التي قادتها منظمة اليونسكو منذ نشأتها، واللبنة الأولى التي رسخت الدور الدولي الرائد للمنظمة في مجال حماية التراث العالمي مما أسفر لاحقاً عن تبني اتفاقية التراث العالمي عام 1972. 
    وقد  حضر  هذا الاحتفال عدد من الوزراء الفرنسيين الحاليين والسابقين ومنهم  فلورانس بارلي وزيرة الجيوش الفرنسيه ،وعدد كبير من السفراء الأجانب المعتمدين بفرنسا والمندوبين الدائمين لدى اليونسكو، ورموز الفن والثقافة والإعلام في المجتمع الفرنسي،وقد لاقى حضور  مشيرة خطاب  هذا الاحتفال اهتماماً كبيراً خاصه من المندوبين الدائمين لدى اليونسكو ومسئولي المنظمة، الذين حرصوا الإطلاع على رؤيتها لإدارة اليونسكو وآخر مستجدات حملتها الإنتخابية وذلك قبل أسابيع قليلة من انتخابات اليونسكو.