هل كذب ترامب في خطابه الأول بالأمم المتحدة؟

دونالد ترامب
دونالد ترامب
في كلمته الأولى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ72 تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الكثير من الموضوعات التي تأتي على قائمة أولوليات واشنطن.

ولفت "ترامب" الأنظار من خلال تصريحاته "غير الدبلوماسية" تجاه عدد من الدول والقضايا من ضمنها كوريا الشمالية، فنزويلا والاتفاق النووي مع إيران.

وخيّب ترامب مع بداية حديثه الصحف الأمريكية التي توقعت أن يكون أقل حدة بكثير مما ظهر عليه، أو بوصف آخر أكثر دبلوماسية وامتلاء بالدعوات السلمية للحوار، خاصة وأنه أول خطاباته بالأمم المتحدة، إلا إنه، على العكس، كان صداميًا بقدر كبير.

وقال ترامب في كلمته إن كل شىء في بلاده أصبح على مايرام منذ توليه السلطه، موضحًا "إن الأمور تسير بشكل جيد جدًا منذ تنصيبه رسميًا في يناير الماضي"، إلا إنه لم يوضح مزيد من التفاصيل حول مايقصد من "أمور بلاده" خاصة مع صعود الانتقادات ضده في الفترة الأخيرة وانخفاض عدد مؤيديه نتيجة لعدم تنفيذه لأي من وعوده الانتخابيه حتى الآن.

وعود ترامب

منذ ترشحه أمام منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، كانت وعود ترامب الانتخابية المتطرفة هي أكثر ما لفت الأنظار إليه، الأمر الذي أدى لتقسيم الرأي العام الأمريكي إلى نصفين، الأول تمثل في دعم كبير للمرشح الجمهوري نتيجة أفكار بأنه سيأتي بالأجندة السياسية التي ستخلص البلاد من إخفاقات الديمقراطيين السابقة، والنصف الأخر الذي روجت له وسائل الإعلام الأمريكية وقتها كثيرًا هو ما كان يراه شخص عنصري لا يملك أي خبرة سياسية ولا يصلح لتولي منصب الرئاسة.

وتضمنت قائمة وعود ترامب، "إلغاء الاتفاق النووي الإيراني الذي أكد خلال مناظراته مع هيلاري أنه كان أحد أكبر الأخطاء الكارثية التي ارتكبها الرئيس السابق باراك أوباما خلال فترة حكمه؛ بناء سور كبير على الحدود الأمريكية المكسيكية، منع دخول اللاجئين السوريين قائلا أن الإرهابيين يختبئون بينهم ويتخذون من اللجوء فرصة لتنفيذ عمليات إرهابية داخل البلاد."

وأكد ترامب في خطاباته أنه سيمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة تمامًا، وسيعمل على ترحيلهم من داخل البلاد، وأكد أنه عقب فوزه سيضع خطة للقضاء على تنظيم داعش في 30 يوم تمامًا، وهدد منافسته أكثر من مرة أنه سيضعها بالسجن.

إلا إن كل تلك الوعود في الحقيقة، وبعد مرور ما يقرب من 9 أشهر على تولي ترامب الحكم،.. لم تتحقق. 

إخفاقات متلاحقة

وفي تصريحات لـ"بوابة أخبار اليوم" قالت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، نورهان الشيخ، إن ترامب مصاب بالكثير من الإخفاقات التي بدأت منذ توليه منصب الرئاسة، خاصة أن كل ما طرحه على مدار الفترة الماضية لم يجد أي نجاح.

وأكدت الشيخ أن ترامب يبحث حاليًا عن أي نجاح مهما كان يستطيع التحدث عنه، حتى يظهر أنه نجح ولو في واحدة من الملفات على الأقل.

كلمة ترامب الأولى في الأمم المتحدة

كان ترامب قد هاجم خلال كلمته الأولى أمام  الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ72 كلا من إيران، كوريا الشمالية، فنزويلا، والرئيس السوري بشار الأسد.

وأعلن ترامب في خطابه عن أن واشنطن "مستعدة لتدمير كوريا الشمالية إذا اضطرت إلى ذلك في سبيل الدفاع عن النفس".

وأضاف أن عدوه الأول، زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، مارس فظائع بحق شعبه من تجويع وقتل وقمع، ونفذ أعمالا إرهابية مخيفة كقتل شقيقه الديكتاتور في مطار دولي. 

وفيما يخص الوضع في فنزويلا، أكد ترامب أن حكومته مستعده لاتخاذ خطوات إضافية بشأن الوضع في فنزويلا خاصة لما يخص الحقوق والحريات الديمقراطية والسياسية في البلاد.

وتابع قائلا، "لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي، بصفتنا دولة جارة، يجب أن يكون لدينا هدف للفنزويليين، وهو أن يستعيدوا حريتهم ويعيدوا وضع بلدهم على الطريق ويعودوا إلى الديمقراطية".