السيسي يشارك في الأمم المتحدة برصيد كبير من الانجازات واقتحام المشكلات





يشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، في اجتماعات الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تعقد تحت شعار "محورية الإنسان لتحقيق السلام والعيش الكريم للجميع على كوكب مستدام"، وذلك للمرة الرابعة على التوالي منذ ثورة 30 يونيو التي قادها، وسيتوقف أمامها الدارسون والباحثون كثيرا بالدراسة والتحليل .
وسيلقي الرئيس بيان مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، يستعرض خلاله رؤيتها لمجمل أوضاع المجتمع الدولي وكيفية إرساء دعائم السلام والاستقرار في العالم ، وسيتطرق لعرض المواقف المصرية إزاء القضايا الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط وجهود مكافحة الإرهاب.
وتمثل مشاركة الرئيس هذه المرة في مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة تواصلا لمشاركاته السابقة في فعالياتها والتى كان من أبرزها الدورة الـ69 للجمعية العامة فى 24 سبتمبر 2014 ، والتي عقدت عقب توليه رئاسة مصر ، ثم الدورة الـ71 التي عقدت فى شهر سبتمبر من العام الماضي وترأس خلالها اجتماع مجلس الأمن والسلم الإفريقي ، حيث شارك الرؤساء الأفارقة في الاجتماع المعني بتغير المناخ .
والمراقب لمشاركات الرئيس السيسى في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يتأكد من حرصه منذ المشاركة الأولى له فى هذا المحفل الدولي على ترسيخ علاقات دولية أكثر توازنا بين مصر و كافة دول العالم ، والانفتاح على دول جديدة في السياسة الخارجية لمصر ، وتعزيز التعاون الاقتصادي وجذب استثمارات جديدة للقطاع الاقتصادي المصري .
وتتميز مشاركة الرئيس السيسي هذه المرة فى الاجتماعات السنوية الدورية التى تعقدها الأمم المتحدة فى شهر سبتمبر من كل عام ، بأنه يحمل رصيد كبير من الانجاز و اقتحام المشكلات ، ولعل الملف الاقتصادي خير دليل على ذلك ، حيث يشهد على جرأته فى اتخاذ القرار والدخول فى مواجهة حاسمة مع أوضاع الاقتصاد المصري وهو إجراء تم إرجائه منذ عقود بما يمكن وصفه بمرحلة الحل الجذري لمشكلات تراكمت عبر السنين .
كما تتزامن مشاركته مع ما حققته مصر من جهود للتنمية لايمكن لعين منصفة ان تخطأها سواء من حيث الادارة السياسية للاصلاح او تحسن مؤشر الاقتصاد او تحسين بيئة الاستثمار وتشجيع القطاع الخاص المحلي والاجنبى على ضخ مزيد من الاستثمارات وتوفير فرص عمل جديدة ورفع معدلات النمو الاقتصادي بالاضافة الى رفض التطرف والارهاب والاصرار على الحفاظ على هوية مصر كما صاغها الزمن على مر القرون ، وطن لجميع ابنائه دون تمييز او تفرقة وحصن منيع فى المنطقة ضد الفوضى والدمار ، فمصر دولة شرق اوسطية محورية مركزية تكافح الارهاب امنيا وفكريا ، ودعا رئيسها منذ اكثر من عامين الى تجديد الخطاب الديني وحرص على رعاية الاقباط .
لقاءات الرئيس ونشاطاته على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة كزعيم مصر ، وجدول اعماله الحافل بلقاءات مع العديد من القادة والزعماء ، وابرزهم الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، يقدم للعالم صورة منصفة عن سعي مصر وجهودها المتعددة للاستقرار والتنمية والحفاظ على السلام والامن الاقليمي والعالمي وعاملا ايجابيا لجذب الاستثمارات وتنمية الشراكة مع الكيانات والدول المتقدمة اقتصاديا بما يحقق النموذج المأمول فى رفع معدلات التنمية والعدالة الاجتماعية بخبرات وإدارة تدفع بالاقتصاد العالمي الى طريق الرخاء والانجازات .
فقد نجحت مصر خلال سنوات قليلة فى التشبيك مع المجتمع الاقليمي والدولي ، وهو قدر لها وليس خيارا امامها ، فهذا ما يحتمه عليها دورها كدولة محورية فى المنطقة ، و يجبرها على الانفتاح على العالم ، وأن يكون لها دور قوي من الناحية الاقليمية والدولية ، وهذا من اهم سمات الدول المحورية حيث سيتسع الدور المصري خلال السنوات القليلة القادمة فى ملفات متعددة تستوجب بناء علاقات قوية مع كافة الدول .
واليوم يشارك الرئيس السيسى فى تلك الاجتماعات حاملا عددا كبيرا من الملفات السياسية والاقتصادية ، وجميعها تقوم على اساس الاستقلالية وحرية القرار لا التبعية ، يلي ذلك فى الاهمية ملف الارهاب ومواجهة الجماعات التكفيرية والارهابية التى سعت فى المنطقة فسادا وتخريبا وتقتيلا وتشريدا لاهلها ، وما تبذله مصر فى محاربة الارهاب ودحر الارهابيين ، حيث سيحتل ملف الارهاب ومكافحة التنظيمات الارهابية فى العالم جانبا كبيرا من مناقشات الجمعية العامة للامم المتحدة خاصة وأن شعار دورتها الحالية "على الشعوب السعي الى تحقيق السلام والحياة الكريمة للجميع" ، بالاضافة الى المناقشات الثنائية الجانبية التى سيجريها الرئيس السيسي على هامش اجتماعات هذه الدورة فى إطار الجهود المصرية لتكوين جبهة عريضة لمواجهة موجات العنف الدامي التى تحاول تطويق المنطقة من كل اتجاه حيث تحارب مصر الارهاب فى سيناء ، ورغم استمرار احداث العنف والعمليات الارهابية ، إلا ان القوات المسلحة احرزت إنجازات ملموسة فى الفترة الماضية .
واستطاعت مصر خلال السنوات الثلاث الماضية تأمين حدودها بصورة كبيرة ولديها الادراك العميق على الرغم من كل الثغرات التى تجري وعمليات التسلل والهجرة غير الشرعية وتدفق اللاجئين والافارقة عبر الحدود .
تجديد الدعوة لرئيس مصر للمشاركة فى اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة يؤكد أن مصر نجحت فى استعادة دورها الدولي عبر عدة طرق اهمها الدبلوماسية الرئاسية المتمثلة فى جهود الرئيس واداء المؤسسات والاجهزة السيادية والتى ادت دورا متميزا واداء مهنيا ، وحققت نجاحات على ارض الواقع كان من اهمها عودة مصر لمجلس الامن فى اكتوبر 2015 بشغلها المقعد غير الدائم لعامى 2016/2017 والذى اعاد تقديم مصر للواجهة الدولية مرة اخرى مؤكدا قوة مصر واستطاعتها على ممارسة دورها الاقليمى والدولي ، فبعد تحولات كبيرة لنظرة العالم لمصر خلال السنوات الاخيرة ، زادت قوة العلاقات مع القوى الدولية خاصة مع الولايات المتحدة الامريكية التى تحول موقفها من العداء فى عهد إدارة اوباما الى علاقات استراتيجية وطيدة فى عهد دونالد ترامب الذى ربطته علاقات شخصية مميزة بالرئيس السيسى .