الطفلة «رودينا».. اغتالتها يد الإهمال في شرم الشيخ.. ووالدتها: مش حسيب حقها «صور وفيديو»

أم الضحية
أم الضحية
أشخاص تحجرت قلوبهم.. وافتقدوا أبسط معاني الرحمة، تخلوا عن روح الشجاعة في مقابل الإنسانية التي تتجلى في اسمي معانيها في هيئة ملاك بريء.. «طفلة» لم تتجاوز السادسة من عمرها كان كل ذنبها أنها أرادت أن تمارس حقها في السعادة وبمنتهى البراءة.

من داخل حمام سباحة يبلغ عمقه 60 سنتمترًا، لفظت «رودينا» ابنة الست سنوات، أنفاسها الأخيرة، بعبارات يملؤها الحزن والآسي قالت والدة رودينا «اليوم نحتفل بعيد ميلادها وكأنها معي في حضن قلبي»، فعلى مدار 5 سنوات كنا كل عام نحضر لها الحلوى والشموع، ونبدأ في الاحتفال بذكرى ميلادها وسط فرحة من الأهل وأخوتها، واليوم سوف نحتفل أيضا بعيد ميلادها لأنها لم تفارقنا بل تعيش معنا بروحها».

روت الأم المكلومة الحكاية قائلة: «ذهبت مع رودينا وشقيقيها ووالدتي إلى أحد الفنادق الفاخرة بشرم الشيخ، لنقضي إجازة الصيف، وبالفعل جهزنا الأغراض، وفي أول ليلة كانت المأساة والنكبة، عندما أرادت طفلتي الذهاب إلى حمام سباحة للأطفال، داخل الفندق في البداية كنت أخشى عليها، ولكن سرعان ما أطمئن قلبي عندما رأيت 5 منقذين أمام الحمام، فطلبت منها الجلوس على سلم الحمام، وبينما أتفقد شقيقتيها، فجأة لم أجدها على السلم، ووجدتها في الحمام تغمرها المياه من كل جانب».

وتابعت والدة الطفلة: «لم يكن مني سوى أن أطلقت صرخات مدوية، تجمع على إثرها كل من في الفندق، وبدأت في التوسل لرجال الإنقاذ الذين يحيطون بحمام السباحة من كل الجوانب، فلم أجد منهم سوى قلوب قاسية، انعدمت فيها صفة المروءة والإنسانية، فبدأوا يتشاورون أيهما ينزل وينقذها، ونزلت أنا وكلي خوف وتوتر فبدأت تتحرك مشاعرهم الباردة وأخرجوها إلى السطح».

أما جدة الطفلة فقالت: «رودينا كان فيها الروح، لما طلعت من الحمام، كل ما كانت تحتاج إليه الإسعافات الأولية وسرعة إخراج المياه من رئتيها، فأخذتها على يدي، وبدأت أتوسل إلى المنقذين لإسعافها، لكن دون جدوى، فلم يفعلوا شيئا وتركوها، فبدأ ينصحني نزلاء الفندق في الذهاب بها إلي العيادة الداخلية بالفندق، وبخطوات سريعة وقلبي منقبض أخذت الطفلة إلي العيادة وكانت المأساة الأخرى؛ عندما صعدنا إلى العيادة، لم أجد سوى لافتة "نعمل على مدار 24 ساعة"، فتبسمت وبدأت أقرع الباب، لكن المفاجأة كانت في أن العيادة مجرد «خرابة» لا يوجد بها أحد ومغلقة على مدار اليوم.

دقائق صعبة عاشتها والدة الضحية، وفي عينيها أنهار من الدموع، حيث قالت: لم أجد من يلقي يد العون والمساعدة في إنقاذ طفلتي من الموت، ضممتها إلى أحضاني وجريت بها، إلى أقرب مستشفى تبعد عن الفندق، بمسافة ساعة، لم تتحمل الطفلة الماء في رئتيها وظلت تنازع الموت حتى توفيت داخل السيارة قبل أن أصل بها إلى المستشفى لعمل الإسعافات اللازمة لها.

وذكرت: بمجرد وصولي إلى المستشفي، ظننت أني بذلك قد أنجيتها من الموت المحيط بها، لكن كان الخبر المفزع في خروج الدكتور من غرفة العناية المركزة قائلا: البقاء لله"، كانت العبارة كالصاعقة التي أصابتني فلم أكن أدرك أني سوف أفقدها، في تلك اللحظة لم أعرف كيف أبكي وأحزن على طفلتي.

وتابعت: لم أتمالك أعصابي وذهبت إلى قسم الشرطة التابع للمدينة، وحررت محضرا ضد صاحب الفندق وفريق الإنقاذ، حمل رقم 698 لسنة 2017، جنح ثان شرم الشيخ، وتم تحديد جلسة عاجلة يوم 17 أكتوبر المقبل لنظر القضية.

وقالت الأم: "عايزة حق بنتي.. أنا رفضت ربع مليون جنيه فدية لبنتي، من ملاك الفندق، ايه قيمة الفلوس وبنتي راحت، سؤال أختها بيقتلني لما بتقولي: نفسي أشوف رودينا، مش قادرة أقولها إن رودينا خلاص.. ماتت".