ياسر عبد العزيز يكتب.. "عصا العز" في اﻷهلي والزمالك!!

لقد قيل فيمن يسرف في استخدام سلطاته ويتمادى في عناده : "عصا العز لا تومي بها كل ساعة ..خطرا على عيال النسا يكسرونها " وقيل فى أمثالنا الشعبية أيضا : "افزع بعصا العز.. ولا تكسرها ".
وفي الفترة الماضية شهدت الساحة الرياضية نموذجين متناقضين بالجمعيات العمومية التى بدأت التجهيز للانتخابات بأنديتها ، وصاغت لوائحها طبقا لقانون الرياضة الجديد .
النموذج اﻷول .. الأندية كلها مجتمعة يتقدمها الزمالك ، امتثلت لقانون الدولة ولوائحه وعقدت جمعياتها على يوم واحد فقط ، وغالبيتها نجحت فى اكمال النصاب القانونى وصنعت لنفسها لائحة داخلية مدعومة بإرادة أعضائها .
النموذج الثانى .. كان للأهلى فقط دون غيره .. هو  الوحيد الذى بدا فى جبهة المعارضة والتمرد  بسبب عناد واصرار رئيس النادى محمود طاهر ﻷسباب يراها هو أنها فى مصلحة ناديه ، عقد اﻷهلى عموميته على يومين وخالف اللوائح وناهض قانون الدولة .
وكان منطقيا أن تدافع الدولة عن قانونها الرياضى ، فأعلنت اللجنة اﻷولمبية المصرية برئاسة المهندس هشام حطب ، بطلان عمومية الأهلى لمخالفتها للوائح والقانون ، وهنا هاجت وماجت الدنيا وبدأ اﻷهلى الدخول فى مرحلة الصراخ والعويل ملوحا بشكوى مصر للخارج واللجوء الى الجهات الدولية الرياضية ، وكأنه لا يعلم أن القانون خرج بمباركة من الجهات الدولية واللجنة الثلاثية المصرية لخارطة الطريق .
بالمناسبة أنا لا أدافع عن قانون الرياضة ، الذى خرج للنور بنظرية "فرض الارادة " ولست ضد اﻷهلى فى موقفه وحيثيات رفضه للقانون ولائحته ، لكننى أتساءل أين كان اﻷهلى وقت صياغة اللوائح وتجهيز القانون ؟! ولماذا انتظر كل هذه الفترة لتوجيه صرخة فى وجه الوطن  ليس وقتها على الاطلاق ، خاصة وأن مصر تمر بمرحلة استثنائية وتحتاج الدعم من كل مؤسسات الدولة فما بالك باﻷهلى وشعبيته وجمهوره ؟!
فى تخيلى أن اﻷهلى الذى اعتاد على الانضباط باللوائح والقانون ، فزع بعصا العز ولكنه مع اﻷسف كسرها ، عكس غريمه الزمالك الذى تألق رئيسه المستشار مرتضى منصور وسجل حضورا وطنيا بعموميته الراقية والقياسية ، وأكد بشعبيته الغفيرة أنه رجل دولة ، بعدما فزع بعصا عزته ، واستكمل عموميته ، وأنجز لائحته ، ونال اشادة الدولة متمثلة فى الوزارة واللجنة الاولمبية .
الفارق بين الاهلى والزمالك ..أن محمود طاهر مرعوب من منافسه المحتمل على رئاسة النادى اﻷسطورة الخطيب ، ويخشى غضب عموميته إذا ما فكر فى خوض انتخابات اﻷهلى على لائحة رفضها ؛ بينما مرتضى منصور واثق الخطوة يمشى بطلا ، ولا يرى منافسا حقيقا  له بالزمالك  حتى اﻵن  !!
وعن عورات القانون الجديد لنا لقاءات كثيرة فى وقت لاحق .