«تعذيب وإهمال وقتل»..

الوجه الآخر لسيدات فقدن أمومتهن.. خبراء نفسيون: لهن ميول سادية والضغوط الاقتصادية سبب رئيسي للمشكلة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
أمهات فقدن إحساسهن بالرحمة.. وتناسين أنهن الملاذ والملاك الحارس، والسند في كثير من الأحيان لأطفالهن.. تغلفن بالقسوة وارتدين عباءة الإجرام في أعتى صوره، حتى بات الأمر ظاهرة تعكس حجم الخلل الذي وصلت إليه العديد من الأسر المصرية التي قوامها في الأساس «أم» تناست أن الجنة تحت أقدامها.

في سياق التقرير التالي ترصد بوابة أخبار اليوم أبرز جرائم تعذيب أمهات لأطفالهن، وآراء خبراء علم النفس، والاجتماع فيما وصلت إليه بعضهن.
 
تحرق نجلها بسبب «شقاوته»

لم يتخيل الطفل ابن الـ5 سنوات في القليوبية أن تتحول ابتسامته إلى صراخ وبكاء دائم من كثرة الآلام التي أصابته بعد أن تجردت والدته وزوجها الثاني، من الرحمة والإنسانية، واعتديا عليه بالضرب المبرح لدرجة التعذيب وحرقاه بمناطق حساسة في جسده، ثم خلعا أظافره بقصد تأديب الطفل بزعم أن الطفل كان كثير الحركة واللعب والشغب داخل المنزل، وأنه سببا في تعكر صفو الأم وزوجها في العلاقة الحميمة مما دفعهما إلى الانتقام منه. 

تحرر عن الواقعة المحضر رقم 8634 إداري مركز الخانكة لسنة 2017.
 
تعذب ابنتها إرضاءً لزوجها الثاني

واستكمالاً لمسلسل التعذيب، حيث وقعت إحدى الجرائم البشعة بمحافظة الشرقية، وتحديدا في منيا القمح، حيث تجردت «أم» من مشاعر الانسانية والرحمة، وقامت بتعذيب ابنتها "4 سنوات" من زوجها الأول هي وزوجها الثاني، وكانت تقوم بلسعها في جسدها وتقطيع شعرها وصفعها على وجهها وكيها بالنار إرضاءً لزوجها، وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 7389 جنح منيا القمح.


تقتل ابنتها بسبب 100 جنيه بالمنيا

في المنيا تجردت أرملة من مشاعر الأمومة بعد قيامها بتعذيب طفلتها الكبرى 11 سنة، والصغرى 8 سنوات عن طريق الضرب، باستخدام خرطوم مياه وقطعة خشب، ومنعت عنهما الطعام والشراب عقابا لهما على اختفاء مبلغ 100 جنيه، حيث قامت بنقلهما إلى المستشفى العام مدعية أن سيارة صدمتهما، بينما كشفت معاينة مفتش الصحة زيف إدعاء الأم لوجود إصابات تشير إلى تعرضهم للضرب المبرح والتعذيب.
 
تحرر عن الواقعة، المحضر رقم 8047 لسنة 2017 جنح قسم شرطة المنيا.
 
تحرق ابنتها لإفشائها أسرار المنزل

حلقة جديدة من مسلسل «جبروت الأمهات» شهدته مدينة السلام مؤخرا، حيث أقدمت «أم» على تعذيب ابنتها «4 سنوات» بسبب تبولها على نفسها وإفشائها لأسرار المنزل للجيران، وأحرقت الأم الطفلة في أماكن حساسة بـ«مكواة وسكين ساخن»، حيث تم القبض على السيدة، وأمرت نيابة السلام، برئاسة المستشار وائل مهدي، بحبسها .
 
التنشئة الخاطئة وانحدار الأخلاق

من جانبه قال د. محمد مزيد أستاذ علم النفس، في تصريحات لبوابة أخبار اليوم، إن التنشئة الاجتماعية هي المسئولة عن اكتساب القيم والسلوكيات الصحيحة وهى الدائرة الأولى التي تؤثر على سلوكياتنا في المستقبل، لذلك السبب أن الأم التي يوجد لديها ميول لضرب وتعذيب أطفالها يتبين لنا بأنها نشأت، وتربت تربية خاطئة، ثانيا من الممكن أن تكون الأم لديها ميول لـ"السادية" التلذذ بتعذيب الآخرين.


وأضاف أن لديها شخصية عدوانية ولديها اضطرابات نفسية، كذلك الضغوط الاجتماعية والاقتصادية تلعب دورا كبيرا فنحن في مجتمع ذكوري من الدرجة الأولى يحمّل الأم أو المرأة أكثر من طاقتها وبالتالي أنها ستقوم بالتنفيس عن نفسها بالطرق الخاطئة، كذلك الإعلام وما يبثه من مسلسلات وأفلام هابطة تحض على الابتذال والإسفاف والإيحاءات الجنسية، وهذه الأشياء جميعا  يتأثر بها الأم والأب والأبناء معاً، ونصيحتي للأم إنها إذا كانت تعانى من اضطراب نفسي أو مشكلة نفسية  أن تذهب إلى معالج نفسي وأن تتوخى الحذر وتتقي الله في تربية أطفالها وتحاول أن تكون رفيقة بهم.
 
تأهيل نفسي

وأشارت د. وفاء شلبي، أستاذ علم النفس التربوي، إلى أن حالات قتل الأمهات لأطفالهن تعتبر حالات فردية وليست ظاهرة، فالأم ربنا كرمها ووصفها في القرآن، والأمومة نزعة فطرية ولها صفات خاصة أنعم الله بها عليها، فمن الممكن أن تكون الأم خلال تلك اللحظات لديها حالة من اللاوعي  أو  لديها مشاكل نفسية أو اجتماعية أو أنها تتعاطى أي نوع من أنواع المخدرات أو أنها تكون مرت بتجارب نفسية سيئة، أو قتلت طفلها أو تركته نتاج علاقة غير شرعية فالمرأة تخاف الفضيحة أكثر من الموت، أو أنها تحتاج إلى علاج نفسي، ويجب أن يكون هناك برامج تأهيل للآباء والأمهات لمعرفة معلومات خصبة عن تربية أبنائهم بعد الزواج والتوعية بكيفية التعامل معهم.


الأزمات الاقتصادية التي تعيشها الأسرة

من جانبه أوضح د. جمال فيرويز، أستاذ الطب النفسي، أن كثرة الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية التي تعشيها الأم أو المواطن المصري أدت إلى حدوث حالة من الإحباط ظهرت لدى البعض في صورة عصبية وضيق وارتكاب جرائم بشعة دون وعي، مضيفا أن ظاهرة تعذيب الأم لأطفالها سببه انحدار ثقافي وتربوي، ولا يمكن أن نطلق كلمة "أم" على من تقوم بتعذيب أو قتل أطفالها.