«واشنطن بوست» ترصد ردود الفعل العالمية تجاه الحرب الكلامية بين واشنطن وبيونج يانج

ترامب و كيم كونج أون
ترامب و كيم كونج أون
 
  رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الصادرة السبت 12 أغسطس، ردود الفعل العالمية تجاه الحرب الكلامية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، والتي تصاعدت الثلاثاء  8 أغسطس، بعد تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن بيونج يانج سوف تتعرض للـ"النار والغضب" إذا ما استمرت في استفزازاتها.
واستهلت الصحيفة تقريرا لها في هذا الشأن بثته على موقعها الالكتروني بقول إنه على الرغم من حرص المسئولين الأمريكيين على تهدئة الرأي العام، إلا أن الرئيس لم يفعل شيئا يذكر في هذا النحو، بل وأعلن أيضا الخميس 10 أغسطس، أن إدارته تعيد النظر في خياراتها وأن الجيش مستعد لخوض معركة جديدة.
وعن ردود فعل دول العالم، قالت الصحيفة "إن الصين كانت تحاول في الماضي لعب دور الوسيط بين الجانبين، من خلال الحث على ضبط النفس والحذر. إلا أن بكين خرجت يوم أمس لتعلن بشكل لا لبس فيه بأنها لن تتحرك للدفاع عن الشمال إذا ما حاولت الأخيرة شن ضربة وقائية ضد الولايات المتحدة".
وأبرزت الصحيفة تعليقات وسائل الإعلام الرسمية بالصين حول هذا الأمر؛ حيث قالت صحيفة "جلوبال تايمز" المملوكة للدولة إنه في حال أطلقت كوريا الشمالية الصواريخ التي تهدد الأراضي الأمريكية أو حلفاء واشنطن في المنطقة، فإن الصين سوف تقف على الحياد .. وإذا ما شنت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ضربات وحاولتا إسقاط النظام في بيونج يانج؛ ومن ثم تغيير النمط السياسي في شبه الجزيرة الكورية، فإن بكين سوف تمنعهما من فعل ذلك.
وبالنسبة إلى اليابان، أشارت الصحيفة إلى أن رئيس وزرائها شينزو آبي لطالما حث على تبني نهج أكثر صرامة مع كوريا الشمالية، ودعا إلى تقوية الجيش الياباني ونظامه الدفاعي، فضلا عن إعلانه قبل أيام تأييده الكامل لإستراتيجية الرئيس الأمريكي في التعامل مع الشمال.
وأوضحت الصحيفة أن النخبة في طوكيو ربما لا تتفق مع آبي في رأيه، حيث قال توبياس هاريس، وهو محلل سياسي في مركز تينيو الاستخباراتي:" إنه في حال بدت واشنطن عازمة على اتخاذ سلسلة من الإجراءات التي من شأنها تصعيد الموقف في آسيا، وإذا لم يستخدم آبي علاقته مع ترامب لتصحيح المسار، فإنه من السهل للغاية تصور أنه سيكون هناك ثمن محلي سوف يدفع عند اضطراب الأوضاع في المنطقة".
أما عن التعليقات في كوريا الجنوبية، أفادت الصحيفة بأن مستشار الأمن القومي هناك أعلن يوم أمس أنه تواصل مع نظيره الأمريكي الذي أكد له أن بلاده لن تفعل أي شيء من شأنه إلحاق الضرر بالجنوب.
وفي روسيا، قال وزير الخارجية سيرجي لافروف يوم أمس إن بلاده لن تقبل بامتلاك الشمال لأسلحة نووية، لكنه ألقى باللوم في تصاعد التوترات مؤخرا على كل من الولايات المتحدة والنظام في بيونج يانج، وقال إن الأيام الأخيرة شهدت "كمية هائلة" من "الخطابات العدائية" من كلا الجانبين.
ودعا لافروف إلى تبني وجهة نظر روسيا والصين في حل الأزمة، من خلال "خطة ذكية" تقضي بأن تجمد الشمال اختباراتها النووية مقابل توقف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عن إقامة المناورات الثنائية واسعة النطاق.
وفي برلين، أشارت "واشنطن بوست" إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وصفت تصعيد الحرب الكلامية بين الجانبين بـ"الاجابة الخاطئة". وتعهدت بأن تدعم بلدها "الحلول غير العسكرية"، وقالت "إنني لا أرى حلا عسكريا للصراع، بل أرى ضرورة تكثيف العمل داخل مجلس الأمن الدولي وتعزيز التعاون بين الدول المعنية، لاسيما الولايات المتحدة والصين".
وأخيرا، أبرزت الصحيفة الأمريكية أن المسئولين البريطانيين دعوا الولايات المتحدة إلى التراجع عن الخطاب العدائي، حيث قال نائب رئيسة الحكومة داميان جرين إن من مصلحة بريطانيا تجنب الحرب بين كلا الجانبين /واشنطن وبيونج يانج/، داعيا ترامب إلى "التعقل" والتعاون مع الأمم المتحدة قبل اتخاذ أي فعل عسكري.