مصابو حادث تصادم قطاري الإسكندرية: «موظف التحويلة السبب»

وجوه شاحبة تنظر من خلف النوافذ أملا في شفاء ذويهم المتراصين في المستشفيات؛ قلوبهم معلقة إلى السماء والدعوات تتعالي يا رب اشفيهم ورجعهم لنا.. هذا هو الحال في المستشفي الأميري الجامعي بالإسكندرية بعد وصول عشرات المصابين جراء حادث تصادم القطارين بمنطقة خورشيد بمدخل مدينة الإسكندرية.
ففي داخل مبني الاستقبال، احتشد العشرات من الأهالي متعالية أصواتهم بحثا عن طوق نجاه ينقذ أبنائهم وأشقائهم فيما يعكف الأطباء على إسعاف المصابين.
داخل إحدى الغرف يرقد وليد أحمد حمزة، مرددا: "الحمد لله ربنا نجاني من الموت بأعجوبة وهقدر أرجع لأهلي تاني"، لافتا إلى أنه كان في زيارة لشقيقه في التجنيد بمحافظة الشرقية وفي العودة استقل القطار القادم من مدينة بورسعيد متجها إلى محافظة الإسكندرية.
وقال: "القطار وقف بينا فجأة قبل ما ندخل الإسكندرية حوالي 20 دقيقة وبصينا لقينا في قطار تاني خبط فينا ومن ساعتها محستش بنفسي إلا وأنا في المستشفي"، مضيفا: "الحمد لله أني طلعت سليم من الحادث مفيش غير إصابات وكدمات في الوجه ".
جواره يرقد عبد المحسن عثمان الذي كان يستقل القطار القادم من محافظة القاهرة وكان في مهمة عمل حيث يشير إلي أنهم خرجوا من القاهرة دون أي مشاكل وكان القطار في سرعته الطبيعية وفجأة وقع الحادث.
وأضاف: "حاولت أنزل من شباك القطار وأساعد الناس في العربات الأخرى حيث أنني أخف إصابة منهم والحمد لله إني طلعت من الحادث دا والسبب موظف التحويلة لأنه أعطي إشارة باستمرار القطار ولم ينبه السائق أن هناك قطار أمامهم".
أما سعد حسني، فكان يرقد متألما من الإصابة التي ألمت بظهره بينما تحاول زوجته أن تخفف عنه آلامه، ويقول: "أنا كنت جي الشغل بتاعي في الإسكندرية وأنا اسكن في محافظة البحيرة وكل يوم بروح وأجي في القطار القادم من محافظة بورسعيد".
وأضاف: "القطار انتظر حوالي ثلث ساعة ثم فجأة اصطدم بنا قطار أخر ولم أرى أي شئ إلا وأنا راقد هنا في المستشفي والحمد لله إني هرجع لأولادي تاني".
وفي مبني الاستقبال يرقد الطفل كريم محمد عبد الوهاب، 10 سنوات، احد المصابين، والذي قال: "إنه كان يستقل القطار بصحبة والدته وأشقائه ولكنه لم يجدهم بعد الحادث".
وأضاف الطفل: "كنا عائدين للإسكندرية أنا ووالدتي وأشقائي وفجأة وقع التصادم ووسط الفزع والرعب لم أجد إخوتي وأنا ارقد الآن في المستشفي".
الأهالي انتابتهم حالة من الغضب بسبب ما أسموه بتعسف الإدارة معهم لعدم رؤية ذويهم، حيث احتشدوا بالعشرات داخل طرقات المبني، فيما يخضع ذويهم للرعاية، واشتبك الأهالي مع الأمن بالمستشفي بعد رفضهم الدخول.
بدوره قال الدكتور أحمد عثمان عميد كلية الطب بالإسكندرية، إن المستشفيات الجامعية استقبلت 43 مصابا بالإضافة إلي حالتين توفوا قبل دخولهم المستشفي وتم تحويلهم إلي مشرحة كوم الدكة، لافتا إلي أنه تم تشكيل فريق طبي من كافة التخصصات في كل مستشفي من المستشفيات الجامعية.
وأضاف أن مستشفي سموحة للطوارئ استقبل 29 حالة ما بين كسور ورضوض وسحجات وسوف تتلقي العلاج ويصرح لهم بالخروج، بالإضافة إلى حالات مصابة تحتاج إلى تدخل جراحات مخ وأعصاب وحالات أوعية دموية حيث تم إجراء عملية بتر لثلاث حالات.
من جانبه، قال الدكتور طارق خليفة مدير المستشفي الأميري بالإسكندرية، إن الحالات المتواجدة بالمستشفي تتلقي الرعاية الكاملة حيث أنه منذ وقوع الحادث أعلنت حالة الطوارئ بالمستشفي وتم الاستدعاء جميع الأطباء في جميع التخصصات.
وأضاف أنه تم توفير جميع فصائل الدم المختلفة للمصابين حيث تم استقبال 30 حالة بسيارات الإسعاف حالتهم كسور وسحجات وكدمات وجراحات مخ وأعصاب، مشيرا إلى أن سيارات الإسعاف نقلت الحالات حتى بلغت 43 حالة ومن المتوقع عند استقرار بعض الحالات سيتم السماح لها بالخروج.