في حواره مع «بوابة أخبار اليوم»

قاسم الخطيب: الحرب السورية أنهكتنا.. ومصر أنجحت «الهدن» الأخيرة

* التفاوض استمر 3 أيام متواصلة ومشروع التقسيم مرفوض تمامًا

أكد قاسم الخطيب عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري، وممثل منصة القاهرة في مؤتمر جنيف، أن التيار يسعى من وراء الهدنة وخفض مناطق التوتر إلى خلق مناخ لكل الأراضي السورية للذهاب إلى حل سياسي.

وكشف الخطيب، في حواره مع «بوابة أخبار اليوم»، الكواليس التي دارت في المفاوضات، مشددًا على أن الحرب أنهكت السوريين جميعا المحاصرين والمحاصرين.

* حدثنا عن المفاوضات التي جرت وأجواءها؟
بالتأكيد كانت هناك معوقات، ولم تكن سهلة ،فيما يخص هدنة الغوطة الشرقية أخذت عدة أسابيع دراسة وبحث وعمليات تواصل مع الداخل والخارج السوري ومع قادة الكتائب وممثليهم.
أما بالنسبة للاستضافة التي تمت في القاهرة فكانت لمدة 4 أيام منها 3 أيام اجتماعات متواصلة والجهد بذل من قبل قيادة التيار والأخوة المصريين الذين استضافوا هذه المباحثات، ومن قبل وزارة الدفاع الروسية التي شاركت بالتوقيع على ذلك الاتفاق.
نحن طلبنا من الأخوة المصريين الرعاية، وكان الصدر رحب من مصر في أن ترعى الاتفاق، كما نسقنا أيضا مع الروس على أن يكونوا ضامنين لهذا الاتفاق، وكنا واضحين وناقلين بشفافية وأمانة لشعبنا.
والهدنة تم تفعيلها في الغوطة الشرقية، وبدأت تدخل المساعدات الإنسانية والمواد الطبية والإغاثية عبر ممرات آمنة لمخيم على طريق دمشق – حلب منذ اليوم الثالث لتوقيع الهدنة إلى مناطق الغوطة الشرقية التي كانت محاصرة منذ خمس سنوات.
وطبعا لم يبادر النظام بالمطلق ولا حزب الله ولم تبادر تركيا أو قطر على إيجاد صيغة معينة للوصول إلى هدن وخفض مناطق التوتر في تلك المناطق.

* وماذا عن الهدنة الخاصة بريف حمص الشمالي؟
هذه الهدنة أيضا أخذت  3أيام من التفاوض وحضر ممثلين سياسيين عسكريين عن كتائب شمال حمص وحضروا إلى القاهرة وممثلين عن وزارة الدفاع الروسية وممثلين عن الحكومة المصرية والحمد لله استطعنا أن نصل إلى اتفاق وتم توقيع هذا الاتفاق ونأمل استمراريته ، فلحمص أهمية فهي تعتبر حلقة الوصل بين دمشق العاصمة السياسية وحلب العاصمة الاقتصادية التي تم بها وقف إطلاق النار، وتم التوافق من قبل كل المتواجدين على أراضى حلب ونستطيع القول أن حلب مدينة آمنة ولا يوجد فيها إطلاق نار ولا حروب ولا تطرف ولا داعش ولا حتى النصرة.

 * وما أبرز النقاط الخلافية في التفاوض؟
بالتأكيد كل الذين حضروا، ووقعوا الاتفاق لديهم دراية ودراسة وهم عانوا كما نحن وتواقين لتوقيع الهدنتين، فصارت الأمور بشكل جيد جدا، وصارت بطريقة إيجابية وتم التوقيع. ونتمنى أن يتم طبقا للمواعيد التي حددت تشكيل لجنة وتتابع أمور هذه الهدن وأن تدخل المساعدات الإنسانية.
ونحن لاحظنا داخل الغوطة الشرقية وداخل حمص مظاهرات من الذين كانوا محاصرين في تلك البلدات رفعوا علم الثورة وبدأوا التظاهر مرحبين بالهدنة.

* هل ذلك يعني أن الحرب أنهكت الجميع فسهلت عملية التفاوض؟
في النهاية لم يكن خيارنا نحن كمعارضة الحرب، ففرضت الحرب على السوريين والثورة السورية، اليوم بعد سبع سنوات من هذه الحرب، وتدخل كل من "هب ودب" من كل أنحاء العالم، وصراعات بين الدول وبعضها  كلها علقت في الملف السوري ويريدوا حل مشاكل العالم من خلال ما يحدث في سوريا، فالأمريكان والروس يريدون حل خلافاتهم من خلال الملف السوري وتركيا وإيران كذلك ،والمشاريع الموجودة في المنطقة.
فسوريا لها أهمية فهي وسط العالم، والمدخل البري لأوروبا تجاه الخليج، وعندما نقول تركيا تريد الدخول للاتحاد الأوروبي فبالتأكيد سوريا هي المدخل.
وهناك صراع في المنطقة لوجود دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، وهناك مشاريع يريدون تنفيذها، وهناك مشروع تركيا العثماني بالتوسعة في الأراضي السورية، وهناك مشروع إيراني فارسي في المنطقة، وأيضًا يريدون باسم الدين وباسم  المذهب الشيعي توسيع مشروعهم ليصلون للخليج العربي وإلى منابع النفط وإلى مصر التي نحن نعتبرها بلدنا الثاني التي تناضل من أجل مسألة الأمن القومي العربي.
في النهاية نعم الحرب أنهكت السوريين، وعندما نقول الحصار على الغوطة الشرقية وعلى شمال حمص، بالتأكيد من هم محاصرين  أرهقوا ومن هو يحاصر أرهق.. وكلا الطرفين هم سوريين.

* وماذا عن المفاوضات الخاصة بهدن جديدة؟
نحن نسعى بعد هدنة الغوطة فسح المجال لعملية تواصل ومباحثات فتوصلنا إلى ريف حمص ونجحنا، واليوم بدأنا نجني ثمار هذه الهدنة وهذه الاتفاقات صراحة، سنسعى إلى هدن مهما كلفنا ذلك على كافة الأراضي السورية.

* هل ستكون الهدن مدخل لعملية تسوية شاملة؟
نحن نسعى من وراء هذا الموضوع إلى خلق مناخ لكل الأراضي السورية للذهاب إلى حل سياسي من خلال الهدن وتخفيض التوتر.

* وهل كان لمصر «فيتو» على مشاركة تيارات بعينها في المفاوضات؟
نتفق مع الأخوة المصريين على التحفظ على جبهة النصرة وعلى «فيلق الرحمن»، وعلى كل التنظيمات التي هي بالأساس تحمل الفكر الظلامي المتطرف القاعدي ومن بينها هؤلاء السابق ذكرهم.
وتنظيم داعش لا يوجد في هذه المناطق صراحة، اليوم مصر رعت هذا الاتفاق، فمصر بالأساس هي لم تدعم الإرهاب، ولم تتلوث بدماء سوريين، ولم تتلوث في مال سياسي في الشأن السوري، سعينا إلى مصر واستجابوا.
واليوم أي جهة متطرفة لن تدخل إلى مصر ولن توقع مع مصر، وليس هناك خط تواصل بين هذه الجهات المتطرفة  وبين الحكومة المصرية حتى نحن كمعارضة وطنية لا يوجد أية خطوط مفتوحة بيننا وبين الإرهاب، وفنحن نحارب الإرهاب، ونحن لدينا فصيل عسكري يقاتل في شمال وشمال شرق سوريا، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية ويحارب داعش في الرقة وحرر بعض المناطق وأول من اقتحم مدينة الرقة هي قوات النخبة الفصيل العسكري لتيار الغد، وهي الجهة الوحيدة التي ترفع علم الثورة.

* هل نجاح الهدن وإتمامها يقلق الأطراف أصحاب الأجندات؟
طبعا.. بدأت تركيا تتواصل مع بعض الجهات التي هي موجودة ومنها فيلق الرحمن وبدأت قطر أيضا تتواصل لأنها بالأساس داعمة لتلك الجهات بأن يريدون لهذه الهدنة أن تتوقع في تركيا، لا يريدون لمصر أن تكون جادة في استلام هذا الملف.
واليوم الأخوة المصريين جادين في أخذ الملف السوري إلى الحاضنة الأم للأمة العربية، لو مصر منذ 2011 متعافية لم نكن كسوريين وصلنا لهذه المرحلة، فتدخل تركيا وقطر وإيران أوصل الملف السوري إلى هذه اللحظة.
أما ما تم الاتفاق عليه في بعض المناطق منها الزبداني والفوعة والوعر  لا نستطيع أن نطلق عليها هدن، إنما ما تم هو مصالحات بين حزب الله  وبين قطر أو جبهة النصرة.
فالمصالحات تم بناء عليها عملية تطهير ونقل أهالي الزبدانى إلى مناطق لحدود الشمال من سوريا ووضعهم في مخيمات، وتم نقل من يوالون للنظام من المناطق الشمالية للزبداني.
واليوم من أساسيات الاتفاق لا يمكن أن تدخل قوات النظام إلى مناطق الهدنة ، من الضامن هم الروس، ولم نطلب دخول قوات روسية إلى المناطق ، طالبنا فقط بقبعات حمراء  " شرطة عسكرية روسية" تضمن هذه الممرات .

* هل ما زالت المخاوف من تقسيم سوريا قائمة؟
سمعنا هذا الكلام من بعض المغرضين الذين يدعون أن هذه الهدن تؤدى إلى التقسيم، عندما نقول أن منطقة مثل الرستن، عدد سكانها بالأساس 85 ألف نسمة وبعد 7سنوات من الحرب والدمار يوجد فيها ما يقارب 25 ألف نسمة، هل العقل البشرى يستوعب أن تكون الرستن دولة ب 25 ألف نسمة. إذن مشروع التقسيم في سوريا بالنسبة لنا مرفوض ككل.

* من وجهة نظرك.. ما الحل الأمثل للأزمة بما يحافظ على مؤسسات الدولة السورية؟
طبعا نحن وثائقنا واضحة كتيار والأخوة المصريين كان هذا موقفهم بأنه يجب الحفاظ على الدولة السورية، وهذا ما سعينا إليه وسعت إليه مصر للحفاظ على الجيش السوري، ليس الجيش العقائدي الذي سماه المصريين الجيش الأول، والحفاظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا.
ونحن في أغلب لقاءاتنا مع الأخوة المصريين دائما شعارهم، نحن مع عدم اقتطاع أي جزء من شمال سوريا سواء أن  تأخذه تركيا أو تستغله إيران أو يكون هناك دول كردية هذا موقف الأخوة المصريين.