عائلة عمرو المقدسية لـ"بوابة أخبار اليوم": مرابطون دفاعًا عن الأقصى

أن تعيش في القدس فهذا يعني أنك نلت شرفا كبيرا بالدفاع الدائم عن المسجد الأقصى  أمام دولة الاحتلال الاسرائيلية وامام الهجمات البربرية التي يشنها المستوطنون عليه من حين إلى آخر. 

ويدرك الجميع  أن الحياة  في مدينة القدس كعربي ومسلم لا يشبه الحياة في اي مكان آخر في هذا العالم .وكي نقترب من واقع ما يحدث في القدس.. تحدثنا مع أسرة مقدسية أخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وكل ما هو عربي واسلامي في مدينة القدس.

عائلة الدكتور جمال عمرو الباحث في شئون القدس والأستاذ في جامعة بيرزيت هي نموذجا لعائلات مقدسية كثيرة تجلس صباحا وليلا في باحات المسجد الأقصى وعندما يتعرض لخطر لا يبرحون أماكنهم أمام أبوابه. قبل يومين أصيب الدكتور جمال وزوجته بعد تعدي قوات الاحتلال عليهم أمام باب الأسباط. ورغم ذلك لم يتوقفوا عن المؤازرة والدفاع عن الأقصى.

وقال الدكتور جمال عندما كنت طفلا كان يحدثني جدي عن بطولات المصريين في القدس. وكيف كان يهرب الطعام لجنود الجيش المصري المحاصرين في الفلوجة ومنهم الزعيم  جمال عبد الناصر الذي سميت على  اسمه. وكل بيت في فلسطين ستجدون فيه جمال من كثرة عشق الفلسطنيين له. وقد تربيت في القدس وأنا أرى صوراللجنود المصريين محفورة على جدران القدس وفي قلوبنا قبل كل شيء. واليوم ونحن محاصرون في القدس وكل المدن الفلسطينية المحتلة وممنوعون من دخول المسجد الأقصى وأقول أننا في  أمس الحاجة لناصر وثورة عربية جديدة  تحرر أقصانا من يد المحتل و توحد كلمة العرب والمسلمين وتعيد لأمتنا كرامتها وعزها . وأوجه النداء الى كل أهلنا في العالم أجمع وخاصة في مصر والأردن وسوريا ولبنانأيهون عليكم ما حل بمسرى نبيكم من تدنيس وإجرام ؟ ليس الوقت وقت مناكفات وفرقة وعتاب بل هو وقت فيه تستفيق الضمائر وتتحرك فيه الشعوب والحكام في وقفة سيشهد الله عليها وسيسجلها لكم التاريخ في سجل الخالدين. أهل هذه الديار المقدسة ما خذلوا الأقصى وما خذلوكم ، فلا تخذلوهم !. 

وأقول لأهلي المرابطين في الأقصى تأكدوا أن صمودنا سيجبرالإحتلال على إزالة النفايات التي يسميها بوابات من أمام أبواب الأقصى.وسيصل الشعب الفلسطيني كاملا الى قناعة بأن اتفاقية أوسلو كانت كارثة على القدس خاصة وفلسطين عامة .وسيعترف فريق أوسلو بأنهم قد فشلوا تماماً وأن حكومة المستوطنين قد ألغت أوسلو من برامجها تماماً .سوف يتنامى الشعور لدى المستوطنين الذين تم استجلابهم للعيش في فلسطين بأنه تم تضليلهم من الحركة الصهيونية وأن الفلسطينيين استبسلوا في التمسك بحقوقهم الكاملة والثابتة في فلسطين على نحو أسطوري يزداد صلابة يوما بعد يوم .وستتلاشى الأصوات التي سوقت الوهم على الجانبين بأن بوسعهم التعايش سوية جنباً الى جنب بمفهوم عنصري يكون فيه الصهيوني سيداً والفلسطيني عبداً ذليلاً .ونؤكد هنا على ضرورة وجود اعلام واعي و فضائية وإذاعات باللغة العبرية وأن يرتقي الخطاب ليكون بكل لغات العالم الحية .

أما الزوجة زينة عمرو ( أم رضوان)  فقد أصيبت بجرح غائر في رأسها بجوار جرح غائر حازت عليه كذكرى دائمة من حرب ايلول الاسود والذي يقابل فكها السفلي المكسور نتيجة ضربة من ضابط احتلال اسرائيلي في مواجهات ابريل  2014 قرب باب حطة في المسجدالاقصى. ورغم ذلك شعرت الزوجة  بتأنيب ضمير شديد لأنها غابت يومين عن الرباط أمام أبواب المسجد الأقصى هذا الأسبوع بسبب سلسلة عمليات لاسنانها الامامية التي حطمت واقتلع بعضها في اعتداء عام  2014 والتي لا زالت تعاني منها بشدة رغم مرور 3 سنوات على الاصابة .

واستعجلت الزوجة العودة لعتبات الاقصى الاسير رغم توصية الطبيب بالراحة وكانت صائمة فأفطرت وبعد دقائق قليلة تعرضت للإصابة  مع العشرات من الأمهات والشباب لفض اعتصامهم أمام المسجد.

ورغم ذلك تقول سيدة المرابطات في الأقصى أن هناك متسع في جبهتها لمزيد من الجروحو تقسم بانها ستصلي في الاقصى محررا عما قريب بإذن الله.أما الإبنرضوان عمرو مدير مركز المخطوطات والتراث الإسلامي بالمسجد الأقصى فيشرح ما يعنيه وجود بوابات إلكترونية ويقول أن  الاحتلال فعلها من قبل وقام بتركيب بوابات الكترونية في ازقة القدس وحول بوابات وفشلت بسبب الصمود والرفض الفلسطيني والاردني. وتركيب البوابات يعني نهاية آخر مظاهر للوصاية العربية الاسلامية على المسجد ...وتمثل عنوانا للسيادة اليهودية المراد فرضها بقوة السلاح على المسجد . وأشاد بالصمود المقدسي الذي  نجح في إزالة البوابات الإلكترونية عام 2015 من محيط المسجد وتسبب ذلك باحباط شديد على المستوى السياسي والأمني والديني الصهيوني ...ونجح في إزالة غرف حراسة مستحدثة للجنود على البوابات ...ويومها كان الرافضون لها من اهل القدس اقل عددا في الميدان ...وربما اقل وعيا بخطورتها المرحلية والمستقبلية ...ونجحوا رغم ذلك في افشالها ...وانهارت بعدها تدريجيا قوائم الابعاد الانتقائية الظالمة للنساء.

وحول مطالبهم يؤكد أن المرابطون على أبواب الأقصى لن يكتفوا بإزالة البوابات الإلكترونية فقط بل بسحب أمن الاحتلال ومنع دخول المستوطنين الى رحاب المسجد الأقصى المبارك وتسليم مفاتيح باب المغاربة . بالإضافة لعودة الصلاحيات لإدارة الأقصى كاملاً لتكون في يد الأوقاف الإسلامية وحدها فقط . وأخيرا عودة جميع المبعدين عن القدس وتحقيق حرية الحركة للمسلمين من كل فلسطين من وإلى المسجد الأقصى المبارك .