معركة اليونسكو تشتعل مبكرا وأسهم »مشيرة« ترتفع في بورصة المرشحين

السفيرة مشيرة خطاب
السفيرة مشيرة خطاب
اشتعلت انتخابات المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم »اليونسكو« المقرر عقدها أكتوبر المقبل فى ظل وجود تسعة مرشحين يتنافسون من أجل الفوز برئاسة هذه المنظمة العريقة التى أنشئت عام 1945 بهدف نشر الأمن والسلام بين دول العالم والاهتمام بحقوق الانسان من خلال التركيز على خمسة برامج أساسية هى التربية والتعليم، الثقافة،العلوم الطبيعية،العلوم الانسانية والاجتماعية، الاتصال والاعلام.

زادت حدة المنافسة بعدما فوجئ الجميع بفرنسا الدولة التى تضم مقراليونسكو، تدفع بمرشحة لها على غير توقع، ومن خلال الرئيس الفرنسى السابق فرانسوا أولاند دون مراجعة الخارجية الفرنسية،ليفجر هذا كثيرا من علامات الاستفهام ويثير قلق ومخاوف المرشحين حول الفرص الأكبر المتوقعة للوزيرة الفرنسية.

يبدو الاختيار نفسه مرتبا وليس قراراللحظات الأخيرة،فوزيرة الثقافة الفرنسية «أودى أوزلاى»ذات ال45 عاما فرنسية يهودية من أصول مغربية بل إن والدها هو المستشار السابق للملك محمد السادس،اذن فهى تنتمى للعرب واليهود والغرب فى آن واحد،مماقد يعززفرصها وقد يكون التوافق عليها أكبرمن المجموعة الأوروبية،كما دفعت الصين بمرشحها كيان تانج وهومايشعل المعركة أيضا ويفتت الأصوات بعد وصول عدد المرشحين الى تسعة.

أما المرشحة المصرية د.مشيرة خطاب فهى الأوفر حظا بين المرشحين العرب والتى تواجه ثلاثة مرشحين وهم: اللبنانية فيرا خورى والعراقى صالح الحسناوى والقطرى حمد بن عزيزالكوارى الذى ذهب يتبارك بقبر الامام الخومينى فهل يتفق العرب بشكل أو بآخرعلى المرشحة المصرية باعتبارها الأقوى أم يستمر الانقسام وتكون نتيجته أن العرب خارج سباق اليونسكو».

لاشك ان انتخابات اليونسكو ليست كأى انتخابات،فهى تجسد لعبة المصالح والسياسة المتمثلة فى ضغوط الدول الكبرى المهيمنة سواء أمريكا صاحبة التمويل الأكبر للمنظمة أو الصهيونية العالمية والتى تجسدت فى تجربة وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى 2009 التى حقق فيها نجاحا كبيرا وحاز أعلى الأصوات فى أغلب مراحل التصويت لولا الضغوط الأمريكية الاسرائيلية التى خطفت منه صوتين فى الجولة الأخيرة فى مؤامرة واضحة مما دعا الصحافة العالمية لوصف عدم نجاحه بـ»السقوط الشريف».

هل تكون خطَّاب حصان أفريقيا الرابح؟
بإجماع أفريقى صارت د.مشيرة خطاب مرشحة أفريقيا كما حصلت على دعم عربى كبير وقد أعلنت البحرين مؤخرا دعمها للمرشحة المصرية وأعلن الشيخ عبدالرحمن آل خليفة سفير البحرين فى مصر والمندوب الدائم لها لدى جامعة الدول العربية دعم البحرين لها وأشاد بالخبرات التى تتمتع بها المرشحة المصرية والتى تؤهلها لقيادة اليونسكو بجدارة مؤكدا ثقته فى قدرتها على أداء مهمتها باقتدار.

تخرجت د.مشيرة خطاب فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1967والتحقت بوزارة الخارجية ،وتدرجت فى المناصب حتى أصبحت سفيرة لمصر لدى كل من التشيك والسلوفاك ،ثم كسفيرة لدى جنوب أفريقيا ،وفى عام 2010 عُينت وزيرة للأسرة والسكان،كما عملت أمينا للمجلس القومى للطفولة والأمومة،واختيرت كرئيس احدى لجان الأمم المتحدة لحقوق الانسان ،وفى عام 2013 اختيرت ضمن خمس ناشطات «ترتيبها الثالث» فى مجال حقوق الانسان على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولاشك أن د.مشيرة لديها تاريخها الدبلوماسى وإسهاماتها فى مجال الأسرة حينما ترأست وزارتها.

فى يوليو الماضى ومن المتحف المصرى بالتحرير أعلن د.شريف إسماعيل رئيس الوزراء ترشيح مصر للدكتورة مشيرة خطاب لمنصب مديرعام منظمة اليونسكو فى انتخابات 2017 مؤكدا ان «قرار الترشح جاء بعد استطلاع رأى العديد من الدول التى وصفها بالصديقة وذات الثقل فى اليونسكو.
وخلال القمة الافريقية التى عقدت فى كيجالى برواندا نجحت مصر فى الحصول على موافقة وزراء الخارجية الأفارقة لتكون د.مشيرة خطاب
مرشحة الاتحاد الافريقى، لتصبح المرشح الأفريقى الوحيد فى الانتخابات وقد ساهم فى ذلك تعزيز مكانتها فى أفريقيا سنوات عملها كسفيرة فى جنوب أفريقيا كما أن خبراتها السابقة فى مجال التعليم ومنع الاتجار بالبشر وموقفها من زواج القاصرات يعزز موقفها فى تفاعلها مع القضايا التى يوليها اليونسكو اهتماما خاصا.

وفى ندوة أقامتها خلال فعاليات معرض الكتاب يناير الماضى قالت مشيرة خطاب إن فرص مصر للفوز كبيرة جدا خاصة بعد إبداء العديد من الدول الغربية دعمها لمصر لتاريخها الكبير ولحضارتها التى علمت الانسانية.

وفى تصريحات لوكالة أنباء «اسوشيتدبرس» مؤخرا نشرتها صحيفة «الديلى ميل» البريطانية قالت د.مشيرة مدافعة عن ترشحها وأحقيتها بالفوز وموقفها من اسرائيل: إن تاريخ مصر فى الحوار مع اسرائيل يجعل موقفها فريدا فى العمل على التئام الجراح داخل المنظمة، وتابعت: لاتنسوا أبدا أننا بدأنا السلام مع اسرائيل «فى اشارة الى معاهدة كامب ديفيد التى جعلت مصر اول دولة عربية تعترف رسميا بإسرائيل» وأضافت: على مدى عقود ورغم الاضطرابات التى شهدتها مصر خلال السنوات الماضية، حافظنا على السلام ،فمصربلد يؤمن بالحوار.



فاروق حسني: ثورات الربيع العربى «غيرت» قواعد اللعبة
 إنتخابات 2009 كانت مؤامرة وتمنيت عدم الفوز!


قبل شهور أصدر فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق أحدث كتبه «أسرارمعركة اليونسكو» للزميلة الصحفية فتحية الدخاخنى وهو كتاب يكتسب أهمية كبيرة ليس لكونه فقط يفضح كثيرا من الأكاذيب والمواقف المتخاذلة لبعض الدول وأبعاد المؤامرة الأمريكية الصهيونية التى أطاحت بالمرشح المصرى وهوقاب قوسين أوأدنى من تحقيق الفوز فى انتخابات 2009.
 
• لماذا أصدرت كتابا عن تجربتك فى انتخابات اليونسكو؟
- أردت توثيق تجربتى فى هذه الانتخابات لعدة أسباب.. الأول: أنها كانت تجربة متفردة ومليئة بالأحداث والمناورات الدولية التى لم تشهدها انتخابات اليونسكو من قبل ورأيت أن تسجل هذه التجربة للمستقبل، والسبب الثانى أن هذه التجربة كانت أول قطرة فى غيث السياسة العالمية الجديدة التى وقفت ضد وصولى لليونسكو حتى لايعرقلها وضع مسئول عربى على رأس هذه المنظمة ،الى جانب ذلك فإن مصر تخوض الانتخابات من جديد من خلال د.مشيرة خطاب وقد تفيدها تجربتى فى كيفية التناول والتحضير لهذه المهمة،فهناك مواجهات فكرية وعملية يخوضها المرشح مع ستة تكتلات داخل المنظمة، لكل تكتل ظروفه واحتياجاته ومشاكله وأزماته، ولابد للمرشح أن يكون ملما بشكل تام بها.

< هل كان موقف أمريكا ضدك أثناء الانتخابات وراء خسارتك فى الجولة الأخيرة ؟
- أمريكا كانت متخوفة من نجاحى منذ الجولة الأولى التى فزت فيها ب22 صوتا وكان رقما غير مسبوق فى هذه الانتخابات على مدى تاريخها، فبدأت تحركات قوية بالضغط على دول أوروبية وإفريقية وعربية، ،فاتجهت للاعتماد على دول أمريكا اللاتينية والشرق الاقصى وبعض دول أوروبا مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا ،لاشك أن ذلك تطلب جهدا عظيما جدا والزيارات التى قمت بها مهدت لى ومساندة الدولة والصحافة والإعلام وكان موقف دول مثل أسبانيا واليونان والهند والصين من أقوى مايكون.

< هل كان ماقلته عن حرق الكتب الاسرائيلية ذريعة من الدوائر اليهودية المسيطرة على الاعلام الغربى لشن حملة ضدك ؟
- ماقلته عن حرق الكتب كان كلاما مسروقا ،فلم أقله فى مؤتمر صحفى ولاهو رأى أوتصريح ،وانما كان استفزازا من أحد ممثلى الاخوان فى مجلس الشعب حينما ادعى بوجود كتب اسرائيلية مترجمة ،كان مجرد انفعال خارج القاعة وسمعه أحد الصحفيين فكتبه لكنى تأسفت لخروج لفظ دون معنى ونشرت ذلك فى صحيفة لوموند الفرنسية.
أما التطبيع فلم أتخذ منه موقفا عنصريا بل بشكل قومى عربى، فقد كنت أؤكد أنه لاتطبيع ثقافيا مع اسرائيل قلت اعطوا للفلسطينيين حقوقهم أولا لكى نستطيع التطبيع معكم بكل أريحية، ولم أكن ضد الثقافة اليهودية بل ضد الاستعمار بدليل أننى قمت بترميم المعابد اليهودية كجزء من التراث المصرى ،كما أن اليهودية ديانة سماوية ولا يمكن أن أقف ضدها ،كانت خلاصة الموقف الاسرائيلى ضدى لرفضى التطبيع فقد كنت أؤكد أنه لاتطبيع ثقافيا مع اسرائيل وليس لكلامى عن حرق الكتب،لأنهم يقولون مثله وأكثر فى انفعالهم.

< ذكرت د. شادية قناوى مندوبة مصر فى اليونسكو حينذاك أن الأمريكان طلبوا ترشيح شخصية مصرية أخرى خلافك ،فهل تعتقد أنهم كانوا سيدعمون البديل بالفعل لو وُجد؟
- أعتقد انها كانت حجة باطلة مسألة تغيير المرشح المصرى وقتها ،لكنى مع ذلك عرضت التنازل لمرشح آخر وتحدثت وقتها مع السيدعمرسليمان ووزيرالخارجية أحمد أبو الغيط وقلت لهما إن أمريكا والصهيونية العالمية تشتغل ضدى ولا أريد أن تفقد مصرهذا المنصب وعرضت ترشيح الوزيرة فايزة أبو النجا فأكدوا أن مصر لايمكن أن تتراجع عن مرشحها.

< هل كانت انتخابات اليونسكو 2009 مؤامرة لإسقاطك بعد النجاح الذى أحرزته خلال جولات التصويت لمنع وصول مرشح عربى لهذا المنصب؟
- نعم كانت مؤامرة واضحة للجميع وكانت تحاك فى فرنسا بدعم أمريكى من خلال يهود فرنسيين يسيطرون على كبريات الصحف العالمية وقد هالهم الفوز الذى حققته فى كافة مراحل التصويت وصدرت صحف بعناوين مثيرة «حارق الكتب يقترب من اليونسكو»ونجحوا فى استقطاب دول كبرى وبعد تعادل الأصوات بينى وبين المرشحة البلغارية فى الجولة قبل الأخيرة من التصويت جاءنى سفير البرازيل فى اليونسكو وقال لى لو تكرر تعادل الأصوات سيحتكم اليونسكو الى أعضاء المؤتمر العام الذين يمثلون 193 دولة وكان هذا أمرا صعبا، وقتها تمنيت ألا أفوزلأنى أدركت ما ينتظرنى من مصاعب من دول كبرى مثل أمريكا واليابان وألمانيا أصحاب النصيب الأكبر فى تمويل المنظمة.

< الإجماع العربى على مرشح واحد مهم وتحقق ذلك خلال ترشحك لكن هذه المرة هناك ثلاثة مرشحين عرب الى جانب د.مشيرة خطاب ،كيف ترى هذا الأمر ؟
- حصلت على دعم عربى كبير،وكان موقفا مشرفا، فقد تنازل مرشحو المغرب وسلطنة عمان ،كما رفضت الجزائر نزول مرشح منها ،فاضطر لترشيح نفسه عن كمبوديا ،والغريب أن قطر كانت من أوائل الدول العربية الداعمة لترشيحى برغم أنها لاتمتلك صوتا فى المنظمة ،لكن علمت أن سفيرها باليونسكو فى ذلك الوقت كان يحاول اقناع دول اخرى بعدم التصويت لى بإيعاز من أمريكا.
الأمر الآن يختلف بالنسبة للموقف العربى ولابد من جهد كبير من الخارجية المصرية للوصول الى الاجماع العربى على المرشح المصرى ،أتمنى ان يحدث ذلك ،وبالنسبة للمرشح القطرى فلو لم تتغير الادارة الامريكية ربما ساندته فى الوصول لليونسكو لأن أوباما وهيلارى كلينتون كانا يسعيان لإسقاط دول كبرى وكانا يتخذان من قطر اللغم الذى يفجر هذه الدول .

< كيف استقبلت ترشح د.مشيرة خطاب لرئاسة اليونسكو ؟
- مقاييس الترشيح هى كفاءة المرشح وقوة الدولة، ود.مشيرة خطاب سيدة كفء وجديرة بالمنصب ،لكن من المهم أن يكون هناك تأكد واستيثاق من حقيقة المواقف والوعود ولايجب الالتفات للكلام المعسول، فقد كنا ندرك ونحن مقبلون على الانتخابات الماضية أن معنا 38 صوتا وحصلنا على موافقة بالاجماع خلال مؤتمر القمة الافريقية ،ومع ذلك لم نتحصل على صوت واحد منها بخلاف الدول العربية، اذ يظل لهم حساباتهم ومصالحهم الخاصة وهناك دول تؤثرعليهم ومخطئ من يضع نتائج مسبقة أو توقعات لهذه الانتخابات لأنها تعد معركة سياسية بالدرجة الاولى.

< ماالذى تراه ضروريا الآن لنجاح مصر فى هذه الانتخابات ؟
- التنسيق على أعلى مستوى مع الولايات المتحدة الأمريكية ،واستقطاب بعض الصحف العالمية التى يسيطر عليها اليهود ،فالاعلام الغربى يلعب دورا كبيرا ومهما فى هذه الانتخابات ولابد من الاستعانة بشركة عالمية تقوم بهذا الدور فى التواصل مع الصحافة العالمية خاصة فى فرنسا دولة المقر لأن بها المندوبين وأعضاء المجلس التنفيذى.

بعد مطالبتهم لفرنسا بسحب مرشحتها..مثقفون مصريون يقرأون طالع الانتخابات
أثار البيان الذى وجهه 49 من المثقفين المصريين والعرب للرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون يطالبون فيه بسحب ترشح وزيرة الثقافة الفرنسية أودرى أوزلاى لمنصب مديرعام اليونسكوجدلا كبيرا والذى دعا اليه الكاتب الكبير محمد سلماوى أمين عام اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وقام بتسليمه للسفيرالفرنسى بالقاهرة الذى سلمه بدوره الى وزير خارجية بلاده جان ايف لودريان خلال زيارته الأخيرة للقاهرة لتقديمه الى الرئيس الفرنسى ،البيان قوبل باهتمام كبيرمن الصحافة الفرنسية ولقى صدى واسعاً والذى يطالب فيه الموقعون بسحب المرشحة الفرنسية من رئاسة المنظمة والذى دفع فيه الرئيس الفرنسى السابق فرانسوا هولاند بصديقته ووزيرة ثقافته لخوض الانتخابات وجاء فيه: «نعلن احتجاجنا على تلك الخطوة الاستفزازية التى قام بها الرئيس السابق قبيل مغادرته قصر الاليزيه بترشيحه لوزيرة ثقافته أودرى أوزلاى دون مراعاة لعلاقات الصداقة الوطيدة التى طالما جمعت فرنسا بالعالم العربى.
ويقول الكاتب الكبير محمد سلماوى: المرشحة المصرية د.مشيرة خطاب تقف على أرضية صلبة لتجربتها الممتدة فى العمل الدبلوماسى بالاضافة الى أن لها باعاً كبيراً فى ملف تعليم المرأة والاهتمام بقضاياها ،كما أن تكرارموقف رفض العرب سواء مع فاروق حسنى الذى كان الموقف الأكثر حساسية له رفضه التطبيع وتصريحه لذلك لكونه وزيرثقافة يتمسك بموقف المثقفين ،كما تم رفض المرشحين العرب سواء محمد البنجاوى أوغازى القصيبى،هذا يصب فى صالح د.مشيرة، إذ أعرف بحكم قربى من دوائر اليونسكوالتى تراها أنها الأوفرحظا وأنها أفضل المرشحين العرب بل قالوا فى اليونسكو  إن المنافسة ستنحصر بين المصرية والفرنسية والمرشح الصينى،لكن ترشيح يهودية فرنسية يدخل بعدا دينيا فى الانتخابات ولايصح ونحن جميعا نقف ضد كل الأفكار المتطرفة داخل اليونسكو.
وحول صدى هذا البيان وهل يمكن أن يؤدى الى سحب فرنسا لمرشحتها يقول محمد سلماوى: بغض النظر عن امكانية سحب فرنسا لمرشحتها، فإن مجرد مهاجمة هذا الترشيح والقول بأنه غير أخلاقى وغير جائز لابد وأن يضعف موقف المرشحة الفرنسية خاصة وان كبريات الصحف الفرنسية نشرت نص البيان كاملاومنها: «نوفل ابسرفاتور»وذكرت أن الموقعين عليه من أكبر الأسماء فى الثقافة العربية وأصدرت جويل جاريو عضو مجلس الشيوخ بيانا هاجمت فيه ترشيح الوزيرة الفرنسية.

 كيف يرى المثقفون وأعضاء المجلس الاستشارى لحملة الوزيرة المصرية الموقف الآن؟ وما الذى يراهنون عليه فى المرحلة القادمة ؟
ومن جانبه يقول د. زاهى حواس وزيرالآثارالأسبق وعضو المجلس الاستشارى لحملة د.مشيرة خطاب:
إن د. مشيرة خطاب تمتلك المقومات والكفاءة المطلوبة والتجربة الدبلوماسية العريضة التى تمكنها من الفوز لكن الموقف الآن يستلزم تحركا أكبروليس كلاما ،لابد من استقطاب الأصوات من الدول بقوة مصرورئيسها وجهود الخارجية المصرية وتحركات الوزيرة ،وآمل أن يتفق العرب ولوخلال الجولات الأولى ويتم التنازل للمرشح صاحب الأصوات الأعلى لأن استمرارهذا الانقسام بوجود أربعة مرشحين قد يهدرفرص العرب جميعا.
وقال د. مصطفى الفقى رئيس مكتبة الاسكندرية وعضو المجلس الاستشارى لحملة د.مشيرة كذلك:
سوف نواصل الحملة بكل قوة وفرص د.مشيرة خطاب فى ازدياد، فالدولة تدعمها بقوة والرأى العام معها ولديها فرص كبيرة برغم ترشح الوزيرة الفرنسية التى كانت بالفعل عنصرمفاجأة لأن فرنسا تعلم أن المنصب من حق العرب ،لكن المشكلة أن استمرار وجود 4 مرشحين قد يؤدى الى تفتيت الأصوات ،والبقاء لمن يحصل على أعلى الأصوات منهم خلال جولات التصويت ،لقد كان فاروق حسنى على وشك الفوزلولا صوتان نجحت المؤامرات فى اقتناصهما منه فى الجولة الأخيرة.
فيما يلخص الكاتب الكبيرمفيد فوزى رؤيته فى نقاط محددة وأهمها: أن  د.مشيرة خطاب تمتلك حضورا ومؤهلات ترشحها وفرصا كبيرة لكن الدعاية لها لاتزال ضئيلة وأقل مما يجب.
ويرى فوزى أن تكثيف وجودها يحتاج روحاً قتالية منها ودعماً أكبر من الدولة.
كما نوه الى احتمالية أن يلعب المال الخليجى دورا فى الانتخابات المقبلة.
وأشار الى ان الموقف الأمريكى فى غياب هيلارى كلينتون سيكون أفضل كثيرا.
وأوضح أن فاروق حسنى كان محاطا بكتيبة قوية وكان مقاتلا جسورا فى المعركة التى خسرها بشرف عام 2009.

السفير محمد العرابى مدير حملة مشيرة خطاب : البرلمان نجح فى الحصول على دعم دولة آسيوية كبرى
وجود وزير الخارجية الأسبق السفير محمد العرابى مدير حملة د.مشيرة خطاب وعضو مجلس النواب له دوران مهمان الأول يتعلق بدورالبرلمان فى دعم المرشحة المصرية والثانى يرتبط بخطة الحملة التى يديرها بمساعدة فريق من وزارة الخارجية ومع اللجنة الاستشارية التى تضم عددا من الخبراء والمثقفين وبالتنسيق مع وزارات السياحة والثقافة والتعليم والآثار التى تلعب أدوارا مهمة فى هذا الملف.

أكد السفير فى مقابلة مع أخبار اليوم أن البرلمان المصرى يلعب دورا كبيرا حقق تأثيرا ونتائج مهمة لكن خطواتنا ليست معلنة وانتخابات اليونسكو تأتى على قمة أولويات د.على عبد العال رئيس البرلمان فى جولاته الخارجية والداخلية كما أن لجنة العلاقات الخارجية تقوم بدورها فى مستويات متعددة ،وتأثير البرلمان ظهر بقوة فى الحصول على تأييد دولة آسيوية مهمة واقناع دولة أوروبية كبيرة بعدم التقدم بمرشح .

وأضاف السفير أن الفترة المقبلة التى تسبق الانتخابات تتطلب تكثيفا للجهود وبرؤية ترتبط بعمق أكبر خاصة أن الجزء الفنى فى هذه الانتخابات قد انتهى بتقديم المرشحة المصرية رؤيتها أمام المجلس التنفيذى لليونسكو وقد حظيت بتوافق كبيرخلالها ونحن الآن فى الشق السياسى والدولة المصرية تقف بكامل أجهزتها خلف مرشحتها وفى كافة لقاءات وزير الخارجية د.سامح شكرى  وهناك مجموعة مسئولة داخل الخارجية تعمل بكفاءة كبيرة وأتشرف بتعاونى معهم ،كما نجحت مصر فى أن تكون د.مشيرة مرشحة القارة الافريقية خلال رئاسة المهندس ابراهيم محلب لوفد مصر فى القمة الافريقية مؤخرا ،كما حصلنا على مساندة السعودية والبحرين وعلى اتصال بدول عربية أخرى .

وحول الدعوات العربية لإسقاط المرشح القطرى يقول السفير محمد العرابى :لايصح أن يكون أحد مرشحى اليونسكو ينتمى لدولة تدعم الارهاب فهذا يعد اساءة للمنظمة العريقة التى تدعو الى السلام ونبذ العنف ورأيى أن يتم اسقاطه لأن مجرد ترشحه أو حصوله على أصوات أو حتى التأثيرالمالى لدولته لمحاولة إنجاحه سيكون اساءة كبيرة لليونسكو .

وحول بيان المثقفين العرب الذى طالبوا فيه فرنسا بسحب مرشحتها وهل يمكن أن يدفع فرنسا الى ذلك يقول محمد العرابى :أعتقد أن الحالة الوحيدة التى ستدفع فرنسا لسحب مرشحتها اذا وجدت أن فرصها لاتضمن الفوز وأرى أن دولة فرنسا ورئيسها لازالوا متمسكين بهذا الترشيح ،لكن اليونسكو يمثل ضمير العالم والمثقفون هم ضمير الأمة العربية وقد رأوا أن ذلك بمثابة تحد للاستحقاق العربى وتم فى آخر لحظة دون تنسيق ،فهذه الطريقة آثارت المتابعين لهذه الانتخابات وقد حظى هذا البيان باهتمام الاعلام الغربى وأثارته صحف فرنسية كبرى ولاشك سيكون له تأثيره .

وعن جولات د.مشيرة خطاب يؤكد السفير محمد العرابى مدير حملتها أنها قامت بجولات متعددة فى آسيا وأفريقيا والتقت بكبار المسئولين بها وأن هذه الجولات تكتسب أهمية كبيرة للغاية لانها تعكس شخصية المرشحة المصرية وجدارتها بهذا المنصب وأحقية مصر فيه لأن المنطقة العربية تحتاج لعمل كبير فى المرحلة المقبلة خاصة بعد الارهاب الذى لم تنج منه دول عديدة ،ونحن نحقق كل يوم خطوات مهمة فى ملف اليونسكو لكنى متفائل بحذر،فانتخابات اليونسكو هذه المرة هى الأصعب فى تاريخ المنظمة وتخضع لحسابات سياسية ومصالح والمفترض أن تكون بعيدة عن الصراعات السياسية.

دعوات عربية لإسقاط المرشح القطرى
 لم يجد حمد بن عبدالعزيز الكوارى مرشح قطر لرئاسة اليونسكو أفضل من ايران التى اتجه إليها بحثا عن مساندة عقب قطع مصر والسعودية والامارات والبحرين علاقتها بدولته وماترتب عليه من اعلان الدول الخليجية الثلاثة مساندتها للمرشحة المصرية، وفى اطار زيارته لها لخطب ودها قام الكوارى بزيارة قبرالخومينى للتبرك به ،وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى صور وزيرالثقافة والاعلام القطرى السابق والمرشح لليونسكو خلال زيارته لقبر الامام الخومينى وطالبوا بإسقاطه وإبعاده عن اليونسكو.

وكتب الصحفى البحرينى محمد البشرى «اسقطوا عبدة الأضرحة، والتوفيق لمرشحة مصر مشيرة خطاب»، فيما أكدت صحيفة البيان الاماراتية أن قادة حماس كانوا يصلون دائما فى قبر المرشد الأعلى الايرانى السابق الخومينى لافتة إلى ان العلاقات المشبوهة لقطر لم تتوقف عند هذا الحد اذ أنه عقب تصاعد الحرب الكلامية بين الخليج وايران العام الماضى بعد توترات نجمت عن سياسة طهران فى المنطقة وقيام أغلب الدول الخليجية بسحب سفرائها من طهران بسبب الهجوم على سفارة المملكة فى طهران اكتفت الدوحة باستدعاء سفيرها وتمسكت بعلاقات قوية مع طهران.

كما شنت صحيفة «العرب» التى تصدر فى لندن وتملكها الامارات هجوما على قطر لدفعها بمرشحها عبدالعزيزالكوارى لمنصب مديرعام منظمة اليونسكو مؤكدة أنها تحاول استعادة بعض تأثيرها الخارجى بعد أن فقدت ورقة جماعات الاسلام السياسى جدواها عقب فشلها فى استثمار ثورات الربيع العربى فى السيطرة على الحكم فى بعض الدول العربية، وأشارت إلى أن الدوحة تسعى لاستعادة مكانتها المفقودة بعد ماآثاره حصولها على حق استضافة مونديال 2022 لكرة القدم من شبهات فساد فضلا عن الانتقادات التى وجهت لها من منظمات حقوقية لأوضاع العمالة المنتدبة لبناء المنشآت الرياضية وبعد قرارالاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» ايقاف القطرى محمد بن همام رئيس الاتحادالآسيوى السابق لكرة القدم لاتهامه بتقديم رشاوى للفوزبرئاسة الفيفا فى 2011.

فهل تشترى الدولة الصغيرة منصب مدير عام منظمة اليونسكو بالتدليس والأموال كما كان عهدها دائما مع كل المناصب الدولية التى سعت إليها، وماذا سيكون موقف مرشحها من محاولات تهويد القدس والاعتداءات المتكررة على التراث الفلسطينى من قبل اسرائيل، لقد كشفت سياسة مؤسسة الدوحة للأفلام التى تقوم بتمويل الفيلم الاسرائيلى «كأس الانتصار» للمخرج الاسرائيلى شاؤول شوارتز المعروف بعدائه للعرب والمسلمين بما لايدع مجالا للشك أن دور قطرصارجليا ومعلنا فى تمريرالعلاقات الثقافية بين العرب واسرائيل وهوالباب الملكى الذى لم تنجح اسرائيل فى عبوره مع مصربرغم مرور 38 سنة على توقيع اتفاقية «كامب ديفيد»، ورغم محاولاتها المستميتة للتطبيع الثقافى التى وقف لها بالمرصاد الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق سواء من خلال مهرجان القاهرة السينمائى أو معرض القاهرة الدولى للكتاب أو ترجمات الكتب الاسرائيلية، والتى دعت اللوبى اليهودى للحيلولة دون وصوله لرئاسة اليونسكو.

لقد كشفت سياسة مؤسسة الدوحة للأفلام بما لايدع مجالا للشك عن توجهات دويلة قطر التى تسعى لتبييض وجه إسرائيل وإيران ولن يكون موقف المرشح القطرى لليونسكو الا صورة من توجهات القيادة القطرية، فهل تصلح قطر لتمثيل العرب فى منظمة اليونسكو؟ بالطبع لا، فالدعوات تزداد لإسقاط مرشحها.

السودان تؤيد المرشحة المصرية.. والانتخابات أكتوبر المقبل  
أعلن السفير محمد العرابى، عضو مجلس النواب، ومدير الحملة الانتخابية لمرشحة مصر لمنصب مدير عام اليونسكو مشيرة خطاب، أنه التقى أمس بوزير الإعلام السوداني أحمد بلال الذي يزور القاهرة لحضور مؤتمر وزراء الإعلام العرب.

وأضاف «العرابى» في تصريح للمحررين البرلمانيين، أن الحديث تناول ملف ترشيح مشيرة خطاب لمنصب مدير عام اليونسكو، حيث أعرب عن تأييد بلاده وفقا لقرارات القمة اﻷفريقية اﻷخيرة، متابعا: «كما تحدثنا في أهمية تنشيط الدبلوماسية البرلمانية والشعبية لدعم العلاقات الرسمية بين البلدين».

وأكد على الفترة أن القادمة يجب أن تشمل زيادة الزيارات والتفاعل بين الشباب في البلدين. وينافس على هذا المنصب 9 مرشحين، وضمت القائمة السفيرة مشيرة خطاب، واللبنانية فيرا خورى، والقطرى حمد بن عبد العزيز الكوارى، والفرنسية أودرى أزولاى، والصينى تيشان تانج، وبولاد بولبلوجى من أذربيجان، وفام سان تشو من فيتنام، وجان ألفونسو فونتيس من جواتيمالا، وصالح الحسناوى من العراق. وكانت فرنسا قد فاجأت الجميع قبل ساعات من إغلاق باب الترشيح ودفعت فى اللحظات الأخيرة بوزيرة الثقافة والاتصال بالحكومة الفرنسية، أودرى أزولاى.

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات فى أكتوبر المقبل، بحضور أعضاء المكتب التنفيذى لليونسكو البالغ عددهم 58 دولة، لهم حق التصويت فى الانتخابات، ويضم المكتب سبعة دول عربية وهى مصر ولبنان والسودان والمغرب والجزائر وقطر وسلطنة عمان، وسيتم اعتماد نتيجة الانتخابات فى المؤتمر العام للمنظمة فى نوفمبر، حيث سيتولى الفائز المسئولية يوم 15 نوفمبر، خاصة أن آخر يوم فى ولاية بوكوفا هو 14 نوفمبر المقبل.

وجدير بالذكر، أن مشيرة خطاب المرشحة لمنصب اليونسكو، تلقت دعم من قبل عدد من دولة منها المجر وغينيا وصربيا والسعودية والبحرين.


 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي