خلال 3 سنوات من حكم السيسي

الدولة تقتحم مجال الأمن الغذائي باستصلاح الأراضي والاستزراع السمكي

أحد مشروعات استصلاح الأراضي
أحد مشروعات استصلاح الأراضي
اقتحمت خطط التنمية الشاملة والمستدامة، خلال الثلاثة أعوام الماضية، واحدا من أهم وأخطر المجالات المؤثرة على الأمن الغذائي في مصر حاليا ومستقبلا، وهو مجال استصلاح واستزراع أراضى جديدة تضاف لمساحة الأرض الزراعية الحالية، وتقابل الزيادة السنوية المضطردة في عدد السكان .


وضعت الدولة خطة طموحة لاستصلاح واستزراع 1.5 مليون فدان في مختلف محافظات الجمهورية، وهو مشروع يهدف لخلق مجتمعات عمرانية وزراعية وصناعية متكاملة، ويساعد أيضا في تخفيف الكثافة السكانية على المناطق القديمة المكدسة وخلق عشرات الآلاف من فرص العمل .


وقد تم تأسيس شركة قابضة لتتولى إدارة المشروع والتنسيق بين الوزارات المختلفة وحل كافة المشكلات التي تعوق خطط التنفيذ، واشتملت خطة تنفيذ المشروع على ثلاثة مراحل تشمل المرحلة الأولى استصلاح واستزراع 8 مناطق بإجمالي مساحة 500 ألف فدان في مناطق الفرافرة القديمة والجديدة وبعض المناطق الأخرى بمحافظات الوادي الجديد ومطروح والمنيا وأسوان.


وتشمل المرحلة الثانية استصلاح واستزراع 9 مناطق أخرى بتلك المحافظات بإجمالي مساحة 490 ألف فدان، والمرحلة الثالثة 5 مناطق بإجمالي مساحة 510 ألف فدان، وقد تم استصلاح وزراعة 10 آلاف فدان في منطقة سهل البركة بالفرافرة محافظة الوادي الجديد والتي تم زراعتها قمحا، وتم إنشاء المباني السكنية ومستلزمات الزراعة الخاصة بتلك المنطقة وكافة البنية التحتية من طرق ومصادر مياه وكهرباء وصرف صحي وخدمات مجتمعية ومباني حكومية بشكل حضاري يوفر الإقامة المريحة والحياة الكريمة والأمانة للعاملين في المشروع .


وقد روعي في تنفيذ المشروع الاعتماد بشكل رئيسي على المياه الجوفية، بنسبة 80 % من احتياجات الري، على أن يتم ري بقية الأراضي بمياه النيل، وتم حتى الآن حفر 1000 بئر من إجمالي 1312 بئرا مخطط حفرها في تلك المرحلة، كما روعي استخدام وسائل الري الحديثة لترشيد استخدام المياه والاعتماد على الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء اللازمة لتلك المناطق .


ويعد مشروع استصلاح واستزراع 1.5 مليون فدان باكورة مشروع عملاق يهدف لتنمية 4 مليون فدان وزيادة المساحة العمرانية في مصر بنسبة 5 % بحلول عام 2030 ، كما يساعد هذا المشروع على خلق تنوع اقتصادي كبير يغطى كافة محافظات الجمهورية، ويتيح عشرات الآلاف من فرص العمل أمام الشباب في مختلف المجالات الخدمية والإنتاجية .


ويحظى صعيد مصر بالنصيب الأوفر من تلك المشروعات، وقد روعي في تخطيطها خلق مجتمعات زراعية وصناعية متكاملة ركيزتها إنتاج الخضر والفاكهة والنباتات العطرية والطبية وتصنيعها وتعليبها بطرق حديثة، وكذلك تربية وتنمية الثروة الحيوانية من إبل وأغنام وماشية والثروة الداجنة والثروة السمكية بما يحقق سد الفجوة الغذائية بين المعروض والمطلوب في السوق المحلى ويحقق فائضا في الإنتاج يمكن تسويقه للخارج لتوفير العملة الصعبة اللازمة لتطوير مشروعات التنمية . 


ونجحت الدولة المصرية في الانتهاء من عدد 105 شونة و25 صومعة لحفظ وتداول الغلال للحفاظ على محصول القمح وتقليل نسبه الفاقد  .


وجاري تنفيذ أكبر مشروع استزراع سمكي في الشرق الأوسط وذلك بتنمية وتطوير بحيرات البرلس والبردويل وقارون، وإنشاء مزرعة سمكية على مساحة 2575 فدان ببركة غليون في محافظة كفر الشيخ كمرحلة أولى، وتتضمن المرحلة الثانية 3000 فدان، المرحلة الثالثة وتشمل 20 – 30 ألف فدان . 


وتوفر تلك المشروعات أكثر من 5000 فرصة عمل مباشرة و 10000 فرصة عمل غير مباشرة، وقد أقيم في إطار ذلك المشروع مدينة صناعية متكاملة على مساحة 55 فدانا، تم فيها تأسيس مصنع للثلج وآخر لأطباق الفوم ومعمل أبحاث ومخازن وثلاجات للتخزين، كما تم تطوير بحيرة البردويل لإنتاج 4700 طن اسماك سنويا والحصول على ترخيص تصدير للاتحاد الأوروبي، وتم بالفعل تصدير بعض إنتاج البحيرة بعد افتتاح أكبر مصنع للتغليف والتعليب وحفظ الأسماك وفقا للمعايير العالمية .


ويجري حاليا إعداد الدراسات الخاصة بإنشاء مزرعة سمكية شرق التفريعة على مساحة 19 ألف فدان بالتنسيق مع جامعة قناة السويس، كما تم افتتاح عدد من الأحواض السمكية المزمع إنشائها للاستزراع السمكي بالتعاون مع هيئة قناة السويس والبالغ عددها 3800 حوض سمكي، فضلا عن العديد من مشروعات التفريخ وصناعة المواد الغذائية اللازمة للاستزراع السمكي .