قصة "كعك العيد" عند الفراعنة

في أواخر شهر رمضان من كل عام، تتجه كثير من البيوت المصرية إلى شراء كعك وبسكويت عيد الفطر من المحلات مباشرة، أو عن طريق حجزه في الأفران مبكرًا، وما زالت بعض البيوت وخاصة في الأرياف تحرص على صناعته بايديهم في المنزل ، ويشاركهم الصغار هذه البهجة.


ومن أبرز مظاهر احتفالات العيد الفطر، الذى مازالت بعض الأسر فى الاحياء الشعبية والريف 
ويروي لنا عضو المكتب العلمي لوزير الآثار د.مصطفى الصغير، عن قصة صناعة "كعك العيد " هي عادة مصرية بدأت قبل آلاف السنين، وترجع أصول هذه العادة إلى عصر الفراعنة، لم تكن صناعة الكعك والمخبوزات وليدة اليوم، بل إنها صناعة ظهرت منذ العصور المصرية القديمة، فكان المصري القديم يقوم بصناعته فـــي الأعياد والمناسبات المختلفة، كلمة "حب Heb" على العيد، والتي تقدمها لنا عدد مـــن التقاويم الموجودة فـــي المعابد مثل معبد هابو بالأقصر، ومعبد كوم أمبو بأسوان. 


وقال الصغير ، أن  كل أشكال الكعك الفرعوني منقوشة على جدران مقبرة الوزير "خميرع" في الأسرة الثامنة عشر، وأنهم كانوا يرسمون صورة الشمس التي ترمز للإله رع في الحضارة المصرية القديمة.


واضاف الصغير ، أنه تم تجسيد عملية صناعة الكعك على جدران المعابد الفرعونية، ومنها ما هو موجود حتى الآن على جدران مقبرة "طيبة"، و"منف" في معبد الأقصر.


واشار الصغير ، الي بدأها الفراعنة، فقد صنعه الطولونيين في قوالب خاصة مكتوب عليها "كل واشكر"، كذلك استمرت في عصر الدولة الفاطمية، وفي العهد العثماني، كما توجد في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، هي هيئة قوالب كعك محفور عليها عبارات "كل هنيئا واشكر" و"كل واشكر مولاك"، وظل الكعك باقيًا خلال العصر المملوكي، وكانوا يقدمونه إلى الفقراء باعتباره صدقة، ويقدمونه كهدايا.


واكد الصغير ، ان  الخبازون اعتادو في القصور الملكية على إعداد الكعك والتفنن فيه، وتقديمه إلى الكهنة المسؤولين عن حراسة المقابر الملكية.


كما قدم الفراعنة قرابة 100 شكل من أشكال الكعك، واتخذت الأشكال طابعًا هندسيًا، وتم نقش الكعك برسوم الحيوانات والنباتات، تمامًا كجدران المعابد.


وكانت النسوة في مصر القديمة يصنعون الكعك ويقومون بإهدائه إلى المعابد حيث ألهتهم وإلى الكهنة الذين يقومون بحراسة هرم الملك خوفو وخاصة في يوم تعامد الشمس على حجرته وسجلت هذه النقوش على مقبرة الوزير رخميرع في الأقصر خلال الأسرة الثامنة عشر والتي تشرح نموذجا جميلا لصناعة الكعك حيث إن النسوة يقومون بإحضار عسل النحل الصافي ويضاف مع السمن ويضعونه على النار ثم يضاف إليه بعض الدقيق ويقلب على النار حتى يتحول إلى عجينة يمكن تشكيلها بأي شكل ثم بعد ذلك يحشونه بالعجوة وبعد الانتهاء يتم تزيينه ببعض الفواكه.


وهناك بعض النقوش التي سجلت تلك القرابين التي كانت تحتوي في مضمونها على العيش والقرص والكعك والغريبة التي يتم صناعتها الآن لتكون من مظاهر الفرحة على المصريين بقدوم العيد وتنتشر هذه العادة بصفة أكثر في الريف المصري ويتم أيضًا توزيع القرص والكعك على روح المتوفى وسجل على مقبرة رمسيس الثالث بمدينة هابو نقوش توضح هذه الاحتفالات بما يسمى بكعك العيد حاليا.


وصنع المصريون القدماء الكعك بطريقة شبيهه بالطريقة المعاصرة، وكانوا يخلطون السمن والدقيق مع العسل، في أوان موضوعة على النار، حتى يتحول الخليط إلى عجين، ثم يتم وضع الفواكه المجففة داخله، وقدموه مع عسل النحل والجبن الأبيض.