صاحب ديوان "سمرؤوت" الأديب محمد جمال.. ممسوس بالثقافة ويهوى الرسم

عملاق هو رغم إمعانه في التخفي والزهد في الأضواء، صاحب "سبع صنعات" لم يتاجر بموهبته الطاغية أو يلقها على قارعة الطريق ويمض.
كان ولا يزال ذا كبرياء عصمته من الانحناء طيلة مسيرته الأكاديمية والإبداعية الحافلة، منذ دلف إلى القاهرة بليل قادمًا من ريف مصربخيال شاعر ورسالة نبي، ودأب باحث وطالب علم ينتمي "للدرعميين" عشاق اللغة العربية وحراس معناها ومبناها ضد أفاعيل الزمن وما أكثرها.
حرت طويلًا في الولوج إلى عالمه الخاص: أي درب أسلك، وبأية صفحة أبدأ قراءة كتابه؟ هل أعود إلى الجذور في سنوات البراءة الأولى أم أقفز إلى أيامه الخوالي في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة التي دخلها مفتوناً بدواوين الشعر وخيالات الشعراء وجماليات لغة المقال، وتخرج فيها بحراً في علم العروض ومبتكرا للنظرية "النصية العروضية".
مس ثقافي
أديبنا محمد جمال صقر صاحب الـ 51 عامًا، ممسوس هو بالثقافة، عاشق للفنون، يهوى الخط العربي ويتقنه، ويبرع في الرسم، حتى أنه صَدر ديوانه الأخير "سمرؤوت" 2017 عن دار الغشام بما يشبه الاعتراف والتنبيه:
اعلم 
أيها المطلع على هذا الديوان
أنني رسام 
بل ما أنا إلا رسام 
أرسم الأشياء
ثم أهرب منها 
لأهرب إليها
إي والله
لأهرب منها إليها أرسمها
عاشق للموسيقى ويراها صوت الشعر وصداه، الدكتور صقر يعمل أستاذا بقسم النحو والصرف والعروض بكلية دار العلوم من جامعة القاهرة، ويقدم خبرته حاليًّا أستاذا بقسم اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب بجامعة السلطان قابوس، وقد كتب مرة في لحظة بوح:
" لقد رغبت من قديم في العمل بكلية الفنون الجميلة، أو كلية التربية الموسيقية، أو معهد الموسيقى العربية، حتى تعود الموسيقى اللغوية وغير اللغوية سيرتها الأولى، مزاجين في شرابي ووترين في عودي".
أوان الورد
ما الذي يدفع شخصا ما لكتابة وصيته وهو في مقتبل عمره، سؤال حرت فيه كثيرًا، تسعة بنود حاسمة كتبها في الخامس والعشرين من عام 2003 ناسخة لما قبلها، هي مجمل وصيته لورثته من بعده، كفيلة بمفردها أن تدل عليه وترسم ملامح شخصيته بمنتهى العمق والتفرد.
يقول في البند الثاني مخاطبا ورثته:
- " أن يقوموا على كتبي التي جمعتها والتي ألفتها بما ييسرها لطلابها ولهم في أصدقائي مشير صالح، ولا سيما أخواي العزيزان الكريمان الدكتور طارق سليمان النعناني والدكتور عبد السلام السيد حامد". لعل أديبنا قد أصاب بذلك علما ينتفع به، وأكمله ببند لاحق أوصى فيه: " أن يحعلوا لكلية دار العلوم بجامعة القاهرة من مصر المحروسة، مقدار ألفي دولار كفاء ما أعطتنا".. وياله من وفاء نبيل للكلية التي علمته في سني عمره الأولى.
- أما الصدقة الجارية فكان نصيبها البند الرابع من وصيته وجاء فيه:" أن يجعلوا لفقراء يتامى القريتين ( قريتي وقرية أصهاري الملائمين) ثلث مالي كله، وقفًا".
وبالطبع لم ينس أن يوجه خلفه الصالح إلى الدعاء له، إلى آخر الوصية التي تصل عمله إلى يوم معلوم بحول الله.
سلام عليك أبا ريم، براء، رهام، سرى، فرات، طبت بهدايك الربانية التي تزين مملكتك الصغيرة بملكتها الفريدة!
نبتدي منين الحكاية!
هكذا كتب الشاعر الغنائي محمد حمزة، وغنى له العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في عام 1975، أستعير أنا هذا المطلع الغنائي وأنا أطرق باب الأديب الشاعر المشغول بعروض الشعر، مؤثرًا البدء بالإنسان المصري الأصيل الكامن فيه، العاشق لتراب وطنه لا تبدله الأيام وإن تبدلت عليه، فهو خلطة فريدة من طمي النيل، مخلص وفي للحجر قبل البشر.
تتلمذ "صقر" على يد أحد أساطين اللغة العربية وأعلامها، صاحب "الطريق إلى ثقافتنا"، العلامة محمود محمد شاكر( 1909-1997)، وعلى رغم عزوف الأخير عن الحياة الثقافية بعد معاركه الفكرية مع عميد الأديب العربي الدكتور طه حسين، وبعد معاركه مع د. لويس عوض، وآخرين، لا يحلو لصقر التلميذ أن يصف أستاذه محمود شاكر إلا بـ "أستاذنا أستاذ الدنيا"...أي وفاء هذا في زمن عز فيه الوفاء!
مدرسة الشعب
ينحدر الأديب الشاعر اللغوي محمد جمال عبد الحميد عبد المعز صقر الصعيدي من صعيد مصر، إلا أن مولده في قرية طملاي بمركز منوف من محافظة المنوفية بدلتا النيل في 20 مارس 1966، وقد تنقل مع والده وأسرته التي استقرت بإحدى قرى محافظة بني سويف التي تلقى بمدارسها تعليمه الأولي.
لم يكن محبًّا لمدرسته (مدرسة شجرة الدرالابتدائية)، وعنده أسبابه، يتذكر منها الآن أستاذه المسيحي "شحاتة" الذي كان يختار أديبنا الطفل الصغير ليقرأ من آي القرآن بصوته العذب، كما يتذكر الطفل الصغير مدرس اللغة العربية الأستاذ "محمد عثمان"، الذي حبب إليه اللغة العربية حتى شغفته حبا، ؛ وعنه يقول في كتابه " الطريق إلى الأستاذية -2013 ص 9:" وما أدراك ما الأستاذ محمد عثمان: علم وفن وحزم، يملأ السبورة من أطرافها بخطه الجميل، ولا يترك شاردة ولا واردة".
وفي الإعدادية درس صقر بمدرسة الشعب، ثم انتقل مع الأسرة من جنوب مصر إلى شمالها، ليواصل دراسته في المدرسة الأهلية بمركز منوف، ويزيد تعلقه باللغة العربية متأثرًا أستاذها القدير "إبراهيم"، الذي اعتنى بأعماله الصفية وأشركه في تقديم نصوص منتقاة من الأدب العربي الرفيع للإذاعة المدرسية؛ فأطلق من فصاحة لسانه، وكشف عن بديعه وبيانه في مرحلة مبكرة من عمره.
يتذكر الطالب صقر مرحلة الثانوية بمدرسة منوف، ويفخر بأن معظم مدرسيها في ذلك الوقت كانوا من حملة الدكتوراة، وعن هذه المرحلة يقول في كتابه " الطريق إلى الأستاذية- ص 13": " وما زلت أذكر مدرسينا الأفاضل فيها جميعًا، فلا أدري أيهم أفضل، غير تقصير مدرس التربية الإسلامية (الدين)".
ومع انتقال والده للعمل بحفر الباطن شمال شرق المملكة العربية السعودية، انتقل صقر ليكمل دراسته الثانوية هناك، درس لفترة بالقسم العلمي، ورغمًا عنه حولته المدرسة إلى القسم الأدبي، وحول هذين التخصصين يقول:" ويا بعد ما بين همة العلميين ونشاطهم وقعود الأدبيين وكسلهم،غير فتى فيهم كان من الهمة والنشاط على فطرة سوية، فكنا فيهم أغرب من عابد في سوق"!.
في دار العلوم
تفوق صقر في الثانوية واختار كلية دار العلوم وفضلها عن سائر الكليات التي كان يمكنه بمقدوره وبمجموع درجاته أن يلتحق بها بسهولة؛ تحدى بذلك كل تحذيرات الأهل والأقارب من صعوبة الدراسة بدار العلوم، إلا أن العشق والهوى للأدب واللغة لهما حسابات أخرى، يتذكر صقر هذه السنوات فيقول:
" وشغفت بدار العلوم حتى صرت أعجل إلى النوم لأبكر إليها فأطوف على معالمها وأجول في مرافقها وأرتمي في حضنها وأنشق عبير ماضيها في حاضرها من قبل أن يشوبه من لا يمييز الخبيث من الطيب. ومكنتني دار العلوم من نفسها، فاتصل بيني وبينها سر غير مستتر، يفضحه لفظ اللسان المبين، ولحظ العين المتأملة، وحكم العقل المتطلع، وشوق القلب المتعلق".
وبعد هذا العشق كان الحصاد، فتخرج الطالب متفوقا وعُين معيدًا بالكلية، فأخذ يحدث نفسه متسائلاً:" أَنّى لمن كره المدرسة أن يحسن التدريس"!
درس الأمثال العربية القديمة دراسة أسلوبية نال عنها درجة الماجستير العليا، وأتبعها بدراسة علاقة عروض الشعر ببنائه النحوي التي نال بها كذلك درجة الدكتوراة العليا، ليمضي في رحلة صعود السلم الأكاديمي بخطا واثقة. ساخر هو غير صدامي، ثابت على المبدأ، مسكون بإيمان وثقة في الله بلا حدود، وتصالح مع النفس كفاه وأغناه مدى الحياة، لهذا لمييأس ولم يحزن في كل مرة تعثرت فيها خطاه أو تأخرت، جراء تغيير عنوان رسالته للماجستير أو صعوبة مسار دراسته للدكتوراة، كما لم توقفه أفاعيل لجان الترقية حتى وصل للأستاذية بجدارة واقتدار عام 2012.
كان شغفه بالعلم ونهمه بالبحث والقراءة أبرز ما اكتسبه من أستاذه العلامة محمود شاكر، فأمضى بين الكتب الساعات بل الأيام والليالي، قارئًا نهمًا لا يشبع وباحثا ومحققًا لا يقنع، كما أنفق جل ماله في اقتناء الكتب حتى ليظن المرء حين يزوره بداره أنه ولد بمكتبة ثم بمرور الوقت تحولت المكتبة إلى بيت سكنى!
شجاع هو لا يخاف في الحق لومة لائم، لا يأبه بمناصب ولا ترق، السطور الأخيرة من كتابه في الطريق إلى الأستاذية تكشف ذلك بجلاء حي يقول:
" وقفت في ملأ الحاضرين أقص طرفاً من رحلتي هذه إلى الأستاذية، ثم أعلنت عليهم أنني أتمنى لو كانت بيدي الآن شهادة الأستاذية لأضعها تحت قدمي، رفعًا لمقام طلب العلم على مقام طلب الترقي"!
قال كلمته فغضب من غضب من الأساتذة غير المكتملي الأستاذية على حد وصفه، مؤكدًا:
"أردت إجلال مقام طلب العلم الذي هان علينا في مقام طلب الترقي، ولا حول ولا قوة إلا بالله".
بحر المحمول
ابن الريف المصري، صاحب الانتشار الأوسع الآن على الإنترنت بموقعه المتخصص http://mogasaqr.com/ وعلمه وإنتاجه الغزيرين، لم تكن له علاقة بالحواسيب ولا الإنترنت، فهو من جيل الورق، لكن داوم الحال من المحال، عن هذه التجربة يقول:
" لم أعرف الحاسوب إلا حين طبعت رسالتي للدكتوراة 1995/1996... وتزايدت معرفتي بالحاسوب حين عملت بجامعة السلطان قابوس في العام 1997، ولما سكنت في مساكن الجامعة المبنية على ألا يعمل فيها الأستاذ الجامعي شيئًا غير أن يرتاح بعد يومه الجامعي الإنجليزي الطويل هربت إلى مكتبي، وتألَّفته، ثم لزمته حتى كدت أقيم فيه ليل نهار، ولم يخل الحاسوب من تألُّفي ذاك ولا من لزومي، وانفتحت لي أبواب الإنترنت على مصاريعها، فدخلت ولم أخرج"!
وكما كانت علاقته بالحواسيب معدومة، كانت علاقته كذلك بالهواتف المحمولة وعن هذه التجربة يقول:" كنت قبل شراء هاتفي المحمول، في مندوحة وبحبوحة! أغيب أغيب أغيب ثم أحضر فجأة، فلا يكون أحسن في الغياب من غيابي، ولا أحسن في الحضور من حضوري".
اليوم صرنا أسرى الهواتف المحمولة ، وضرب أديبنا معها صداقةوصارت رسائله علامة من علاماته إلى الدرجة التي ردد فيها مازحًا وسط جمع من أقرانه وأساتذته، سأبتكر بحرًا جديدًا في علم العروض، أسميه بحر المحمول، مستعدا لتوصيل الشعر إلى المنازل!
سرب الوحش
كٌتب عليه السفر والترحال ولم يكن كرهه له كأديب نوبل نجيب محفوظ، فقد تنقل من ريف مصر لصعيده ومن مصر لمدينة الرسول -صلى الله عليه، وسلم!- التي عمل في جامعتها قبل أن ينتقل ويستقر به المقام في سلطنة عمان التي أسرته بدفء أهلها وطلاب العلم فيها وطيبهم وتسامحهم، وتخلل هذه الرحلة الممتدة من 1997 إلى الآن أسفار عديدة إلى أصقاع الدنيا كلها، شاعرا ومتحدثًا ومحاضرًا وعارضا لأبحاثه في عشرات المؤتمرات المعنية بالأدب واللغة والشعر، ولم يعقه اشتغاله الأكاديمي عن تقديم إنتاج إبداعي محترم، عشرات المقالات الأدبية واللغوية، وعدة دراسات وكتب في الشعر والقصة والنحو والصرف والعروض.
تزين كتابات صقر العلمية الرصينة والأدبية الثقافية التثقيفية معظم مكتبات الجامعات العربية، إضافة إلى طيف واسع منها أتاحه لطلاب العلم عشاق اللغة والأدب والشعر، عبر موقعه الإلكتروني.
صدر له عام 2000، "الأمثال العربية القديمة: دراسة نحوية، ومعها " علاقة عروض الشعر ببنائه النحوي"، وهما رسالتا الماجستير والدكتوراة، ثم عام 2006 "سرب الوحش: أبحاث نصية وعروضية"، وفي عام 2007 صدر له " إذا صح النص: أبحاث نصية نحوية، و"ظاهرة التوافق العروضي الصرفي"، ثم فيما بعد "رحلة البريمي: مشكلات تدريس علوم اللغة العربية"، و عن وزارة التراث العمانية "مظهر الخافي" للخليلي، و"ديوان علي بن شنين الكحالي"، وكلاهما تحقيق وتقديم وتعليق وفهرسة.وما زال من كتبه بين يدي النشر "نظرية النصية العروضية"، و"عصا المربد: أبحاث عروضية"،وغيرهما.
آثاره الشعرية والأدبية تدل عليه، وعلى نهجه الشعري المميز خاصة محاولاته الأولى التي صدرت بها بعض الكتب الشعرية ("لبنى" 1994، و"براء" 2000، و"سمرؤوت 2017)،وسلسلته النثرية "نجاة من النثر الفني: مقالات ومقامات".
الطائفة الباغية
للشاعر الأديب مقولة لها دلالتها حول الشعراء والنقاد، يقول صقر:" إن الذي خلق الشعراء وأملى لهم في التحصيل والتفكير والتعبير حتى أشرفوا على الناس من القمر، لقادر على أن يخلق النقاد ويملي لهم في التأمل والاستيعاب والتمييز حتى يشرفوا على الشعراء والناس جميعا من الشمس! بل لولا هؤلاء النقاد ما كان مثل أولئك الشعراء".
صدر له أخيرا "سمرؤوت.. ديوان الصور المسموعة والأصوات المرئية "، 2017، عن دار الغشام، وهو عبارة عن مثلثات شعرية منظومة بعمق ورشاقة، ومنها التقط ما يشبه اللوحات القلمية من دنيا الله الواسعة؛ فحول الحقوق السليبة على يد أقرب الأقربين يقول تحت عنوان "مُحتضَر":
يا عين أمك يا ابني والفقر والبرد والشردْ
لم يخلق الله أقسى من عمك المتخم الوغدْ
لكن أتمضي سريعًا دوني فمن ينجز الوعدْ
ولا تخلو مثلثاته الشعرية من دعابة وخفة ظل -وهي من نسيج روحه وسمته- ممزوجة بحس ووعي عميقين ببسطاء الناس في بلاده، يقول تحت عنوان إفطار:
في الفول سر عجيب يخفيه عم نجيبُ
تصونه بصلات شُمّ وخبز مهيبُ
إليه تهوي القلوب وتستريح الجيوبُ
باعتبار الفول الوجبة الشعبية الأرخص حتى الآن في عموم مصر إلى أن يثبت العكس!
في مقام الانصات
وكما أبت جدراته الشعرية والأدبية، تدل عليه أستاذيته، بعيدًا عن أضواء الإعلام؛ فقد دأب مع تلامذته في مصر ثم في سلطنة عمان، على أن يقرأ عليهم قطوفا من الشعر، يقرأ ليرصد المنصتون موسيقى شعره ولغته، ثم يقرأ كل واحد منهم والكل في صمت مهيب، ليتذوقوا حلاوة اللسان العربي، بعد أن يستفتتح لقاءاته الطلابية بقول الأصمعي:
"أول العلم الصمت، وثانيه الإنصات، وثالثه الحفظ، ورابعه العمل، وخامسه النشر".
وتلك هي طريقته الفريدة في تعليم طلابه؛ أما في مقام الكتابة فله رؤيته الخاصة، وعنها يقول صقر" " لن نستطيع أن نفصل الكتابة من القراءة، ولا القراءة من الكتابة، فكما تخرج هذه من رحم تلك، تظل من دواعيها؛ ومن ثم بدا لي السعي إلى مهارة الكتابة رقيا في مقامات فقه القراءة والكتابة جميعًا معًا".
وبعد أن بلغت اللغة والأدب والشعر من الأديب الدكتور محمد جمال صقر، نال جوائز التقدير والتكريم في عواصم عربية وعالمية، لتكون الحكمة التي بلغها حين أتم الخمسين هي التي صاغها بقوله:
"أَحرِ باللغوي الأديب إذا بلغ الخمسين أن يكافح الظنون باليقين، ويدافع الأنين بالحنين"!
وتظل اللغة ويبقى الشعر، أنينه وحنينه، وشغفنا وغوايتنا.
اقرأ كتابك أديبنا الكبير، فقد أعيتني السطور وما بين السطور، وغرقت في أشعارك والبحور؛ فسلبت عقلي موسيقاه، وبهرتني الصور! اقرأ كتابك وردد صداه في المدى السرمدي!أدلِ بما في قلبك الصامت من أسرار:
الشمس لا تزول
بل تنمحي
لمحو ليل آخر
في ساعة الأفول!