صور وفيديو.. »بوابة أخبار اليوم« ترصد حكايات شهداء دير الأنبا صموائل

الأحزان تسطر نهاية الحياة البائسة التي كان يعيش فيها عمال الأجراس بقرية دير الجرنوس التابعة لمركز مغاغة والتي ودعت 7 من أبنائها العمال بعد الحادث الإرهابي الذي امتدت يده لتقتل 28 من الأبرياء بينهم أطفال صغار، على الطريق الصحراوي الغربي أثناء توجههم إلى دير الأنبا صموائل، وماركو الطفل الصغير الذي لم يتجاوز عمره 15 عاما والذي يعد الناجي الوحيد بين عمال الأجراس يعجز لسانه عن الكلام بعد رؤيته والده يسقط على رمال الصحراء غارقا في دماءه ينتقل إلى المستشفى للاستشفاء.
 
كل يوم يستقل العمال السبعة سيارة ربع نقل ويتوجهون إلى دير الأنبا صموائل في رحلة البحث الدائمة عن لقمة العيش بصحبة رئيس العمال هؤلاء يصنعون قواعد الأجراس الخاصة بالدير، لم يكن العمال يعلمون أن قصة كفاحهم مع لقمة العيش سوف تنتهي على رمال الصحراء بالقرب من الدير، اصطحب رئيس العمال عايد حبيب نجله معه لزيارة الدير وكأنه يعلم أن حضنه له لإنقاذه من رصاص الإرهاب هو أخر أحضانه لنجله وبعدها سيغادر الدنيا بلا رجعه بصحبة رفاق الكفاح وهم لمعي إسحاق تاضروس 44 سنه وإسحاق شلبي 45 سنه وعايد ورد 33 سنه وعيد إسحاق منقريوس 46 سنه وناصف ممدوح عياد 42 سنه وصموئيل عاطف 32 سنه.
 
يقول إسحاق عزيز أحد أقارب عايد حبيب أن الجميع من الشهداء كانوا في طريقهم إلى دير الأنبا الصموائيل الذي يقع على الطريق الصحراوي الغربي فقد استطاع عايد أن يحصل علي عمل هناك وهو تثبت  القواعد الخاصة بالأجراس للدير.
 
وأضاف: "كان عايد يصطحب معه العمال ويمكث بالدير أسبوعيا 4 أيام ثم يعود إلى المنزل ، وفى هذا اليوم المشئوم خرج عايد الساعة السادسة والنصف مستقلا سيارة ربع نقل متوجها إلى الدير وبصحبته نجله ماركو خرج عليهم مجموعه مسلحة وأطلقت عليهم النار ومنهم من إصابة 25 طلقة نارية ومنهم من تم ذبح نجلها على أقدامها، ولفت إسحاق أن الجميع عمال بسطاء يأكلون يوما بيوم".
 
أما ماركو عايد الطفل الناجي من الحادث والذي رفضت أهليته الوقوف أمام الكاميرا لتصويره يقول وهو يتلعثم وينهمر في البكاء، قال: "قتل والدي أمام عيني .. خرج أبى كعادته إلى الدير وكنا نسير خلف أتوبيس كان يقل عدد من الأشخاص أيضا متهجين إلى الدير وفجأة خرجت مجموعة ملثمة قطعت الطريق على الأتوبيس مما دفعهم للتوقف وتوقفت سيارتنا خلفهم سمعنا إطلاق الأعيرة النارية هرع أبي من السيارة ومعه العمال فإذا بما يقرب من 12 شخصا ملثما و3 سيارات 2 كابينة متوقفة يقولون لنا "قولوا الشهادة ولن نقتلكم".
 
واستطرد ماركو: "قال أبى ومن معه نحن متوجهون إلى دير الأنبا صموائل فأطلقوا النار علينا وأخذني أبى بين يديه وأنا أغمضت عيني حتى رأيتهم يرحلون أسرعت إلى بعض الزراعات وقمت بالاختباء بها حتى رحلوا عدت إلى المكان وجدت أبى يسقط على الأرض غارقا في دماءه ولا أحد يتحدث بكلمة واحدة، مما دفعني للهرب إلى أن وجدت أشخاص قلت لهم ما حدث وبعدها سقطت مغشيا علي".
 
نوال فرج الله زوجة الشهيد ناصف ممدوح عياد فوزي، البالغ من العمر 32 سنة، متزوجة منذ 6 سنوات ولديها 3 أطفال أصغرهم طفلتها البالغة من العمر 3 أشهر تحملها على حجرها تبكي وتقول "انظر إلى  طفلتي الصغير ايريني ذات الأشهر الأربعة، وابني ابانوب ابن العام ونصف، وأكبرهم كيرلس عمره خمس سنوات، من الذي يعولهم بعدما استشهد أبيهم".
 
قالت نوال: "إن زوجها خرج في السادسة والنصف صباح الْيَوْمَ من منزله إلى دير الأنبا صموئيل للعمل هناك لمدة ثلاثة أيام لإصلاح جرس الدير، وقبل أن يخرج من منزله طلب منه ابنه الكبير أن يتناول معه الإفطار".
 
أضافت زوجة الشهيد: "بعدما خرج زوجي إلى العمل جاء خبر في القرية ، قالوا لنا إن هناك " واحد عامل حادثة "، خرجت القرية كلها عن بكرة أبيها وخرجت النساء وكنت معهم ولما وصلنا كوبري البلد اخذوا الرجال فقط في السيارات وتركوا النساء ، وغادروا ليعودوا لنا بالخبر اليقين عن نبأ استشهادهم".
 
وأنهت نوال حديثها قائلة: "هم استشهدوا وراحوا عند ربنا ولكن تَرَكُوا ألم كبير ولَم يعد لنا من يعولنا ونقول للرئيس ينقذنا ويشوف لنا حل في الإرهاب وأن ترعانا الحكومة فلم يعد لنا من عائل ولا يرعانا غير الله".
 
فيما قالت نرجس مكاري والدة ناصف "قتلوا ابني الذي ينفق على البيت، نعيش أنا وزوجته وأولاده، يخرج في الصباح كالطير خاوية البطن ويعود لنا لي أخر النهار بما أعطاه الله له، فالرب كتب له رزقه حيث يعمل يوم بيوم، ونحن نثق في انه ذهب إلى الحياة الأبدية شهيد المسيح وهو شفيع لنا في السماء.
 
وأضافت أنها فقدت رب أسرتها وليس لها غيره يرعى بيتها المكون من عدد من السيدات وكثير من الأنفس والأطفال الرضع تركهم وانتقل إلى جوار عرش الرب، لم يعد هناك من يعود إلي حضنها في أخر النهار ليلقي في حجرها أجرة الْيَوْمَ وبعض الفواكه وأرغفة العيش التي كانت تسعد بهم وتمارس محبتها في أن توزعها على سيدات المنزل وأطفالهن.
 
وقال أخو الشهيد إسحاق جرجس شلبي بأن أخيه خرج الساعة 8 صباحا من أجل خدمة الدير وعندما عبروا الكمين الأمني قام مجموعة من الإرهابيين مستقلين سيارات دفع رباعي وأوقفوا الأتوبيس وطلبوا منهم بطاقتهم الشخصية وعندما تأكدوا بأنهم أقباط أمروهم بنطق الشهادة فرفضوا فقاموا بإطلاق النار عليهم مؤكدا أن جميع الضحايا ذهبت لمستشفيات مغاغة والعدوة ومطاي.
 
وأشار أن مستشفى مطاي تعاملت معهم بمنتهى العنف وقال: "رفضوا تغسيل الجاثمين بحجة عدم وجود المياه فقمنا بإحضار المياه من الخارج مؤكدا بأن الإرهابيين تركوا أورق مكتوب عليها هذا بداية صيامنا كما أنهم لا يعرفون الله وليس لديهم أي صلة بالدين.
 
ومن جانبه قال راعي كنيسة العذراء بدار جرنوس الانما شنوده جرجس بان الإرهابيين سرقوا مصوغات السيدات وأموال الرجال وأن هؤلاء القتلى ليس لهم علاقة بالوطن مطالبا المسئولين بضرورة تعليم الناس بأن الدين لا يحث على العنف والقتل.
 
وأشار الأنبا شنودة جرجس أن: "القوات المسلحة ورجال الشرطة لن يتصدوا للإرهاب لوحدهما بل يجب أن يتحد معهم جميع مؤسسات الدولة .. كما أن الناس أصبح لديهم نوع من اللامبالاة من حالات العنف والقتل التي تجرى باستمرار" 
وأضاف بأن المستشفيات لم تكن مؤهلة لاستقبال المصابين ولا يوجد بها زجاجة محلول واحدة أو أكياس دم.
 
يذكر أن محافظة المنيا، شهدت حادث إرهابي على الطريق الصحراوي الغربي استهدف أتوبيس كان يقل زائرين لدير الأنبا صموائيل من محافظة بني سويف ومجموع من العمال من أبناء قريتي دير الجرنوس والشيخ زياد بمغاغة وراح ضحيته 28 شهيدا و24 مصابا تم نقلهم إلى معهد ناصر.