لأول مرة..كشف تفاصيل كنوز "توت عنخ أمون" بالمتحف الكبير

تمكن المشرف العام على المتحف الكبير الدكتور طارق توفيق، من الانتهاء من الأعمال الإنشائية للمبنى الرئيس للمتحف بالكامل بنسبة 100%.
فاجأ توفيق، بتقديم موعد الافتتاح الجزئي للمتحف الكبير، قبل الموعد الذي كان مقرر له منتصف العام المقبل، وانه من المتوقع افتتاحه مطلع عام 2018.
نجح توفيق، أيضاً في أن يفتح أبواب المتحف الكبير، على التعاون مع الدول والمؤسسات الأخرى خاصة اليابان، وتبادل الخبرات مع المتاحف العالمية للتعرف على كيفية تعاملهم مع، إعداد الزوار الكبيرة، كيفية عمل نظام التذاكر وإمكانية الحجز عبر الانترنيت، وكذلك خبراتهم في التأمين الداخلي والخارجي.
وأوضح الدكتور طارق توفيق، أن جميع أعمال التوثيق العلمي والترميم الأولى تمت على العجلة الحربية قبل التغليف وذلك لضمان سلامة الأثر أثناء عملية النقل، وحفاظا على القشرة المذهبة.
ومن جانبه، قال عيسى زيدان مدير عام الترميم الأولى ونقل الآثار بالمتحف الكبير، إنه يتم استخدام مواد وخامات تغليف عالية الجودة وخالية تماما من الحموضة، هذا بالإضافة إلى استخدام وحدات ضد الاهتزازات أثناء عملية النقل وكذلك أجهزة لقياس الحرارة وشدة الاهتزازات بما يضمن سلامة الأثر.
صرح مدير عام الشئون الفنية للترميم بالمتحف المصري الكبير ومدير المشروع المصري الياباني المشترك لترميم الآثار، الدكتور حسين محمد كمال، أنه قد تم استخدام مواد وأساليب حديثة في عملية التغليف وتحريك السرير، حيث تم استخدام روافع هوائية دقيقة تحت قاعدة السرير، ووضعه على خامات تسهل تحريكه من منطقة القاعدة دون أي إجهاد ميكانيكي لجسم السرير، والذي قد سبق دراسة البنية الداخلية والوصلات الخشبية له وحالاتها باستخدام جهاز التصوير بالأشعة السينية، الذي ساعد كثيرا في التعرف على نقاط الضعف في السرير وحدد مقدار التدخل اللازم للحفاظ عليه أثناء عملية النقل.
وأوضح الدكتور حسين كمال، أن المشروع هو نقل وترميم وصيانة 71 قطعة أثرية من الآثار المختارة للعرض بالمتحف المصري الكبير والتي تتكون من مواد أثرية مختلفة (الأخشاب – النسيج – التصوير الجداري).
وتم اختيار العربات الحربية وعددها 5 عجلات حربية، والأسرة الخاصة بالملك توت عنخ آمون وعددها 3 أسرة من الآثار الخشبية، ومن النسيج تم اختيار بعض قطع النسيج من مجموعة توت عنخ آمون وعددها (57).
كما تم اختيار 6 لوحات جدارية تنتمي لمقبرة سنفرو، وهي منفذة على حامل من الطوب اللبن ومعروضة حاليا بالمتحف المصري بالتحرير.
وبدأت الإجراءات التنفيذية للمشروع بعد أول اجتماع للجنة المشتركة للتنسيق (J«C) بين الجانبين فى 16 ديسمبر 2016م تحت إشراف الأستاذ الدكتور طارق سيد توفيق المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير وتحت رعاية الدكتور خالد العناني وزير الآثار.
ويشارك الجانب الياباني في المشروع بأكثر من أربعين خبير ياباني فى مجالات الصيانة والترميم والنقل كما يشارك بتوفير أحدث المواد والخامات والمعدات اللازمة لتنفيذ المشروع وكذلك شراء بعض الأجهزة الحديثة المستخدمة فى المتاحف العالمية واللازمة لأعمال التوثيق والفحص وإهدائها إلى المتحف المصري الكبير.

وتساعد تلك الأجهزة كثيرا في إعداد خطط عمل مبنية على دراسة وافية للقطع الأثرية مما يمكن من الحفاظ على تلك القطع والتعامل معها بأسلوب علمي.

كما يشارك الجانب المصري بأكثر من 60 خبيرا وأخصائي من المتحف المصري الكبير، كما يشارك بالتجهيزات الحالية لمركز ترميم الآثار والذي يعد أكبر مركز ترميم للآثار بالعالم.

ويحقق هذا المشروع الأهداف الاستراتيجية لمركز الترميم؛ حيث أن التعاون الدولي وتبادل الخبرات مع المؤسسات الدولية ذات الاهتمام المشترك يرفع من القدرات الفنية للعاملين.

وقد تمت هيكلة المشروع بحيث يتضمن ثلاث لجان رئيسية (لجنة الأخشاب – لجنة النسيج – لجنة التصوير الجداري) تضم كل لجنة خبراء من الجانبين المصري والياباني متخصصين في مجال عمل اللجنة وتختص اللجنة بوضع خطط العمل ومتابعة تنفيذ الأعمال.

كما تضم هيكلة المشروع مجموعات عمل تنفيذية تختص بالتوثيق، الفحص والتحليل، الترميم الأولي، التغليف والنقل، التعقيم بالغازات الخاملة، الترميم النهائي.
ويترأس اللجان والمجموعات التنفيذية للعمل مدير المشروع المسئول عن إدارة وتطبيق المشروع، التنسيق بين أنشطة المشروع، مراجعة خطط العمل وإجراءات الترميم والصيانة.

وقد تم إجراء عمليات التوثيق للقطع الأثرية لإثبات حالتها قبل أي تدخل بالنقل أو الترميم.

تضمنت هذه الإجراءات توثيق العجلة الحربية وسرير الملك توت عنخ آمون؛ بحيث تمت دراسة البنية الداخلية والوصلات الخشبية وحالاتها مما مكن من وضع خطط دقيقة للترميم الأولي والتغليف والنقل مبنية على دراسة علمية دقيقة.
وقد تم بالفعل الاتنهاء من أعمال الترميم الأولي للسرير والعجلة الحربية الخاصة بالملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري بالتحرير؛ حيث تم خلال أعمال الترميم الأولي تدعيم المناطق الضعيفة خاصة عند مناطق الوصلات الخشبية والتي تم الكشف عنها باستخدام جهاز التصوير بالأشعة السينية، وتثبيت القشور السطحية وتدعيمها للحفاظ عليها وضمان ثبات حالتها أثناء عملية النقل لحين إجراء عمليات الترميم بمركز ترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير.
وقد تم وضع خطط دقيقة لنقل القطعتين من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير حيث تم إعداد مواد تغليف تناسب حالة القطعتين الأثريتين وتم تصميم وتصنيع الصناديق اللازمة في اليابان لنقل تلك القطع وقد راعى التصميم الحد من تأثير الاهتزازات والصدمات أثناء عملية النقل، كما تم تجهيز قواعد لامتصاص الصدمات أثناء عملية النقل وأجهزة لقياس الاهتزازات.