شكري: الإرهاب آفة تهدد حاضر ومستقبل قارتنا

سامح شكري
سامح شكري
أكد وزير الخارجية سامح شكري، أن المكون الأفريقي جزء لا يتجزأ من هوية مصر، اتصالا بالروابط الجغرافية والتاريخية بين مصر وجميع دول القارة الأفريقية، وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه الافتتاحي بمناسبة تنصيبه رئيسا لمصر في يونيو 2014، حيث جدد التزام مصر تجاه قارتها الأفريقية.

وأشار شكري - في كلمته اليوم بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر الدراسات الأفريقية في 70 عاما، والتي ألقاها نيابة عنه مساعد وزير الخارجية للمنظمات والتجمعات الأفريقية السفير أمجد عبد الغفار - إلى الجهود الحثيثة التي يبذلها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتوطيد العلاقات والروابط مع الدول الأفريقية الشقيقة وقادتها، الأمر الذي تجلى في حرص سيادته على حضور قمم الاتحاد الأفريقي، والقيام بزيارات ثنائية لعدد كبير من الدول الأفريقية، والحرص على استقبال عدد من القادة الأفارقة ومبعوثيهم في القاهرة.

وأوضح أن أبعاد هذا الالتزام تتجلى في العديد من المجالات، التي من بينها الإسهام المصري في جهود حفظ السلام في أفريقيا، والعمل على تحقيق أهدافها، كما تعمل مصر جاهدة على الاستفادة من عضويتها المتزامنة في كل من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ومجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي؛ في إطار جهودها لمعالجة التحديات والتهديدات المتصلة بالسلم والأمن في أفريقيا، وكذا طرح الحلول والبحث عن سبل مواجهة هذه التحديات والتهديدات.

وشدد على أن مصر طرحت وقادت جهود التفاعل لتعزيز التعاون والتنسيق بين مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الأفريقي، فضلا عن أنها جددت التزامها بأن تكون لاعبا مهما، ذات دور نشط في إطار الجهود الرامية لتحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي وبناء القدرات في مختلف الدول الأفريقية.

ونوه الوزير، بأن مصر تتفهم حقيقة أن القارة الأفريقية تواجه عددا وافرا من التحديات المرتبطة بعدم الاستقرار السياسي والأمني وتحدي الإرهاب والتحديات ذات الصلة بالأوضاع الاقتصادية.

وبين أن الإرهاب قد بات آفة تهدد حاضر ومستقبل قارتنا الأفريقية ومصر في حربها ضد هذا التهديد الوجودي، كانت ولازالت، تؤمن بأن الجهود الجماعية على المستوى القاري والعالمي باتت ضرورة للتصدي لهذا التهديد، كما ترى أن المواجهة من مقترب متعدد الأبعاد للتعامل مع الأسباب المتجذرة لهذه الظاهرة أصبحت واجبا وضرورة.

وأضاف أنه انطلاقا من هذا الأساس يعد الطريق إلى الأمام لاستيعاب هذه التحديات الكبيرة هو أن تعمل مصر وشقيقاتها من الدول الأفريقية يدا بيد؛ من أجل العمل على إحياء الروح الأفريقية الجماعية. 

ودعا الأفارقة إلى مداومة الجهود من أجل إحداث الإصلاحات الضرورية للبيت الأفريقي من أجل الاستمرار والتقدم في الحركة إلى الأمام، والتخلص من الفقر وأزمة الديون ومكافحة الأمراض المتقدمة، لاسيما التعاون مع هذه الأهداف الاستراتيجية على وجه السرعة وبجهود مخلصة من أجل أن تحتل أفريقيا مكانا متقدما وموقعا مستحقا في الساحة الدولية.

واختتم وزير الخارجية كلمته، مؤكدا على أن دعم مصر لشقيقاتها من الدول الأفريقية هو أحد الأهداف الرئيسية للسياسة الخارجية المصرية؛ لاستغلال كافة الإمكانات وبناء القدرات القوية لمواجهة التحديات، لاسيما وأن العلاقات المصرية الأفريقية التي تضرب بجذورها في عمق التاريخ، تستند إلى عهود وعقود من التضامن وستستمر وتزدهر لنجني ثمارها في المستقبل الأفضل لأفريقيا.

وكان معهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة قد بدأ اليوم فعاليات مؤتمره الدولي لهذا العام، تحت عنوان "الدراسات الأفريقية في سبعين عاما"، في الفترة من 21 وحتى 23 مايو الجاري، تحت رعاية وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبد الغفار ووزير البيئة الدكتور خالد فهمي ووزير الخارجية سامح شكري ونقيب المهن العلمية الدكتور السيد المليجي.