"الاغتصاب".. تأشيرة الهجرة للسويد!

استقلت ربة المنزل التاكسي متوجهة إلى قسم شرطة مدينة نصر أول تراود مخيلتها بحيرات السويد وانعكاس البيوت والطبيعة، يظهر على البحيرة المطلة أمامها بستوكهولم بالسويد تبتلع لعابها الذي سال طمعاً وملاذاً في الهجرة إلى هناك.
راودها شيطانها في إيجاد الحل للسفر والهجرة بعد أحكمت خطتها الوهمية، معتقدة بأنها سوف تنجح، ولم تكن تعلم بأنها ستقدم للتعامل مع جهاز أمني يتمتع بالذكاء والخبرة غير المسبوقة.
وبدموع التماسيح يستقبلها الرائد حسام فؤاد معاون المباحث، والذي هدئ من روعها، وبصوت خافت وكلمات متعلثمة تطلب منه مساعدتها للقبض على سائق تعدى عليها واغتصبها بأحد المناطق النائية بمدينة نصر ولم يرحم توسلاتها، وبعد أن أوهمها بالسير في تلك الطريق للهرب من الزحام وإشارات المرور، وألقى بها بالطريق دون رحمة أو شفقة، وانهمرت في بكاء مصطنع.
على الفور تم إخطار اللواء محمد منصور، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، الذي أمر بتكليف فريق بحث عال المستوى أشرف عليه اللواءين أشرف الجندي، وهشام لطفي نائبي المدير لسرعة القبض على السائق المتهم.
وبإجراء التحريات المكثفة التي أشرف عليها اللواء أحمد الألفي مدير المباحث الجنائية واستخدام التقنيات الحديثة تبين عدم صحة الواقعة، وأن السيدة تحمل الجنسية العراقية ومقيمة بدائرة قسم شرطة مدينة نصر، ولها محل إقامة آخر بالقاهرة الجديدة.
وأمام العميد نبيل سليم، رئيس مباحث قطاع الشرق، وبتضييق الخناق عليها كانت المفاجأة، حيث اعترفت باختلاق واقعة الاغتصاب لرغبتها الشديدة في الهجرة إلى السويد، بعدما تم رفض طلبها مسبقاً، وحتى يتسنى لها السفر، والحصول على تأشيرة الدخول، وذكرت بأنها استوحت تلك الفكرة من إحدى صديقاتها.
تم تحرير المحضر اللازم وأحالها اللواء محمود ربيع نائب مدير أمن القاهرة لقطاع الشرق، واللواء سيف زغلول مساعد فرقة مصر الجديدة إلى النيابة التي تولت التحقيق.