"كان إنسانا".. هكذا لخص أقارب أحمد رجب وأصدقاؤه وزملاؤه شخصيته الاجتماعية. فمثلما كان في الصحافة بسيطا متواضعا يعشق مهنته ويدافع عن الفقراء والبسطاء كانت تربطه علاقات قوية بأسرته وأقاربه وزملاء دراسته في الإسكندرية ، رغم الشهرة والنجومية إلا انه قاوم الغرور وكان يعامل كل الناس سواسية ، كان يتصل بأصدقائه ويطمئن على أحوالهم ويتواصل مع زملاء كلية الحقوق في الإسكندرية ، فالصحافة لم تنسه اقرب الناس إليه ، والنجومية زادته تواضعا. لم يغلق بابه في وجه أحد وكان يستمع إلى كل الناس، وكان بسيطا في كلماته لا يثرثر كثيرا، فهو يعرف أن من كثر كلامه كثر سقطه.  يقول لبيب معوض زميل أحمد رجب في الدراسة :" أنا حزين حتى الموت هذه العبارة قالها السيد المسيح وأرددها في هذه اللحظة ، التي أشعر فيها أنني أودع صديق العمر وزميل الحياة أحمد رجب ." وأوضح:"أحمد رجب زميل الدراسة حتى تفرقنا بعد الجامعة في الإسكندرية إلى أن ذهب إلى الصحافة وأنا ذهبت إلى المحاماة ، وكنا نلتقي كثيرا وكنا على تواصل مستمر ، وكان أحمد رجب يتصل بي كثير لنري معاً النقد الذي يسمح نشره وانه في حدود النقد المباح قانونيا"، مؤكدا أن أحمد رجب كان يكتب للفقراء ولم يكتب مقابل المال.  وأكدت نرمين سالم حفيدة الكاتب الساخر أحمد رجب، انه مميز في أسلوب حياته مع كل أحفاده و على الرغم من انه ليس والد أبيها أو أمها ولكنها كانت تحبه كثير نظرا، لأنه كان دائما الاتصال بها والاطمئنان عليها ودائما يصبرنا على مشاكل وصعبات الحياة.   وقالت نرمين إن جدها كانت له مقولة متميزة وهي "الحياة سهلة للي يفهمها" لذلك كان دائما يرفض مقابلة أيا من أحفاده في آخر أيامه حتى لا يخيفهم من حياة الدنيا أو الموت ، مؤكدة على أن كتاباته الساخرة ناتجة من شخصيته وذلك لأنه شخصية فكاهية دائم الضحك والسخرية من الموجودين .  وأضافت أن جدها كان لا يتشاجر مع أحد نهائيا إلا فيما يخص العمل فكان يبدأ في العمل ويدخل مكتبه ويغلق الباب وإذا دخل أحد منا عليه وطلب الحديث معه أو التدخل في كتابة مقاله يتشاجر معه ويقول كتاباتي للفقراء وستذهب للفقراء.  ويقول أحمد بسيوني ابن أخت أحمد رجب:" من بداية مرض بابا أحمد كنا علي طول بنزوره خاصة في الفترة الأخيرة بعد ما ازدادت صحته سوء، ودائما كانت آخر وصية للكاتب احمد رجب إننا نظل مترابطين وتربطنا علاقة قوية والحفاظ علي صلة الرحم.  وأضاف أن أحمد رجب كان يقود قلوب أمة بأكملها يعبر أن أحزانها وأفراحها بكلمات بسيطة قليلة عندما توضع فوق سطور مقالاته تقلب كل المعايير والموازين ، يضحكنا حتى البكاء..عطاؤه المميز كان سببا في ترشيحه لجائزة النيل والحصول عليها بأغلبية الأصوات، لا يختلف عليه أحد ولكنه يختلف مع كثيرين. وأضافت ليلى بسيوني بنت أخت الكاتب الراحل، أن أحمد رجب مشواره طويل وجميل من العطاء والنجاح الذي صنعه بنفسه ، وهو الذي لم يتقلد يوما منصبا صحفيا ورغم ذلك امتلك قلوب ملايين القراء والمعجبين والمريدين، أنه أسطورة الكتابات الساخرة .  أكدت ليلي أن علاقة أحمد رجب بأهله تختلف كثيراً عن علاقته برفقائه، فهو كان سريع الغضب والعصبية وإنما مع أهله كان قمة في هدوء وطيبة القلب والحنية والعطاء. وعن وجبة الإفطار الخاصة بـ أحمد رجب فأكدت ليلي أن الراحل كان يفطر عصير طماطم وبعد ساعة كان يتناول كوب من اللبن ويضع عليه بيضة ، فكان هذا إفطاره المعتاد. أما المستشار إبراهيم عبيد, رئيس محكمة جنايات القاهرة, وصديق الكاتب الراحل, قال إنه لا يستطيع أن يعبر عن حزنه وأسفه الشديد بعد أن فقد أخ وزميلا وصديقا قلما يندر تكراره في هذا الزمان. وأضاف المستشار عبيد قائلا: "أعزي مصر والأمة العربية في فقدان هذا العملاق الكبير.. رحمه الله، كان قليل الكلام, زاهد في الشهرة ولا يسعى إليها, وإنما وهب حياته لإسعاد شعب مصر والأمة العربية.. وعزائي أن هذا الرجل بأعماله الخالدة وكلماته الساخرة سيبقي دائماً في وجدان الشعب". وأوضح حسن الوحش, البرلماني السابق, أن الكاتب الراحل أحمد رجب كان عزيزا علي قلوب جميع المصريين خاصة سكان وأهالي منطقة بولاق وعشش الترجمان لأنهم اعتادوا علي رؤيته متوجها دخولا وخروجا من مكتبه في شارع الصحافة. وقال الوحش، إن خسارة الراحل أحمد رجب لا تقل فجاعة عن خسارة العملاقين مصطفى وعلي أمين, كما تقدم البرلماني السابق بواجب العزاء لأسرة دار"أخبار اليوم" وأسرة صاحب "نصف كلمة".