عقد رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، الأحد 7 ديسمبر، لقاءً مفتوحًا مع أعضاء هيئة تدريس وطلاب جامعة القاهرة، وذلك في إطار الموسم الثقافي والفني بالجامعة. وفي مستهل اللقاء ألقى رئيس جامعة القاهرة كلمة أكد خلالها على أن جامعة القاهرة هي منارة الفكر التي تحارب الجهل والتطرف، وكان لها دوماً دور ريادي في مصر والعالم أجمع، مضيفًا أن العنف أراد في الآونة الأخيرة أن يحاصر الجامعة ويعطلها ويكسرها، ولكنها أرادت أن تستمر في التقدم وتقديم رسالتها. وأشار رئيس جامعة القاهرة إلى أن الجامعة تقدمت في العديد من التصنيفات الدولية، فهي تقع ضمن أول 500 جامعة على مستوى العالم من بين 23 ألف جامعة يضمها التصنيف، كما أنها شهدت تطوراً في نظامها المالي والإداري جعلها تتحول في عام واحد من جامعة مدينة بنحو 150 مليون جنيه إلى أن تحقق فائضاً يصل لـ 200 مليون جنيه. وأضاف أن جامعة القاهرة ضاعفت الإنفاق أكثر من ثلاث مرات في مجالات البحث العلمي، كما أنها استكملت مشروعات بحثية كانت متوقفة، وتخطط لإقامة مشروع جامعة القاهرة الدولية في مدينة السادس من أكتوبر. وفي كلمته دعا وزير التعليم العالي طلاب الجامعات المصرية إلى طي صفحة العنف في الجامعات، والتحدث عن مستقبل مصر ومستقبل جامعاتهم، مشيرًا إلى أن الجامعات المصرية انتهت من إعداد إستراتيجية لتطوير التعليم الجامعي ستعرض قريباً على مجلس الوزراء لإقرارها، مضيفاً أن شباب مصر يدفعنا لأن نفعل من أجله الكثير في مختلف الأنشطة والمجالات. وفي كلمته أمام طلاب الجامعة، نقل رئيس الوزراء إلى الطلاب تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي ودعواته المخلصة لهم بأن يكون هذا العام خيراً ونجاحاً لهم، وأضاف أنه جاء اليوم ليستمع إلى الشباب، وليفكر معهم في هموم الوطن والتحديات المختلفة وكيفية الاصطفاف والتقارب لخلق رؤية لبناء الوطن.  وأشار رئيس الوزراء إلى أنه يشعر بالفخر وهو في جامعة القاهرة التي ينتمي إليها ويحترم أساتذتها وخريجيها، ويكن لها كل وفاء وولاء، كما يرى خريجيها في كل مكان في العالم متفوقين في مختلف المجالات. وأكد محلب على أننا نعيش مرحلة صعبة لابد لنا فيها أن يكون لدينا رؤية واحدة، ومعرفة حقيقية بالعوائق التي تواجهنا، لننسف هذه العوائق ونبني مصر الجديدة. وتطرق رئيس الوزراء في حديثه مع الطلاب إلى عدة محاور، ففي المحور السياسي أشار محلب إلى أن مصر وضعت خارطة طريق واضحة ستختتم بانتخاب مجلس نواب يعبر عن إرادة شعب بطريقة ديمقراطية حرة نزيهة، مضيفًا أن الحكومة ستسلم الراية خلال شهور قليلة وهي مرفوعة الرأس، وتفخر بأنها وضعت أساس دولة ديمقراطية حديثة. وفي المحور الاقتصادي، أشار محلب إلى أن لدينا دَيْنا عاما نحمله فوق أكتافنا، وعجزا في الموازنة سنتحمله جميعاً، ولكن لدينا رؤية اقتصادية وليس أمامنا سوى العمل وزيادة الإيرادات ودعم الاستثمارات خاصة وأن لدينا موارد كثيرة غير مستغلة بعد. وتابع: "إن ما تشهده مصر من وضع اقتصادي هو نتيجة ميراث من غياب خطة اقتصادية حقيقية مرتبطة بالتنمية فمعدل النمو السكاني لم يواكبه معدل نمو اقتصادي، ونحن نعمل الآن على ربط الخطط بالتنمية وتوفير مناخ جاذب للاستثمار، ويتم حالياً إصلاح تشريعي حقيقي حيث تمت مقارنة قوانين الاستثمار بنظيراتها في العالم أجمع، للخروج بقانون مصري خالص يشجع الاستثمار، ونحل مشكلات المستثمرين بأيدي غير مرتعشة، ونعلن عنها لأنه ليس لدينا مصلحة سوى الله والوطن". وأضاف رئيس الوزراء أن الحكومة تعلن عن رؤيتها الاقتصادية بكل شفافية كما تعلن عن خطة التنمية، ليكون المواطن مراقباً للحكومة، وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة تواجه تلك التحديات وتحرص على إزالة التشوهات في الاقتصاد وخاصة في منظومة الدعم مثل دعم البنزين والكهرباء والتي لا تخدم الفقراء بل أنه يذهب إلى الأغنياء وليس الفئات المستحقة، وهذا لا يحقق العدالة الاجتماعية. وأوضح أن دعم الوقود وصل في 10 سنوات إلى 683 مليار جنيه، والإجراءات التي تم اتخاذها العام الحالي وفرت 51 ملياراً، ذهبت تحت مظلة إقامة شبكة قوية لحماية الفقراء، فنحو 26% من أهلنا يحتاجون إلى الدعم والمساندة، وأشار محلب إلى أن لدينا جراحات يتم إجراؤها وهناك ملفات لم تفتح بعد ولكن يجب فتحها من أجلكم أنتم. وأشار محلب إلى أنه كان هناك اليوم إجتماع لمواجهة أزمات الكهرباء حتى لا تتكرر مرة أخرى مثل الصيف الماضي، فهناك نحو 2.6 مليار جنيه كخطة إسعافية لمحطات التوليد، و فوقها 2.9 مليار جنيه كوقود لتلك المحطات. وأضاف أنه يجب أن يكون هناك وقفة لإصلاح التشوهات فلو تحدثنا عن المترو فلا توجد أي دولة في العامل تذكرة المترو فيها قيمتها جنيه واحد لنحو 64 كيلومتراً، فالخدمة عندنا تقدم بأقل من ثمنها وإذا لم نتحرك سيصبح المترو كحال السكك الحديدية وستنهار الخدمة به وسيكون البديل من البدائل غير المنظمة مثل الميكروباصات. وفي المحور الإداري، أكد رئيس الوزراء أن هناك إصلاحا إداريا ضروريا في هذه المرحلة، فهو من أهم الملفات التي تهتم بها الحكومة، ثم أضاف رئيس الوزراء :" أحنا مع بعض، مش هيقدروا يفرقوا الشعب المصري، نختلف لكن نعود لنصطف، نحتاج إلى الإختلاف في الفكر أو الرأي ولكن لا نختلف على رؤية وطن"، ودعا رئيس الوزراء إلى بدء حملة من هنا من جامعة القاهرة لحماية نهر النيل، وحملة لإحترام قانون المرور، مشيراً إلى أن الحكومة أصدرت العديد من القوانين الرادعة في هذين المجالين ولكن الأهم أن يقوم المواطن من داخله بتطبيق القانون. وأجاب رئيس الوزراء على العديد من التساؤلات من الإعلاميين وأعضاء هيئة التدريس و الطلاب،حيث أجاب على سؤال لعميد كلية طب قصر العيني بالتأكيد على أن أي أستاذ في هذه الكلية رمز للطب وأننا ننتظر منهم الكثير من تقديم الرعاية الطبية الفائقة للمرضى من أطباء وتمريض ونظافة. وأضاف أن لدينا 88 مستشفى جامعيا، من المفترض أن تكون منارات الطب في الشرق الأوسط. كما أجاب عن سؤال حول الحرب على الإرهاب ودور الإعلام في هذه المرحلة، بتوجيه تحية تقدير واحترام للإعلام المصري، والتأكيد على أن الحكومة تسعى للتواصل مع الإعلام، وتقبل النقد في كل الأحيان، فالإعلام كان له دور كبير في الثورتين، وأضاف أنه طلب الإسراع بالانتهاء من قوانين وتشريعات الإعلام من اللجنة المختصة بذلك. وأضاف نحن نواجه الإرهاب بكل قوة ولكن مصممون على احترام القوانين، وأن مصر قد سخر لها الله جيشا تفخر به وشرطة تتعافى وأصبحت تواجه بقوة. وأشار محلب إلى أن من قام بالثورتين هم الشباب ولديهم قدرات كبيرة وتمكين الشباب يكون عن طريق صقل قدراتهم لتولي مناصب حقيقية، ونحن نطبق ذلك من خلال اختيار معاون ومساعد للوزير. وفي سؤال حول جهود دفع البحث العلمي، أشار رئيس الوزراء إلى أن الطريق الوحيد للإسراع بتقدم أي دولة هو في العلم، وأضاف أنه كلما ستتقدم بلادنا سيزيد احترامنا لعلمائنا وسيكون هناك شفافية في تولي المناصب، وساعتها ستعود كل الطيور المهاجرة، مع العلم أننا نتواصل معهم جميعاً وكلهم يرحبون بذلك. وفي السياق ذاته أضاف وزير التعليم العالي أن الدولة رصدت 611 مليون جنيه للبعثات العلمية ووجه الرئيس بمضاعفة هذه الميزانية، وبعضهم لاي عودون نظراً لأن المناخ غير مهيأ هنا، ونضع حالياً إستراتيجية للبعثات لكي يعود من يخرج ويكون له مكان.