ليست فقط الحقوق الضائعة، ولكن أيضا التاريخ المهدر.. هذا ما تكشف عنه 5 لوحات للفنان الراحل محمود بقشيش، جار البحث عنهم داخل الجمعيةالمصرية للنقاد التشكيليين.. وكان محمود بقشيش قد قدم لوحاته الي الجمعية (والتي شارك في تأسيسها) عام 1999 للمشاركة في المعارض الجماعية المختلفة، وبالفعل شاركت اللوحات في معرض عام 2003 (بعد وفاة بقشيش بعامين).. ثم عرضت مرة أخري في قاعة (شاديكور)عام2011 وفي قاعة (دروب) عام 2012 وأخيرا في معرض جماعي في مارس 2014 ثم عادت مرة أخري اللوحات، الي مقرجمعية النقاد (المغلق تماما منذ 4 سنوات).. وحين تساءلت السيدة هدي يونس زوجة الفنان عن اللوحات، مطالبة بإستعادتهم (وهي مطالبة متأخرة كثيرا بالتأكيد، لكنها لا تسقط الحقوق) كانت المراوغات، والاجابات المرتبكة والمريبة.. قال الفنان كمال الجويلي رئيس جمعية النقاد: لا توجد لوحات بالجمعية، لقد أستلم بقشيش اللوحات قبل وفاته (ناسيا أن الفنان محمود بقشيش توفي 2001، وأن الجمعية شاركت بلوحاته في معارض مختلفة لسنوات بعد) ثم عاد الجويلي مرة أخري ليطالب زوجة الفنان بنسيان الأمر، وبوعد صرف مبلغ 500 جنيه للأسرة مدي الحياة !! وعندما أصرت الزوجة علي استلام اللوحات، ذكر الجويلي أنها مسئولية الفنان عادل ثابت (أمين الجمعية) التي نقلها الي الجاليري الخاص به.. ومرة ثالثة ورابعة ينكر عادل ثابت وجود اللوحات (رغم مشاركتها بالمعارض) مشيرا الي أنهم ليسوا 5 لوحات، ربما هي لوحة واحدة وغالبا (أكلتها الفئران)!! الحكاية مؤسفة، فكيف يتم التعامل مع تراث فنان بحجم محمود بقشيش، وتاريخه المؤثر في الحركة التشكيلية المصرية، بهذه الصورة من الاهمال والتسيب والتبديد والتقصيير؟ وما معني اختفاء اللوحات، أو اخفائها، أو المساومة عليها ؟ يحتاج الأمر لتدخل مباشر من وزير الثقافة، والتحقيق في الأمر لاستعادة اللوحات الي أهلها، وصيانة الأرث الفني، واحترام تاريخ مبدعينا.