العزيمة القوية والروح الوطنية هي كلمة السر وراء نجاح المشروعات القومية التي بدأناها بمشروع قناة السويس الجديدة وافتتحت منذ أيام في حفل أسطوري يليق بالمناسبة وحضره العديد من ملوك ورؤساء دول العالم الذين جاءوا ليروا حجم الإنجاز المصري وليشاهدوا عن قرب الأمان والاستقرار اللذين أصبحت مصر تعيشهما الآن.. ونجحنا إعلاميا في تسويق حفل القناة للدعاية لبلادنا لإعادة معدلات السياحة لما كانت عليه من قبل، ولم يجرؤ الإرهابيون علي أي عمل يشوه فرحتنا بعد التهديد الواضح الذي تلقوه من قيادة الجيش في جملة حاسمة (احنا ما بنهزرش اللي حيقوم بأي عمل متهور حيتقتل ) وكان الحفل جميلا ومنظما وذكرني بحفل تنصيب رئيس الجمهورية الذي تميز بالتنظيم والأناقة.. هذه الروح الوطنية التي تجلت في الاحتفالات الشعبية في جميع المحافظات تحتاج إلي استغلال حماس الشعب في مشروعات قومية جديدة وما أحوجنا للاصطفاف حول أهداف تجمعنا ولا تفرقنا، وما أكثر القضايا الشائكة التي تحتاج للتركيز عليها مثل محو الأمية التي تمثل عارا يكلل جبين أمة علمت العالم الحضارة، وفي مجال الصحة حدث ولا حرج ما بين فيروس سي ومرض السرطان وارتفاع نسبة الإصابة بمرض السكر والقلب والضغط وغيرها من الأمراض التي تؤثر سلبيا علي الإنتاج لأن العامل المنتج لابد أن يتمتع بصحة جسدية وعقلية، ولكي نمهد لمستقبل أفضل يجب أن نهتم بصحة أطفالنا ونركز علي وقايتهم من الأمراض ولا نتركهم تحت رحمة مصنع ينتج محلول معالجة جفاف منتهي الصلاحية فيقتل أربعة أرواح بريئة ونتركهم نهبا للتلوث البيئي الذي يسبب أخطر الأمراض وأن نجعل تطوير التعليم هدفا قوميا نرصد له ميزانيات مفتوحة ونحشد له أفضل أساتذة الجامعات لابد من ثورة حقيقية علي حشو المناهج التي تجعل الطلاب يفرون إلي الكتب الخارجية والدروس الخصوصية التي تحولت إلي ظاهرة سرطانية من الصعب القضاء عليها نظرا للمكاسب الهائلة التي يحققها أباطرة الدروس الخصوصية الذين تحولوا إلي مليونيرات مستغلين فشل منظومة التعليم المصري.. أجيال من الشباب ظلمهم التعليم الجامد وقتل فيهم روح الابتكار وصبهم في قوالب جامدة ولم يؤهلهم لسوق العمل فانضموا لطابور البطالة وهي تحد علينا مواجهته من خلال المشروعات الكبري التي تستوعب عمالة كثيفة مثل مشروعات المنطقة اللوجيستية المحيطة بقناة السويس.. الشعب المصري لا يخشي التحديات بل يواجهها بروح قتالية إذا تعلق الأمر بقضية مصيرية لأن مستقبل مصر هو كلمة السر !