إلي متي ننساق وراء جماعات العنف والارهاب ونحول ذكري ثورة يناير، من مناسبة قومية رائعة يجب ان نحتفي بها إلي فزاعة «أمنا الغولة» التي نخيف بها ونخاف منها حتي صدقنا أنفسنا أن هناك بالفعل «أمنا الغولة».
لماذا تغلق محطة مترو التحرير، ولماذا يغلق أصلا ميدان التحرير في عيد الثورة؟
ثورة يناير لدي البعض تحمل ذكريات عطرة، طيبة، استثنائية، وخلال 18 يوما رأينا مصر التي نحلم بها، الايادي متشابكة متحابة، تمسح التراب عن كاهل الوطن، وتمسح الدموع عن عيون باكية.. شاهدنا المسلم بجوار المسيحي الجميع تتنزل عليه رحمات الله، ودعاء الراجين لهذا الوطن خيرا.
كانت أياما معدودات، قفز البعض علي المشهد، وبرزت الذئاب في ثياب الواعظين، وراحت تمشي بين الناس وتسب المفسدين.
ولم يمض وقت طويل حتي اكتشف المصريون حقيقة الذئاب، لم يستطيعوا اخفاء حوافرهم، وذيولهم، لم يصبروا كثيرا علي الفريسة، سالت اللعاب، ولم يستطيعوا الاستمرار كثيرا في التمثيلية وراحوا يسنون أسنانهم لالتهام الفريسة.
خمس سنوات مضت بحلوها ومرها، وللأسف الشديد فالحصيلة سلبية، ولدينا رئيس يحفر في الصخر، ويحاول جاهدا أن يستنهض الهمم، ويحذر من خطورة الذئاب التي تقف متربصة علي قمة التل تريد أن تعود من جديد.
لا أريد أن أكون سوداويا في يوم يجب أن نفرح فيه، بتذكر 18 يوما استثنائيا في تاريخ مصر.. آن الأوان أن نقلب الصفحة ونبني وننظر لبكره، ولا نلتفت إلي الماضي.
كفانا بكاء علي جراح الماضي.