إيتمار بن غفير.. الرجل الأخطر في حكومة نتنياهو يقود حرب التصعيد ضد الفلسطينيين

إيتمار بن غفير
إيتمار بن غفير

إيتمار بن غفير.. اسمٌ ارتبط في السابق بأنه فتيل أي صراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ليصبح الآن وهو في موضع السلطة، ويتولى منصب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي في حكومة بنيامين نتنياهو اليمنية المتطرفة، علامة بارزة في حلقة التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ومن حيث آلت الأمور، فقد دعا وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى إنشاء الحرس الوطني لإسرائيل، في خطوة تبدو أنها محاكاة للحرس الثوري الإيراني.

جاء ذلك بعد عملية القدس، التي نفذها الاستشهادي الفلسطيني خيري علقم بحق كنيس يهودي شمال القدس المحتلة، وتسببت في مقتل 8 إسرائيليين وإصابة آخرين.

ونتيجة العملية، دعت الشرطة الإسرائيلية المستوطنين إلى حمل السلاح، كما قال بن غفير تغريدة بحسابه الرسمي على «تويتر»، أنه أصدر أوامره بمضاعفة القوى العاملة في قسم الأسلحة النارية وتوفير السلاح لمزيد من الأفراد والمستوطنين.

وبات «إيتمار بن غفير» هو المحرض الرئيسي لكل أحداث التصعيد من جانب الإسرائيليين تجاه الفلسطينيين، مثلما كان يفعل ذلك، وهو يشغل مقعد نائب في الكنيست الإسرائيلي عن حزب الصهيونية الدينية المتطرف.

تطرف إيتمار بن غفير وخطواته التصعيدية

أول ناقوس خطر في مسار التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي، دقه إيتمار بن غفير، بعد أقل من أسبوع من تولي حكومة نتنياهو مقاليد الحكم، حينما اقتحم المسجد الأقصى المبارك في 4 يناير الجاري.

خطوة لاقت استنكارًا عربيًا وغضبًا شديدًا، ودفعت إلى عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي، لمناقشة هذا التصعيد.

ولم يعبأ «بن غفير» بما أحدثه اقتحامه للمسجد الأقصى من ردة فعل غاضبة، وفي اليوم الموالي، زار إيتمار بن غفير سجن "نفحة"، في 5 يناير الجاري، بهدف تفقد الأقسام الجديدة التي تم افتتاحها في السجن، والسؤال حول شروط الحياة للأسرى.

ووفقًا لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية فإن بن غفير قد زار سجن نفحة برفقة مسؤولي السجون الإسرائيلية، من أجل "التأكد من أن قتلة اليهود لا يحصلون على ظروف أفضل بعد بناء زنازين جديدة"، حسب تعبيره.

خطوة استشاط لها الأسرى في سجون الاحتلال غضبًا، خاصةً أنها جاءت بعد أيام قليلة من إعلان استشهاد الأسير ناصر أبو حميد في سجون الاحتلال، الذي كان يُعاني من مرض السرطان، وتعرض للإهمال الطبي في سجون الاحتلال.

تحدي الفلسطينيين لبن غفير

ولا يزال إيتمار بن غفير يطلق التصريحات الرنانة ضد الفلسطينيين ويتوعدهم، وهم في المقابل يرفعون راية التحدي في وجه، غير مكترثين بعبارات الوعيد التي يطلقها، مصرين على الوقوف صامدين في وجه رؤوس حكومة نتنياهو المتطرفة، وعلى رأسهم نتنياهو نفسه وإيتمار بن غفير.

وتولت حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة مقاليد الحكم في دولة الاحتلال، نهاية العام المنصرم، على ضوء ما أفرزته انتخابات الكنيست الخامس والعشرين في تاريخ إسرائيل. 

وأجرت إسرائيل في الفاتح من شهر نوفمبر الماضي خامس انتخابات تشريعية في غضون ثلاث سنوات ونصف العام، في ظل أزمة طاحنة للداخل الإسرائيلي، نتج عنها اللجوء لصناديق الاقتراع أكثر من مرة، وفي كل مرة كانت نتائج تلك الانتخابات لا تحمل أي حسم يؤدي لتشكيل حكومة مستقرة في دولة الاحتلال.

وعلى عكس سابقاتها من الانتخابات، جاءت نتائج هذه الانتخابات حاسمة، فيما يتعلق بتوزيع المقاعد بين الكتل، فنال المعسكر اليميني بزعامة بنيامين نتنياهو 64 مقعدًا داخل الكنيست، ليتمكن من الوصل إلى أغلبية مريحة تُمكنه من نشكيل الحكومة منفردًا، دون الحاجة إلى استقطاب أحزاب تحمل أيدلوجية سياسية مغايرة لليمين المتطرف في إسرائيل.

وعلى إثر ذلك تم تسمية نتنياهو رئيسًا جديدًَا للحكومة الإسرائيلية، في حقبة ثالثة، بعدما أوصى 64 نائبًا بالكنيست لصالحه توليه رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وهو ما تم بالفعل، ليعود نتنياهو، أكثر من جلس على كرسي الحكم في إسرائيل إلى موقعه في السلطة مرة ثالثة، وسبق أن تولى نتنياهو رئاسة الحكومة في حقبة أولى بين عامي 1996 و1999، وحقبة ثانية بين عامي 2009 و2021.