شجرة الأموات.. عمرها 150 عاما ولم تستطع الصمود أمام عاصفة لندن

 سقوط شجرة «هاردي» 
سقوط شجرة «هاردي» 

لم يدرك الكاتب الإنجليزي في العصر الفيكتوري توماس هاردي أن تقمصه دور المهندس المعماري في ترتيب شواهد القبور غريبة الأطوار حول شجرة تاريخية في لندن سينتهي بكارثة بعد قرن ونصف القرن.

 

لقد سقطت شجرة «هاردي» المحاطة بشواهد قبور، التي أصبحت رمزاً للحياة وسط الموت بفناء كنيسة «سانت بانكراس» القديمة في لندن، بسبب العواصف التي ضربت المنطقة.

 

 

 وسميت الشجرة على اسم الروائي الإنجليزي توماس هاردي، وذلك بعد قيامه بتكديس شواهد قبور حول قاعدتها في ستينيات القرن الـ 19.

 

 

ولأكثر من 150 عامًا، كان يتم الاحتفال بتلك الشجرة على أنها رمز للحياة وسط الأموات ولكن سقطت شجرة هاردي خلال هذا الأسبوع، بعد أن ضعفت بسبب العاصفة الأخيرة.

 

 

ووفقاً لصحيفة «جارديان» البريطانية لم يكن هاردي قد أصبح روائياً مشهوراً، عندما قام مكتب «أرثر بلومفيلد» بتوظيفه لنقل مقابر من مكانها، من أجل بناء خط سكك حديد «ميدلاند»، فقام بتكديسها حول هذه الشجرة.

 

ووصف جذور الشجرة التي تنمو بين شواهد القبور بأنها صورة قوية رغم علمه بأنها تحتضر.

 

 

أصيبت شجرة هاردي بفطر في عام 2014 ، ومنذ ذلك الحين بدأت العدوى تتعفن الشجرة من الداخل، اتخذ مجلس كامدن المحلي ، الذي توقع موت الشجرة ، خطوات لإدارة سنواتها الأخيرة.

 

قصة شجرة هاردي

 

الآن ، كل ما تبقى من شجرة هاردي هو جذعها في ساحة خلف كنيسة سانت بانكراس القديمة، حيث كانت ساحة الكنيسة تستخدم في السابق للدفن - وكانت أكبر بكثير مما هي عليه الآن.

 

كان ذلك حتى ستينيات القرن التاسع عشر، عندما قطعت خطط خط السكك الحديدية الفناء، ومن أجل بناء المحطة، كان لا بد من القيام بشيء بشأن ما يقرب من 10000 جثة مدفونة هناك.

 

 

كان توماس هاردي متدربًا للمهندس المعماري في ذلك الوقت، حيث قال إنه قام بالمهمة «المروعة والشنيعة» المتمثلة في إخراج الجثث ونقل شواهد قبورهم.

 

أما كومة شواهد القبور المكدسة تمامًا والمجمعة حول شجرة الرماد فتذكر بالتناقضات، مثل الحياة والموت والارتقاء ويمكن رؤية تلك الموضوعات في كتابات توماس هاردي.